عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-03-2024, 07:54 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,991
إفتراضي

وقد فسر ميلغرام ما جرى فى تجاربه فقال :
"تفسير ميلغرام للتجربة
معظم المتطوعين اطاعوا الاوامر حتى لو وصلت الى حد التسبب في الموت
أن الأشخاص لديهم حالتين من السلوك عندما يكونون في مواقف اجتماعية وهما:
1 - الحالة المستقلة: حيث يقوم الأشخاص بأفعالهم الخاصة ويتحملون مسؤولية نتائج هذه الأفعال.
2 - الحالة بالوكالة: حيث يعمل الأشخاص كوكلاء لإرادة شخص آخر. إن الشخص الذي لا يملك القدرة على اتخاذ قرارات خاصة في الأزمات سيوكل عملية اتخاذ القرار إلى غيره، وإن جوهر الطاعة يتكون في حقيقة أن الشخص يعتبر نفسه أداة لتنفيذ أوامر شخص آخر لذلك لا يعتبر نفسه مسؤولاً وبمجرد إعفائه من المسؤولية تصبح الطاعة واجبة عليه. على سبيل المثال عندما تم تذكير المتطوعين أن المسؤولية لا تقع على عاتقهم استمروا في إطاعة الاوامر بعدما علموا أن المجرب يتحمل كافة التبعات المترتبة عن التجربة.
وكان لهيئة الشخص الذي يصدر الأوامر دور مهم في التجربة، فالمجرب كان يرتدي معطف يشبه معطف الأطباء وخلال إجراء التجربة تم استدعاء المجرب (عن عمد) للرد على مكالمة هاتفية في الخارج ثم يدخل رجل آخر عادي لا يرتدي معطف الأطباء ويقوم باصدار أوامره للمتطوع كانت النتيجة انخفاض مستوى الطاعة بنسبة 20% وهذا يدل على مدى التأثير القوي الذي يتركه المجرب لإطاعة أوامره.
تم إعادة التجربة عدة مرات حول العالم مع متطوعات إناث وكانت النتائج متطابقة إلى حد كبير.
وصف ميلغرام بحثه لأول مرة في مقال نشر عام 1963 في مجلة (علم النفس الغير طبيعي) بعد ذلك قام بمناقشة النتائج والاكتشافات التي توصل إليها بمزيد من العمق عام 1974 في كتابه Obedience to Authority : an experimental view ( طاعة السلطة: وجهة نظر تجريبية) وأصدر فيلماً وثائقياً عن التجربة وانتج سلسلة من خمسة أفلام عن علم النفس الاجتماعي التي تتعلق بتجاربه، وتم انتاج فيلم عن تجربة ميلغرام عام 2015 بعنوان The Experimental ( المجرب) بطولة بيتر سارسجارد ووينونا رايدر.
تجربة ميلغرام أجريت تحت ظروف المختبر، وذلك يقودنا حتما إلى الاستنتاج بأن طاعة الناس للاوامر ستكون أكبر في المجال العسكري."
قطعا هذه التجارب تبين أن ليس كل الناس ينفذون الأوامر الصادرة إليهم بل الكثير منهم وأما القليل وهو من يفكر فهو يتوقف عن الطاعة عندما يرى أنها لا تتفق مع المبادىء الخلقية الحسنة
وهذه السياسة هى ما يسمى سياسة القطيع وهى سياسة متبعة فى كل الجيوش المختلفة فى العالم فمن يعصى الأوامر يعدم أو يسجن ونتيجة لذلك تحدث كوارث فى معظم الحروب إن لم يكن كلها وهى كوارث قتل الأسرى أو الأبرياء أو المدنيين واغتصاب النساء
ومن ثم فالإسلام منع الطاعة العمياء وطلب طاعة أحكام الله حتى ولو أمر القائد بالعكس فقال تعالى:
"اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"
ومن ثم من يحاكم هو مصدر الأوامر ومن نفذها بدون تفكير معا فالله طلب طاعة أحكامه هو وليس طاعة ولى الأمر أو القائد عندما يعصى أحكام الله ومن هنا جاءت المقولة :
لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق
وحكت الباحثة حكاية عسكرى يابانى رفض هو ومن تحت قيادته الاستسلام بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وظلوا يحاربون الأمريكان وحلفاءهم ثلاثة عقود حتى جاء القائد وهو عجوز مخبرا إياه بانتهاء الحرب
تقول الحكاية :
"الجندي الذي أبى الاستسلام 29 عاماً بانتظار أوامر قائده
هيرو أونوداهيرو أونودا كان ضابط مخابرات في الجيش الامبراطوري الياباني قاتل في الحرب العالمية الثانية، وكان واحداً من آخر الجنود اليابانيين الذين استمروا بالقتال لمدة 29 عاماً بعد استسلام الجيش الامبراطوري الياباني عام 1945.
وُلد هيرو أونودا في 22 مارس من عام 1922 في قرية كاميكاوا في اليابان وتعود أصوله إلى سلسلة طويلة من محاربي الساموراي، والده كان رقيب في سلاح الفرسان الياباني الذي قاتل ومات في الحرب الصينية اليابانية الثانية، اتبع أنودا نفس المسار الذي سلكه أجداده حيث تم تجنيده في الجيش الياباني عندما بلغ الثامنة عشر من عمره وتدرب كضابط مخابرات في فصيلة الكوماندوز في مركز لتعليم التقنيات العسكرية الغير تقليدية بما في ذلك حرب العصابات والأعمال التخريبية والاستخبارات والحملات الدعائية البروباغاندا.
في عام 1942 سيطر الجيش الياباني على الفلبين وانتزع السيطرة من الحكومة الفلبينية والقوات الأمريكية التي كانت متمركزة هناك ومع ذلك كان انتشار القوات اليابانية ضعيفاً مما جعل القوات الأمريكية تشرع بالقيام بهجوم مضاد في أوائل عام 1944 وسرعان ما نجحوا في دحر القوات اليابانية، وبحلول شتاء 1944 أُجبر العديد من الجنود اليابانيين على الخروج من الجزر الرئيسية في الفلبين وانسحبوا إلى الجزر الأصغر مثل جزيرة لوبانج Lubang Island .
في 26 ديسمبر 1944 تم ارسال هيرو أونودا من اليابان إلى إلى جزيرة لوبانج من أجل استخدام مهاراته الخاصة في حرب العصابات وذلك من اجل اشغال القوات الأمريكية والفلبينية لأطول فترة ممكنة وإعطاء الجيش الياباني المزيد من الوقت لإعادة تنظيم صفوفهم.
عندما وصل أونودا إلى الجزيرة رفض الضباط الذين كانوا أعلى رتبة منه السماح له بتنفيذ مهمته واختاروا بدلاً من ذلك محاربة القوات الغازية مباشرة، وعندما هبطت القوات الأمريكية على الجزيرة في 28 فبراير عام 1945 حاولت القوات اليابانية محاربتها لكنهم هُزموا بسرعة، بعض الجنود اليابانيين قُتلوا والبعض الآخر استسلموا، وبقي أونودا وثلاثة من زملائه الذين لجئوا إلى الغابات وانخرطوا في هجمات حرب العصابات.
اليابان خسرت الحرب واستسلمت عام 1945
في اغسطس من عام 1945 ومع انتهاء الحرب بين اليابان والولايات المتحدة لاحظ أنودا هدوء في القتال لكنه لم يكن على دراية بأن بلده استسلم، ولم يكن هو ورفاقه ليصدقوا اصلا بأن اليابان استسلمت بسبب المباديء العسكرية المتشددة التي تربوا عليها.
عاش أونودا ورفاقه في الأدغال وخلال إقامتهم نفذوا العديد من هجمات حرب العصابات وشاركوا في عدة حوادث اطلاق نار على الشرطة لاعتقادهم أن الحرب ما تزال جارية ولإظهار التفاني والإخلاص بشكل صارم وبدون هوادة للواجب العسكري وإطاعة الأوامر. وخلال السنوات قاموا ببناء أكواخ من الخيزران وكان نظامهم الغذائي يتكون من الرز المسروق من المستودعات وجوز الهند وذبح الأبقار للحصول على لحومها. كانوا يعانون من الحرارة المرتفعة في تلك المناطق الاستوائية ومن الفئران والبعوض وكانوا يرقعون ملابسهم ويحافظون على بنادقهم ويهيئونها للقتال نظراً لاعتقادهم أنهم مازالوا مستمرين في الحرب، وكانوا يتهربون من السلطات الفلبينية ويهاجمون السكان المحليين للجزيرة ويقتلونهم. مع علم الولايات المتحدة بوجود وحدات حرب العصابات اليابانية هذه والتي لم تكن لديها وسيلة اتصال مع القيادة العسكرية المركزية، بذلت الولايات المتحدة جهوداً عديدة للتأكد من وصول أنباء استسلام اليابان إلى تلك المعاقل عن طريق اسقاط منشورات توضيحية جواً، عثر أونودا ورفاقه على واحدة من تلك المنشورات التي تعلن نهاية الحرب واستسلام اليابان ومع ذلك لم يصدق أونودا الخبر واستبعد ذلك معتبرا أنه مجرد دعاية - بروباغاندا - وهو شيء كان على دراية به من خلال تدريبه.
في نهاية عام 1945 ظهرت المزيد من المنشورات، هذه المرة مع أمر استسلام صريح من الجنرال الياباني تومويوكي ياماشيتا، درس أونودا الوثيقة بعناية وخلص هو ورفاقه في النهاية على أنها مزيفة وأن أونودا الذي كان لديه شعور تقليدي بالفخر لم يكن يتخيل أن اليابانيين سوف يستسلمون وكان متأكدا من أنهم سيقاتلون حتى آخر جندي، وهكذا واصل هو ورفاقه حملتهم في الأدغال والتملص من السلطات الفلبينية.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس