الموضوع: همسة حرص
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-07-2007, 09:47 PM   #1
خاتون
مشرفة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 489
إفتراضي همسة حرص

يقول الإمام الغزالي : (إن النفس تحب الحق من الطريق الأسهل إليها).. لذا أبدع العرب والمسلمون قبل غيرهم في استحداث فن (الأراجيز والألفيات) كألفية ابن مالك في النحو، وأرجوزة ابن سينا في الطب، والمنظومة البيقونية في الحديث.

بدأالشعر بالملاحم ، وتطور .. فصار إلى قالب الأوزان والقافية الواحدة ثم تطور إلى الموشحات ، فشعر التفعيلة، وتحرر من قيودٍ مختلفة ... ولكنه ظلَّ شعرا

نحن نؤمن بتأثير الشعر في بناء شخصية الإنسان العربي، فقد كان –عكاظ- مركزا للتواصل وذلك بتعزيز روح القبلية والتفاخر بأمجاد القبيلة واستمر الشعر في العهد الإسلامي بترسيخ دعائم الدين والدعوة له.

وقد أدرك الخلفاء دور الشعراء في مجتمعهم فكانوا يرفعون من قدر شعراء ويمنعون آخرين من التغني بالشعر لما في ذلك من تأثير على مواقف الناس من الخليفة والأمثلة في التاريخ الإسلامي معروفة. ولعلنا في هذا العصر نرى مدى مطاردة بعض الحكومات للشعراء الذين حملوا على أكتافهم قضية أرضهم وأمتهم وذلك لما لهم من تأثير على الأمة.وقد يستشعر كل منا ارتباطه بالوطن حين يتغنى بالأناشيد الوطنية . كما نشعر بتقويم لسلوك خاطئ عندما نسمع قول الشافعي -رحمه الله- إذ يقول

ونفسك إن ابدت إليك معايبا
من الناسِ قل: يا عينُ للناسِ أعينُ

وهذا مثال جلي على دور الشعر العربي في بناء مفاهيم الفضيلة في شخصية الإنسان العربي.

يُحكى أن رجلا أوصى ابنه، إذا جلس في المجالس أن يتكلم كلاما كبيرا، حتى يلفت انتباه الجالسين اليه .. وقد كان الرجل يحلم أن يكون ابنه رجلا مهما ذو مركز عال ..
وبينما كان الولد جالسا، فاجأ الجميع وبدون مقدمات.. بكلمات مثل : (فيل.. ديناصور) عله يحقق وصية والده


لقد دفعني لتلك الحكاية الطريفة .. ما يلاحظ من قصائد لا يمكن أن توصف إلا بكونها: كلام مرصوص . فهناك قصائد تجعل من يقرؤها يشعر كمن يتناول وجبة من طعام سبق أن تناوله آخرون من قبل ولفظوه.

عندما تضيع الرسالة سواء كانت فنية أو سياسية أو اجتماعية فإن الشعر يفتقد أجمل مقوماته ليصير كلاما مقفى أو زبدا يذهب جفاءا.
وبما أن هذه الخيمة تفتح مجالا للحوار المباشر فإني أدعو بعض الاخوة الشعراء في الخيمة إلى:

القراءة : هناك مجموعة من النصوص الشعرية التي لا تعدو أن تكون مجرد كلام لبس زي القافية ليصير شعرا، حيث تغيب الصورة الشعرية ويغيب الخيال وتغيب جمالية اللغة العربية التي تزخر بأدوات الجمال. ويبدو الشاعر بذلك أن رصيده المعرفي هزيل جدا، وقدرته على التواصل الوجداني والفكري مع القارئ تكاد تكون معدومة. وكثيرا ما أقرأ قصيدة هنا في الحوار فأقول" جق حتشي" –حشو في الكلام من دون فائدة-

المتابعة: تبدو بعض النصوص سياسية في عناوينها ونتوقع أنها تفاعل الشاعر مع آخر الأحداث، لكننا نصطدم بنص ضعيف أو كلام دارج يستطيع رجل عادي في مقاهينا أن يقوله. لذلك على الشاعر أن يتابع الأحداث وأن يرسم لنفسه منهاجا يسير عليه ويجعل من شعره وسيلة تخدم هدفه. مستعينا بالمنحة التي وهبه الله إياها –الشعر-

التنوع: تتعدد أغراض الشعر فمن المستهجن أن نجد شاعرا يكتب في موضوع واحد وكأنه غير قادر على تجاوزه مهما كانت قيمة هذا الموضوع.

وهذه المقالة همسة حرص لشعراء الخيمة ودعوة لهم بأن يحملوا بيمينهم رفعة المعاني وبيسارهم روعة العبارة ليبلغوا ما بلغه الشعراء من قبلهم فيكتبوا لأنفسهم الخلود .





تحياتي
خاتون

آخر تعديل بواسطة خاتون ، 13-07-2007 الساعة 10:21 PM.
خاتون غير متصل   الرد مع إقتباس