الموضوع: أرسل و اربح !!!!!
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-06-2008, 01:25 AM   #6
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

ليأذن لي أخي الحبيب / ماهر
في وضع هذا الموضوع الذي نشر لأحد الكتاب المسجلين معنا في الحوار
وهو الأخ / ماجد بن رائف ، والذي لن نحظى برؤية مشاركاته بعد
نشرت في جريدة الوطن السعودية بتاريخ 29 مايو 2008 م


"يانصيب" ( 1-2)

قلب عينيك لذات اليمين ثم لليسار در، ثم توجه بهما إلى الأعلى وإن شئت، فإلى الأسفل. ولا أظنه سيرتد إليك طرفك من إحدى الجهات الأربع السابقة دون أن ترى أو أن تسمع إعلانا عن مسابقة ثقافية "لاحظوا أنها ثقافية" يطالبك منظموها بضرورة الاشتراك فيها بأسرع وقت ممكن حتى لا تفقد مثل هذه الفرصة النادرة والتاريخية للفوز بمبلغ نصف مليون ريال ثم يقوم المذيع بسرد مجموعة من الاقتراحات عن كيفية الاستفادة من هذا المبلغ الضخم كشراء بيت المستقبل أو تسديد ديونك المتلتلة أو استكمال علاج أسنانك التي عاث فيها السوس فسادا!! أو باقي أضغاث أحلامك التي طالما وددت أن تعيشها كحقيقة، كل ما عليك فقط هو إرسال رسالة "فارغة" للرقم (*****) "إذا كانت الرسالة خاوية والمسابقة ثقافية فأظننا الآن قد توصلنا إلى أصدق تعريف لظاهرة الخواء الفكري والثقافي"! ثم إنه وبعد إرسالك لهذه الرسالة فإنه يتوجب عليك الانتظار بجانب جهاز جوالك فربما اختارك جهاز الكمبيوتر "يبدو أنني أحسن الظن كثيرا" من بين مليوني ساذج للفوز بمبلغ نصف مليون ريال!!
من هو العاقل الذي سيرفض عرضا كهذا، "بيت الأحلام" مقابل رسالة واحدة! أظن جميع سكان الشقق التي ضاقت على أفرادها حتى اضطروا لإلغاء المجلس وتحويله لغرفة للنوم، سيشاركون في هذه المسابقة التي ستحل مشكلتهم العظمى في الوقت الذي تقف فيه تحويشة العمر - بافتراض وجودها طبعا ـ عاجزة عن شراء أطنان الحديد اللازمة لتشييد نصف دور من منزل الأحلام فضلا عن المنزل بأكمله!.
أؤكد مرة أخرى أن الفكرة مغرية فيما لو كنت أنت سعيد الحظ وحصلت على المبلغ ثم قمت بسداد كل ديونك السابقة واللاحقة كأقساط السيارة وقرض البنك وديون أقاربك وأصدقائك وجيرانك وصاحب السوبر ماركت....إلى آخر القائمة حتى تستطيع الخروج من منزلك بكل شجاعة ودون أن تضطر إلى النظر من عين الباب السحرية للتأكد من خلو المكان من أي أثر للديّانة!.
و سيسيل اللعاب لهذه الفكرة أكثر وأكثر فيما لو فكرت عزيزي القارئ الكريم وفي حال كنت أنت المحظوظ أنه بإمكانك استخدام الجائزة لعلاج قريبك المريض في الخارج بعد أن تكرمت عليه مستشفيات الداخل بموعد يبعد "وقتيا" بما يكفي لإنشاء أربع مدن طبية كاملة!.
باختصار إنهم يرقصون على سيمفونية "جراح المواطن واحتياجاته" إنهم يفصلون ويا ليتنا نلبس!!


"يا نصيب" (2-2)


وأفضل تعريف لمسابقات اليانصيب هو: تلك المسابقة المدفوعة الأجر مسبقا "من المتسابق الأفدغ بالتأكيد " صحيح أنها تمنح فرصا متساوية لكل المشتركين فيها للفوز بالجائزة الكبرى بغض النظر عن مستوى الغباء والدلاخة الذي يتمتع به المتسابق! ولكن من يصدق بأن هنالك "جائزة كبرى"؟
تقول الرواية إن نصابا عاش في العهد القديم ـ بالمناسبة يتكيّف النصاب مع كل الظروف المكانية والزمانية ـ احتاج أن يشتري حماراً فذهب إلى الريف واتفق مع بائع الحمير على شراء حمار ينحدر أصله من أجود وأنقى سلالات الفصائل "الحميرية" بمبلغ 200 ريال، دفع الرجل المبلغ على أن يحضر في الغد لاستلام حماره الأصيل! وفي الغد وفي موعد تسليم البضاعة فوجئ الرجل ببائع الحمير وهو يقدم له أحرّ التعازي وأصدق المواساة في حماره الذي لقي حتفه مساء البارحة إثر مرض عضال لم يمهله طويلاً!. وعندما طالب الرجل بماله أخبره البائع بأنه قد صرف المال ولا مجال لاسترجاعه! وعندها طالب الرجل بجثة الحمار على الأقل من باب "العوض ولا الخسارة".! وبعد أن استغرب البائع من طلب الرجل وشك في قدراته العقلية سلّمه الجثة ثم دعا الله العزيز القدير أن يسخرهما لبعضهما وأن يجمع بينهما بخير.!
أخذ الرجل جثة الحمار وعاد بها إلى مدينته وهناك قام بنشر ملصقات غطى بها جدران المدينة وشوارعها عن مسابقة "يانصيب" وأن الفائز الأول سيحصل على جائزة لا تخطر على البال.. وفي أسفل الإعلان وبالبنط الذي لا يراه أحد كتب هذه العبارة "سعر كوبون الاشتراك في المسابقة 50 ريالاً "! تهافت السذج من كل حدب وصوب للاشتراك في المسابقة وشراء كوبون بل وكوبونين وثلاثة فالجائزة لا تخطر على البال!. وبعد أن جمع هذا النصاب مبلغ 4000 ريال أعلن موعدا للإعلان عن الفائز المنكوب!. وفي الموعد تجمع السذج في مكان واحد "كانت فرصة مواتية لإبادتهم جميعا " وبعد عملية سحب نزيهة تم اختيار أحد المنكوبين للفوز بالجائزة وعاد الجمع الخاسر يندب بعضهم حظه العاثر ويشتكي البعض للآخر من نزاهة لجنة التحكيم.!
حضر الفائز المنكوب لاستلام جائزته وعند الكشف عن هويتها وهو الحمار الذي كان أصيلا!! ثار واستشاط غضبا لمدة لم تتجاوز الـ5 دقائق، أطلق من خلالها الكثير من السباب والشتائم التي تقبلتها اللجنة المنظمة بروح رياضية! ولأنه مظلوم فقد طالب بحقه من هذه اللجنة الظالمة، وبعد اجتماعات عدّة بين منظم المسابقة ونفسه قرر أخيرا أن يعيد له مبلغ 50 ريالا هي قيمة كوبون المسابقة. أخذها المنكوب وعاد إلى بيته وهو يدعو الله أن يوفق اللجنة وأن يجزيها خير الجزاء.! "ما أشبه الليلة بالبارحة".!

هنا و هنا

تحياتي

__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس