عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-03-2024, 07:54 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,991
إفتراضي

اونودا ورفاقه ظلوا يقاتلون رغم استسلام دولتهم
بحلول عام 1949 بدأ أحد رجال أونودا وهو ياسيشي اكاتسو يدرك أن الحرب انتهت فعلاً لذلك هرب بدون إعلام رفاقه وعاش لمدة ستة أشهر قبل استسلامه للجيش الفلبيني عام 1950، ساعد استسلام اكاتسو بقية العالم لمعرفة ما تبقى من الجنود اليابانيين في جزيرة لوبانج.
واستغلت الولايات المتحدة هذه المعلومات وقامت بالاتصال بعائلات أونودا ورفاقه وحصلت على صور عائلية ورسائل من أقاربهم تحثهم على العودة إلى اليابان، تم ارسال هذه الرسائل عبر الجزيرة عام 1952، عثر أونودا على الرسائل والصور لكنه افترض أن عائلاتهم يقبعون تحت سيطر الاحتلال وان السلطات قامت بتهديدهم بارسال هذه الرسائل أو قتلهم، ورفض أونودا أن يصدق أن الحرب قد انتهت واستمر في قتاله. كان العقدين التاليين صعبين على أونودا ففي عام 1954 فقد شخص آخر من رفاقه وهو العريف شيشتي شيمادا حيث قُتل على يد مجموعة بحث فلبينية كانت تبحث عنهم حيث أصبحوا مجرمين مطلوبين للعدالة، في عام 1972 قُتل رفيقه الأخير كينشيتشي كوزوكا على أيدي الشرطة بينما كانا يحرقان مستودع للأرز في القرية، افترضت السلطة اليابانية أن أونودا لم يستطع الصمود طوال تلك السنوات في الغابات لاسيما عندما أعيد جثمان رفيقه كوزوكا إلى اليابان مما دفع السلطات اليابانية إلى تكثيف جهودها للبحث عن أنودا والتي انتهت جميعها بالفشل مما دفع الحكومة للإعلان عن وفاته.
نوريو سوزوكي المغامر الذي عثر على أونودا
بقي أنودا وحيداً يخوض حرب رجل واحد ضد الحكومة الفلبينية، في هذه المرحلة كان اليابانيون يدركون جيداً وجود جنود يابانيين لم يعلموا بانتهاء الحرب وما زالوا يقاتلون، أحد هؤلاء المواطنين اليابانيين اسمه نوريو سوزوكي Norio Suzuki ، الذي اعلن بأنه سيسافر حول العالم لتحقيق عدة اهداف، منها إيجاد هيرو أونودا وحيوان الباندا ورجل الثلج.
وُلد سوزوكي عام 1949 وهو مستكشف ومغامر ترك الدراسة وقرر استكشاف العالم، قام بجولة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وفي عام 1972 وبعد أربع سنوات من التجول حول العالم قرر العودة إلى اليابان والبحث عن أونودا، في عام 1974 سافر إلى جزيرة لوبانج وبعد أربعة أيام من البحث التقى سوزوكي أخيراً بأونودا الذي كان يرتدي الزي العسكري الممزق وكان يشعر بالقلق تجاه سوزوكي وكان على استعداد لإطلاق النار عليه، لكن سرعان ما بادره سوزوكي بالقول: " أونودا - سان .. إن الإمبراطور وشعب اليابان قلقون بشأنك" وحثه على العودة إلى اليابان.
تبددت مخاوف أونودا واطمأن لهذا المغامر الجريء وأخبره أنه يرفض الاستسلام وبأنه بانتظار أوامر من قائده ليتم اعفاؤه من واجباته.
وفي وقت لاحق من ذلك العام عاد سوزوكي إلى اليابان وأخبر الحكومة اليابانية عن شروط أونودا لمغادرة الجزيرة وعرض عليهم الصور التي التقطها لأونودا كدليل على مقابلته له.
تم ارسال الرائد السابق يوشيمي تانيجوتشي (الذي أصبح بائع للكتب بعد كل تلك السنوات) إلى الجزيرة للالتقاء بأونودا ولإعفائه من الخدمة.
في التاسع من مارس عام 1974 وفي سن 52 عام خرج هيرو أونودا من الغابة وكان لا يزال يرتدي الزي العسكري الممزق وبندقية خدمته وسيفه الذي لا يزال في حالة ممتازة، وهكذا تم اعفاء أونودا من الواجب و رضخ أخيراً للاستسلام، وعلى الرغم أنه قتل أشخاصاً وشارك في إطلاق النار على الشرطة فأنه حصل على عفو من الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس بعد أن قام أنودا بتسليم سيفه إليه.
عاد أونودا إلى اليابان وكان في استقباله الجماهير اليابانية الحاشدة التي احتفلت به احتفال الأبطال وأصبح بطلاً قومياً، تم فحصه من قبل الأطباء الذين وجدوه في صحة جيدة بشكل مذهل، ومع انتشار قصته عالميا في الكتب والمقالات والأفلام الوثائقية حاول أن يعيش حياة طبيعية بعيداً عن الشهرة حيث لم تعجبه الحياة المدنية المتطورة التي طغت على البلاد ولم يستطع التكيف مع حياته الجديدة وشعر أنه غريب في بلاد غريبة، في عام 1975 انتقل للعيش في ضاحية يابانية في ساو باولو في البرازيل حيث عاش في مزرعة وقام بتربية الماشية وتزوج بالمعلمة ماشي اونوكو، وعاد الزوجان إلى اليابان عام 1984 وقاما بتأسيس مدرسة أونودا للطبيعة وهو معسكر شبلبي لتعليم مهارات البقاء، قام أونودا بزيارة جزيرة لوبانج وتبرع بمبلغ 10.000 دولار لإحدى المدارس. قام بتأليف كتاب عام 1999 بعنوان: (لا استسلام: حرب الثلاثون عاماً) - No surrender : My thirty year war
توفي أونودا عام 2014 عن عمر 91 عاماً."
والحكاية تبين مدى الطاعة العمياء من قبل الجنود وعدم تفكيرهم وهو أمر لا تعلمه الجيوش للجنود فى العالم لأنها تعلمهم الطاعة العمياء ونادرا ما يكون هناك قائد يعلمهم رفض طاعته هو أو غيره عندما تكون الأوامر مخالفة للعقل
والقرآن يبين لنا أن الجندى فى الإسلام من حقه إذا رأى خيرا للمسلمين أن يصنعه حتى ولو ترك مكان خدمته كما فعل الهدهد الجندى فى جيش سليمان (ص) عندما آتاه بمعلومات لم يكن يعرفها وفى هذا قال تعالى :
"وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لا أذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابى هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون"
وهنا لا عقوبة على ذلك الجندى طالما أتى بالفائدة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس