عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-03-2009, 02:11 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

ومن الواضح أن هدف هذا القرار تقوية المعارضة المخترقة أمريكيا ، وصهيونيا ، على حساب السلطة السودانية ، في مخطط يستهدف تغيير جذري في الحالة السياسية في السودان ، يبـدأ بإسقاط الحالة الراهنة ، وينتهي بتقسيم السودان .

ولم تحصـل هذه المهانة التي وصل إليها النظام العربي ، بحيث أصبح كلَّ رئيس فيه ، معرض لضرب السياط على ظهره ، والبقية ينظرون كالخراف البائسة ، تنتظر دورهـا ، إلاَّ بثلاثة أسـباب :

أحدها : تركهم عزَّتهم بدينهم ، وشريعتهـم ، ورضاهم وضع رقابهم في أغلال ما يُسمَّى بالمنظمات الدولية ، وإنما هي أغلال بيد الغرب الإمبريالي ، وأدوات للهيمنة ، لا خير فيها ،

ولاريب أنَّ الرضا بحكمها ، والتحاكم إليها ، قبول بسبيل الكافرين على المسلمين ، وهو مناقض لأصل العقيدة الإسلامية ، لايجهل هذا إلاَّ مغموص القلب ، مطموس البصيرة ، نعوذ بالله من الضلالة.

أولـم يـر هؤلاء التائهون ، كيف تستهزئ هذه المؤسسات بكلِّ قيم العدالة ، فتغضّ طرفها عن جرائم الصهاينة التي شهدهـا العالم كلَّه في غـزَّة ، جهاراً ، نهاراً ، وتظاهر ضدَّهــا ، ثـمَّ ودماء أهل غزة ما زالت تنـزف ، هـي لاترى إلاّ ذنـب عمــر البشير !

ووالله الذي لا إله إلاّ هو ، ما رُمي الإسلام بسهم أوهى لجلَدَه ، وأوهن لعضده ، وأدمى لكبده ، من هذا السهم الذي يطلق عليه زوراً ، مؤسسات المجتمع الدولي ، وإنما هـي أوكار عصابة الإستبداد الغربي التي هي فرعون العصر ، أمريكا ، والإتحاد الأوربي.

والثاني : تركهم الجهاد في سبيل الله ، وهو عـزُّهم ، ومجدهـم ، ثـمَّ ياليتهم تركوه وشأنه ، بل حاربوه ، وحاربوا أهله ، ولاحقوهم ، فأهل هذه الفريضة الإسلامية العظيمة ، وذرة سنام الإسلام ، بين قتيل ، وسجين ، وهارب ، ومتّهـم !

مع أنَّهم خير الناس ، وأعلاهم منزلة في الإسلام ، وهم ملاحقـون في بلادهـم ، أشـدّ مما يلاحقهم الغرب نفسه، حتى إنَّ من العجائب التي تبكي ، وتضحك ، أنَّ بعض المفرج عنهم من غوانتنامو فضَّلوا البقاء فيه ، على تسليمهم لبعض دول النظام العربي البائس !

الثالث : تفرقُّهم فيما يسمونه أوطانا ، وتصييرهم لهـا أوثانا تعبد من دون الله ، يقدِّمونها على وحدة الأمَّة الإسلاميـة ، وأهداف رسالتها ، وقوّة جانبها ، ورفعة مكانتها ، ثم اختزلوا هذه الكذبة ، في أنظمة سياسية مُتْخمة بالفساد ، إنما هي أجهزة استخبارات ، يسمونها دولا ، ثم اختصروها في الزعيم وأسرته ، التـي تتحكم في كلِّ شيء ، حتى تتوارث البلاد ، والعباد ، كما يُتوارث القطيع ، والناس مستعبدون لهـم بكذبة الوطنيَّة ، مع أنـّه لا يسرق الوطن ، ويعبث بمقدراته ، ويعيث فيه فسادا إلاّ هـم ، قاتلهم الله ، أنى يؤفكـون.

ووالله الذي لا إله إلا هو ، ما بلغ أعداء الإسلام ، أشدّ ما كانوا به ائتمارا ، وأعدى ما كانوا عليه عدوانا ، وأصدق ما كانوا رغبة في الكيد له ، والنكاية به ، ما بلغ هؤلاء المجرمون من الطعن في الإسلام ، وإضعافه .

ولن يخرج هذا النظام العربي من بؤسه ، إلاَّ إذا أزال هذه الأسباب ، أو هـو في ذله ما بقـي ، تساق فيه الرؤوس ليطأ عليها فرعون في محكمته التي رضي النظام العربي البائس بحكمها ، وسجد على عتباتهـا!

قال الحق سبحانه : ( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ ، فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).

والله حسبنا عليه توكّلنا وعليه فلتوكّل المتوكّلـون
______
*وهذا يجري أيضا على التحالف السري ـ وراء تلك الهتافات الشيعية "التجارية" ضد إسرائيل ـ مع الأقليات الشيعية في دول الخليج ، بترحيب خفي من إيران التي تتقاسم أيضا العمل الإستخباراتي السرّي مع الموساد في العراق لتدميره وتقسيمه ، بتكتّم شديد .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس