عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-01-2008, 11:30 PM   #1
عنترنيت
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
الإقامة: السعودية
المشاركات: 866
إرسال رسالة عبر MSN إلى عنترنيت إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عنترنيت
إفتراضي خربانة خربانة خلوني أعميها ورزقي على الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بطلة قصتي هذه بعوضة ( ناموسة ) ترعرعت في كنف ذبابة عاقر ( ما تجيب عيال ) وذلك بعد ان انتحر والد هذة البعوضة بقذف نفسه في فنجان من الشاهي الساخن ليلقى حتفه على الفور ، بعد احساسه بالظلم وضيق ذات الجناح فضاقت به الأرض بما رحبت بعد ان شن الناس حرباً عشواء على البعوض حينما أُ شيع عن تسببه في نقل مرض حمى الضنك فضاقت به سبل العيش الكريمة بعد ان سُلبت كرامته اما والدة البعوضة فقد أُصيبت بشلل نصفي أقعدها عن الأكل وذلك حينما تمكن رب المنزل الذين يعيشون فية من بخها بالفليت ( مبيد حشري ) مما أصابها بهذا الشلل الرباعي وسرعان ما فارقت الحياة متأثرة بتلك البخة الجائرة
فعاشت هذة ( الناموسة ) في رعاية الذبابة العاقر وقد رعتها احسن من والدتها وعلمتها فنون الطيران والمراوغة التي تشتهر بها الذباب وتفتقدها البعوض وبرعت صغيرتنا في تعلم هذه الفنون وعاشت حياة سعيدة في منزل ( معزبها ) وهو رجل من عامة الناس ويعمل بوظيفة متواضعة كفراش في مدرسة ابتدائي واراد ان يحسن دخلة فلم يجد سوى باب سوق الأسهم السعودية ليدخل كمضارب ومستثمر صغير لا يتجاوز راس مالة خمسون ألف ريال حصيلة تحويشة العمر وقد كان رجل مثالاً للشرف والنقاهة والأمانة اما ربة المنزل ( زوجت المعزب ) إمرأة فاضلة تربت على التربية الإسلامية الصحيحة وكذلك أبنائها الثلاثة وكانت حالتهم المالية متواضعة جداً وزادت تواضعها بعد انهيار السوق المالي بواسطة أيادي يخطط لهذه الأنهيارات المتتاليه والمتعاقبة

وقد عاشت بعوضتنا في حب وسلام مع هذه العائلة ولكن كان دم هذه العائلة يفتقد للكثير من الفيتامينات والحديد ونقاء الدم فكانت البعوضة هزيلة حتى انها اذا حضرت عرس لإحدى صديقاتها من البعوض لا تسلم من بعض التعليقات الساخرة عليها مثل
هاة ويش فيك معزبك لا يكون يضارب بلأسهم
لا يكون معزبك متعلق في بيشة والا الأنعام
ومن مثل هذة ( المحشات ) وازود

ففكرت هذه البعوضة المراهقة ذات مساء وبما انها في سن المراهقة قررت وبدون علم أمها بالتبني ان تغادر هذا المنزل والذهاب الى احد الأحياء الراقية لتستقر فيها وبالفعل نفذت فكرتها في اليوم الثاني فبعد ان حزمت حقائبها اتجهت عقب صلاة المغرب مباشرة الى ذاك الحي الذي يبعد 1 كيلو متر وقد استغرقت رحلتها ما يقارب ال7 ساعات متصلة وحينما وصلت الى المنزل الذي وقع الاختيار عليه كانت هناك مجموعة من السيارات الفارهة ( فياقرا ، كاديلاك ، بي ام دبليو ، ) وكانت جميعا احدث موديل فقالت لنفسها لقد أحسنت الاختيار فالكتاب يُعرف من عنوانه فدخلت للمنزل مسرعة بعد ان أعياها التعب والجوع فلم تستطيع الصبر حتى تتفحص الغرف بل ذهبت مسرعة الى غرفة الحارس ( الزول ) وشاهدت سيقانه ( صعاقيلة ) تلمع تحت إنارة الكشاف القوي فغرست أنيابها في ( صعاقيل ) الحارس وشربت ما يسند طولها ويقيها الجفاف التي أوشكت عليه فبعد ان انتهت ذهبت الى ( الحمام ) اغتسلت وفرشت أسنانها ( شوفوا تربية الذبانة ) واخذت قسطاً من الراحة ودخلت للفيلا لتستطلع الأمر، أدهشها ما رأت من فرش وثير وتحف نادرة وفخامة التصميم ودقته فرأت أفراد الأسرة الجديدة وهو هامور كبير جداً ومسؤول له مكانه في السوق المالي الذي كان يستثمر فيه معزبها السابق رب عائلتها القديمة ( يا محاسن الصدف ) وكانت زوجته التي تزن 100 كيلو ( من النعمة ) كأنها المصارع القدير هوق هوقن وبنت وولد دببة و كانوا أسرة محترمة على قولة واحد من الشباب وبالرغم من ثرائها الفاحش الا انهم متفككون اجتماعياً فكلاً لاهي بنفسه ولا يوجد مواعيد محددة للأكل او النوم فالزوجة تنام حتى الساعة الثانية ظهراً وكذلك يفعل الأبناء فأخذت بعوضتنا تقارن بين الأسرتين وكان الفرق واضح لصالح هذة الأسرة الجديدة والغنية جداً وحتى مذاق دم هذة الأسرة يختلف كلياً فطعمه طيب المذاق محملاً بجميع انواع الفيتامينات من الألف حتى الياء ونقي جداً وليس بة شوائب وحتى انها لم تمضي في ضيافتهم سوى 3 أيام و قد تغير شكلها واحمرت خدودها وامتلاء جسمها ( اللهم لا حسد )
وذات مساء دخلت البعوضة الى مكتب رب العائلة للتذوق من دمه اذ أنها قد لسعت الكل ما عدا هذا الهمور الكبير وحينما دلفت لداخل غرفتهومكتبه الخاص وجدته يتحدث بالهاتف مع شخص هامور مثله وسمعت ما دار بينهما وعرفت من يكون هذا الهامور انة ( حــــرامي ) خائن للأمانه يقتاد على دماء المستثمرين الصغار ابناء بلده ويحيك المكائد والمؤمرات لأنزال السوق ليشتري اسهم الضعفاء برخص التراب وحتى السيارات الواقفة امام منزله ما هي سوى اموال الضعفاء وما اموالة التي تقبع في البنوك سوى مال حرام وربت ونمت على الرباء فُدهشت وُصدمت هذة البعوضة وضربت بيدها على صدرها وقالت ( يالهوي ) هامور حـــرامي يحرم علية نقطة دم وحدة من هذا الدم الحرام ( يا سلام على الأخلاق ) فجمعت حوائجها على عجل ورجعت وفي الطريق مرت على مستوصف خاص وشرعت بعمل غسيل معدة لتتخلص من اثار الدم الفاسد واقفت عائدة ومسرعة لمنزل ( معزبها السابق ) وهي تبكي طول الطريق على ما اقترفت يداها وما شربته من دم حرام بعد ان كانت تتمرغ في الحلال

وفي اثناء كتابتي لهذة القصة علمت بأن بطلتنا ( البعوضة ) قد ماتت مسمومة من دم هذا الهامور الحــــرامي

كتبة العبد الفقير الى الله
عنترنيت
__________________
antrnet2009@hotmail.com
عنترنيت غير متصل   الرد مع إقتباس