عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-02-2010, 01:01 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بأستاذتنا العزيزة العنود النبطية ، ومشكورة على ما قدمت لنا من إبداع لطالما انتظر الواحد مجيئه . القصيدة هذه نُقِلَت إلى الخيمة الثقافية منذ عدة أشهر وكان الأخ العزيز ياسر الهلالي قد أدرجها هناك ولم أعلق عليها . وجاءت الفرصة للتعليق عليها خاصة بعدما ذكرت أنها استبعدت من مسابقة أمير الشعراء .
لا أدري هل كان ذلك محاباة لشاعر آخر هو أحمد بخيت أم لا ؟ لكن الذي لا شك فيه هو أن الكثير من الفعاليات الثقافية في مجتمعنا العربي -وهذه إحداها- محل استهجان الكثير من المثقفين الواعين بدور الأدب وحقيقة ما ينبغي أن يكون عليه المبدع تجاه القضايا القومية والمصيرية .
انتهى عهد أغراض الشعر ذلك العهد الذي كان يقسَم الشعر فيه لمدح وهجاء وحكمة ورثاء وفخر وغزل ووصف الطبيعة ...إلخ.
ولكن يبدو -لسواد عيون الراحل زايد بن خليفة رحمه الله- أننا عدنا لهذا العهد حيث يتسابق الشعراء المديح للإمارات مستغفلين الجمهور مستعطفين الهمج والدهماء وأهل العصبية لينالوا بها التصفيق الحاد .وما انتظرت شيئًا إلا أن أجد من يعطي الشاعر المبدع صرة من الدناير وضياعًا ويعينه في ديوان الرسائل والخطابة..إلخ
أما عن القصيدة ،فهي رائعة لا شك ، وشاعرها يزاحم بالمناكب أمل دنقل في قصيدته لا تصالح والعديد من الشعراء الذين اعتمدوا على الموروث التاريخي لإثراء العمل الأدبي ويا ليت شعري لو كان حيًا أمل دنقل أو صلاح عبد الصبور هل ترى كانوا يستبعدون ما كتبوه بنفس الحجة ؟!!
القصيدة تعتمد على إحداث مفارقة تاريخية من خلال استدعاء الرمز التراثي وإسقاط خصائصه على الحاضر وهذه الطريقة يكون فيها البطل متسمًا بإحدى الخصائص العكسية لما عُرِفَ عنه.
كان الاستخدام لفعل الأمر فيها بشدة دليلاً على رؤية مخبوءة في ذاته لعل مردها إلى أن الشاعر أصبح في هذا الزمان رجلاً ثرثارًا يتمتع بخصيصة -وليس بخاصية -الأمر والنهي فكل ما له في القضية أن يأمر فقط . وهذا ما نلاحظه من خلال زيادة عدد أفعال الأمر في القصيدة .
ومن ناحية أخرى فلعل وجود الهاء المفيدة للتأوه الساكنة مسبوقة بحرف الراء المفتوحة المنطوقة بسرعة نتيجة أن حرف الراء حرف تكراري ..لعل ذلك كله يفيد حالة من الصدمة بدخول الحرف الساكن ليكبح جماح الحرف المتحرك . هذه الصدمة الصوتية تتوازى مع صدمةشعورية بسبب التناقض بين الماضي والحاضر .
وكان تناقضه مع الموروث واستعماله آلية التضمين عنصرًا محققًا المفارقة الأخرى على صعيد النص التاريخي لقصيدة عنترة هل غادر الشعراء من متردم= أم هل عرفت الدار بعد توهم ِ
أخيرًا كان التعبير قاع صدرك مقبره .. كان تعبيرًا فيه الصورة المجازيةالحزينة عنصر قوة إذ تكون المفاخر كلها أمواتًا .وكانت السخرية في النص لها دور كبير في إحداث أثر نفسي حزين للمتلقي.
وأخيرًا : فإنه طالما كان عنترة من الجزيرة العربية ، فإن انتقاده يعد (إساءة لأمجاد الجزية العربية) يستدعي -للأسف الشديد- إقصاء القصيدة حتى وكأنها قصيدة إباحية .
هنيئًا للجنة التحكيم والفائزين والمشاركين ليالي السمر (الأنس )الخليجية ، وهكذا الشعر دائمًا لا ينقصه إلا أن يكون مجلسه -عذرًا- مجلس خمر ونساء .
لا فض فوك يا سعاد الصباح حينما قلت :
..وأهل الصحارى
سكارى وما هم بصحارى
يحبون قنص الطيور ولحم الغزال ولحم الحبارى
وعجبي
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس