عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-02-2020, 02:44 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,909
إفتراضي قراءة فى كتاب صريح السنة

قراءة فى كتاب صريح السنة
مؤلف الكتاب محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)
وموضوع الكتاب هو ذكر بعض الروايات الدالة على العقيدة فى بعض المسائل من خلال ذكر المسألة والدليل عليها من الأحاديث وقد ذكر أبو جعفر الطبرى ذلك فقال :
"ثم إنه لم يزل من بعد مضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبيله حوادث في كل دهر تحدث، ونوازل في كل عصر تنزل، يفزع فيها الجاهل إلى العالم، فيكشف فيها العالم سدف الظلام عن الجاهل بالعلم الذي آتاه الله وفضله به على غيره، إما من أثر وإما من نظر، فكان من قديم الحادثة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحوادث التي تنازعت فيه أمته، واختلافها في أفضلهم بعده صلى الله عليه وسلم، وأحقهم بالإمامة، وأولاهم بالخلافة
ثم القول في أعمال العباد طاعتها ومعاصيها، وهل هي بقضاء الله وقدره أم الأمر في ذلك المبهم مفوض؟
ثم القول في الإيمان هل هو قول وعمل أم هو قول بغير عمل؟ وهل يزيد وينقص أم لا زيادة له ولا نقصان؟
ثم القول في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟
ثم رؤية المؤمنين ربهم تعالى يوم القيامة
ثم القول في ألفاظهم بالقرآن
ثم حدث في دهرنا هذا حماقات خاض فيها أهل الجهل والغباء ونوكى الأمة والرعاع، يتعب إحصاؤها، ويمل تعدادها، فيها القول في اسم الشيء أهو هو أم هو غيره؟ ونحن نبين الصواب لدينا من القول في ذلك إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق"
وأول ما بدأ به الطبرى هو القول فى القرآن وكونه كلام الله فقال :
"القول في القرآن وأنه كلام الله:
12 - فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا: القرآن كلام الله وتنزيله؛ إذ كان من معاني توحيده، فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه: كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ، في السماء وجد، وفي الأرض حيث حفظ، في اللوح المحفوظ كان مكتوبا، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما، في حجر نقش، أو في ورق خط، أو في القلب حفظ، وبلسان لفظ، فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه، أو أضمره في نفسه، أو قاله بلسانه دائنا به، فهو بالله كافر، حلال الدم، بريء من الله، والله منه بريء، بقول الله عز وجل: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} [البروج: 22] ، وقال وقوله الحق - عز وجل -: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [التوبة: 6]
13 - فأخبر، جل ثناؤه، أنه في اللوح المحفوظ مكتوب، وأنه من لسان محمد صلى الله عليه وسلم مسموع، وهو قرآن واحد من محمد صلى الله عليه وسلم مسموع، في اللوح المحفوظ مكتوب، وكذلك هو في الصدور محفوظ، وبألسن الشيوخ والشباب متلو"

14 - قال أبو جعفر: فمن روى عنا، أو حكى عنا، أو تقول علينا، فادعى أنا قلنا غير ذلك فعليه لعنة الله وغضبه، ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، لا قبل الله له صرفا ولا عدلا، وهتك ستره، وفضحه على رءوس الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم، ولهم اللعنة ولهم سوء الدار
15 - حدثنا موسى بن سهل الرملي، حدثنا موسى بن داود، حدثنا معبد أبو عبد الرحمن، عن معاوية بن عمار الدهني، قال: قلت لجعفر بن محمد رضي الله عنه: إنهم يسألون عن القرآن: مخلوق أو خالق؟ فقال: «إنه ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله عز وجل»
16 - وحدثني محمد بن منصور الأملي، حدثنا الحكم بن محمد الأملي أبو مروان، حدثنا ابن عيينة، قال: سمعت عمرو بن دينار، يقول: أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة يقولون: «القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود»
التعليق :
بالفعل القرآن كلام الله منزل على محمد (ص) محفوظ فى اللوح المحفوظ وحيث أنه كلام الله فهو غير مخلوق ولكن الكلام داخل السموات والأرض مخلوق فمن عمل المسلم تلاوة القرآن والعمل مخلوق كما قال تعالى على لسان إبراهيم(ص):
"والله خلقكم وما تعملون"
ومن ثم فالمصحف الورقى أو الجلدى مخلوق لكونه من شجر مخلوق أو جلد مخلوق والحبر المستخدم فى كتابته مخلوق وتلاوته بألسنة الخلق مخلوقة
وقد نقل الرجل كلمة عن جعفر بن محمد ليست من الحق فى شىء وهى كونه ليس بخالق أو مخلوق فالشىء إما خالق أو مخلوق وكلام الله يخلق الأشياء كما قال تعالى :
"إنما أمره إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون"
ثم تناول المسألة مسألة الرؤية فقال:
"القول في رؤية الله عز وجل
17 - وأما الصواب من القول في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل يوم القيامة، وهو ديننا الذي ندين الله به، وأدركنا عليه أهل السنة والجماعة، فهو: أن أهل الجنة يرونه على ما صحت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
18 - حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة، حدثنا ابن فضيل، وحدثنا تميم بن المنتصر، ومجاهد بن موسى، قال تميم: أنبأنا يزيد، وقال مجاهد: حدثنا يزيد بن هارون، وحدثنا ابن الصباح، حدثنا سفيان، ومروان بن معاوية، ويزيد بن هارون، جميعا عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: «إنكم راءون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} [ق: 39] ولفظ الحديث لحديث مجاهد، قال يزيد: من كذب بهذا الحديث فهو بريء من الله ورسوله حلف غير مرة، وأقول أنا: صدق رسول الله، وصدق يزيد وقال الحق"
الرواية هنا بها أخطاء لا تتبت الحديث وهى :
الأول تشبيه الخالق بالقمر وهو ما يخالف حرمة تشبيهه بخلقه فى فوله تعالى "ليس كمثله شىء"
الثانى تجسم الله اى تصويره فى صورة شىء صغير والله لا يحل فى المكان وليس له جسم أو صورة كخلقه
الثالث الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل الغروب تعارض عشرات الروايات التى تنهى عن الصلاة فى تلك الساعات فأيها نصدق خاصة أن الروايات أتت فى كتب كالبخارى ومسلم ؟
الرابع رؤية الله تخالف قوله تعالى "لن ترانى"
ثم تناول الرجل المسألة الثالثة وهى:
"القول في أفعال العباد:
19 - وأما الصواب من القول لدينا فيما اختلف فيه من أفعال العباد وحسناتهم وسيئاتهم: فإن جميع ذلك من عند الله تعالى، والله سبحانه مقدره ومدبره، لا يكون شيء إلا بإذنه، ولا يحدث شيء إلا بمشيئته، له الخلق والأمر كما يريد
20 - حدثني زياد بن يحيى الحساني، وعبيد الله بن محمد الفريابي، قالا: حدثنا عبد الله بن ميمون، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه» اللفظ لحديث أبي الخطاب زياد بن عبد الله
21 - حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا ابن أبي حازم، حدثني أبي، عن ابن عمر، قال: «القدرية مجوس هذه الأمة، فإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم»
قوله فى فقرة 19 سليم تماما والرواية فى 20 صحيحة المعنى لا غبار عليها وأما الرواية الثالثة التى تقول بوجود مجوس فى أمة المسلمين فهى خاطئة فالأمة لا يمكن أن يتغير اسمها ولا من فيها ومن ثم فلا يهود ولا مجوي ولا غيرهم فى ألأمة وإنما يوجد فيها مسلمين فقط ويطلق على من عصى أمر واحد كافر ليس من الأمة حتى يتوب
ثم تناول القول فى الصحابة فقال:
"القول في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
22 - وأما الحق في اختلافهم في أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما جاء عنه صلى الله عليه وسلم وتتابع على القول به السلف وذلك ما
23 - حدثني موسى بن سهل الرملي، وأحمد بن منصور بن سيار الرمادي، قالا: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله جل وعلا اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين، واختار من أصحابي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضوان الله عليهم، فجعلهم خير أصحابي، وفي أصحابي كلهم خير، واختار أمتي على سائر الأمم، واختار من أمتي أربعة قرون من بعد أصحابي، القرن الأول والثاني والثالث تترى، والقرن الرابع فردا»
24 - وكذلك نقول: فأفضل أصحابه صلى الله عليه وسلم: الصديق أبو بكر رضي الله عنه، ثم الفاروق بعده عمر، ثم ذو النورين عثمان بن عفان، ثم أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين
25 - وأما أولى الأقوال بالصواب عندنا فيما اختلفوا من أولى الصحابة بالإمامة، فبقول من قال بما
26 - حدثني به، محمد بن عمارة الأسدي، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا حشرج بن نباتة، حدثني سعيد بن جمهان، عن سفينة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم من بعد ذلك ملك» ، قال لي سفينة: أمسك خلافة أبي بكر: سنتان، وخلافة عمر: عشر، وخلافة عثمان: اثنتا عشرة، وخلافة علي: ست، قال: فنظرت فوجدتها ثلاثون سنة"
أما الصحابة عندى فهم المؤمنون فى عهد النبى (ص) لا يفرق المسلم بين أحد منهم ولا يفاضل بينهم لأن الله لم يذكر أسماءهم فى القرآن وكما أن المسلم عقيدته فى الرسل (ص) عدم التفرقة بينهم كما قال الله على لسان المسلمين :
"لا نفرق بين أحد منهم "
فعقيدته فى الصحابة وهم المؤمنون هى عدم التفرقة إلا بتفرقة عامة قالها الله وهى أن من آمن وجاهد قبل فتح مكة له الفضل على من آمن وجاهد بعد الفتح وهو قوله تعالى :
"لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
ولكن بدون أسماء لأن الله لم يذكر الأسماء التى كانت معروفة فى عهد النبى(ص)ولكن الروايات مختلفة فيها ولذا لا يجب تفضيل أحد على أحد بالأسماء
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس