عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-03-2024, 07:37 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,991
إفتراضي نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية

نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية
الباحث الذى أعد البحث هو عادل محيش وهو يدور حول ما سماه فرويد ويونج وغيرها العقد النفسية وما هى بعقد ولكنها مشاكل قليلة الحدوث تحدث في كافة المجتمعات البشرية أحيانا وهى ليست مرضا لأنها اختيار إنسانى يختاره فاعله بإرادته ظنا منه أن هذا مفيد له هو
العقد إذا ليست عقدا نفسية ولكن معظمها ذنوب يرتكبها بعض البشر أحيانا ويصرون على ارتكابها ويموتون وهم كفار مثل زوجة الأب التى تسيىء لأولاد زوجها باستمرار والبعض الأخر منها يكون محبة زائدة كألم التى تحب ابنها وتخاف عليه خوفا شديدا لكونه وحيدها
إن ما يسمونه العقد النفسية ليست سوى إصرار على ارتكاب ذنوب في معظمها أو إصرار على عمل حسنات معينة
تحدث محيش عن تأثير العقد على السلوك حيث قال :
"العقد النفسية لها تأثير كبير على سلوك وشخصية الانسان
نواجه في هذه الحياة التي نعيشها مختلف المواقف والصعوبات التي تتطلب منا أن نتحذ قراراتنا بشجاعة وثبات حيالها لكي نحسمها , لكننا في أحيان كثيرة نحجم عن استجماع شجاعتنا واتخاذ القرار المناسب الذي من الممكن أن يحسن استجابتنا نحو ما نواجهه من مواقف لتحسين حياتنا و يتم هذا بشكل لا إرادي دون أن يدور بخلدنا أن استجابتنا السيئة التي أدت إلى خسارة الكثير من إمكانياتنا كانت بسبب عقدة نفسية."
وقد استهل الحديث بتعريف العقدة فقال :
"فيا ترى ما هي العقدة النفسية وكيف تم التأصيل لها من قبل علم النفس؟
العقدة النفسية ببساطة هي مجموعة الانفعالات والمشاعر والمواقف والخبرات التي اختزنها اللاوعي والتي تؤدي إلى استجابة الإنسان بشكل معين إذا ما حصلت معه مواقف مشابهة أو مماثلة لما تعرض له في الماضي.
بمعنى آخر هي ليست مرضا أو جنونا بالضرورة كما يعتقد أغلب الناس بل فقط استجابة نتيجة لما اختزن في اللاوعي سواء كان هذا بشكل صحي أو مرضي سلبي أو ايجابي أي ربما تؤدي العقدة النفسية لنتائج سلبية أو ايجابية. كمثال على ذلك لوان أحدهم تعرض لقطع ساقه وهو طفل فربما يكون لهذا أثر عميق على حياته و حتى لو تمت معالجة هذا القطع سيختزن لا وعيه الكثير من مشاعر الألم والدونية والمرارة والانتصار لديه ربما تدفعه للتواكل طلبا للشفقة أو العمل بجد لإثبات ذاته والتفوق على الآخرين وغير ذلك."
قطعا ليست العقد مجرد مشاعر وانفعالات وإنما هى عمل تعود عليه الإنسان نتيجة قرار خاطىء اتخذه وأصر على تكراره أو نتيجة قرار صحيح اتخذه وأصر على تكراره
ولا وجود لما يسمى اللاوعى فهو عملية التعود الذى تصبح بعد الانشغال بها في المرات ألأولى سلوكا مرتكزا على ذلك الانشغال الأول
وتحدث الكاتب عن أن من اخترعوا المصطلح طبيبان يهوديان ألحد احدهم وهو فرويد فقال:
"تم التأسيس لهذا المصطلح من قبل العالم الكبير كارل يونج باكرا في حياته أثناء عمله في عيادة نفسية في جامعة زيوريخ من عام 1900 - 1908 وظهر بشكل كثيف في أعماله واعمال سيجموند فرويد.
أحد الفروق الأساسية بين علم النفس التحليلي الذي أسسه يونج و علم النفس الفرويدي هو ان فرويد ركز على عقدة أوديب في تفسير الفعل البشري وعرج باختصار على عقدة إلكترا وهي المقابل الأنثوي لأوديب بينما كارل يونج فسره بأكثر من 30 عقدة مما أدى إلى خلاف بينهما وانفصال يونج عن فرويد ليؤسس مدرسته الخاصة."
ما ركز عليه الاثنان ليست عقدا وإنما هى أحداث تكررت في التراث العالمى في الثقافات المختلفة في الحكايات الشعبية والتى لا تحتفظ إلا بالأعمال السوء أو الأعمال الحسنة في الحكايات مثل :
ابنة أبيها وابن أمه وزوجة الأب وزوج الأم
وقد استهل محيش العقد بعقدة أوديب التى ركز عليها فرويد فقال :
"فما هي عقدة أوديب التي ركز عليها فرويد والتي تعد أساس الفعل البشري بالنسبة له؟
يرى فرويد أن الابن في المراحل العمرية الأولى يشعر بالغيرة من أبيه نتيجة علاقته الجنسية مع الأم , وأن سلطة الأب واستئثاره بالأم تحول بينه وبين إنشاء علاقة جنسية مع أمه فيؤدي ذلك إلى رغبات جنسية مكبوتة تتوالى بسبب عدم إشباعها إلى مشاكل نفسية أخرى ويتميز من يحمل هذه العقدة بكراهية الأب و شعور جنسي نحو الأم والحرص على إرضائها والخوف من رفضها وتتميز بصعوبة أيجاد شريك الحياة لأنه يريدها مماثلة شكليا لأمه.
عقدة إلكترا نفسها عقدة أوديب لكن ضع البنت بدل الابن والأب بدل الأم أي هي شعور البنت بكراهية أمها و حرصها على إقامة علاقات جنسية مع الأب والخيالات الجنسية تجاهه وحرصها على كون شريك الحياة مشابها للأب. الكثير من العقد النفسية تسمى بأسماء أبطال الأساطير اليونانية بسبب تشابه قصص هذه الأساطير مع مضمون العقدة النفسية وان كان بشكل جزئي
عقدة اوديب وعلاقة الاطفال بوالديهم
فقصة أوديب باختصار شديد وأنصحكم بقراءتها كاملة في تراجيديات سوفوكليس لأنها مؤثرة جدا أن ملك أحد المدن اليونانية تخبره كاهنة أنه إذا ولد له ذكر فسيقتله و يستولي على عرشه فيقوم الأب بقتل جميع أولاده الذكور إلا أوديب الذي ينجو بأعجوبة على يد أحد الحراس فيذهب به إلى مدينة ثانية و يكبر أوديب ويخرج من المدينة و في الطريق يختلف مع رجل مسن فيقتله ويقتل أحد الوحوش التي تهدد المدينة التي ولد فيها بالأساس فيتوج فيها بطلا و يتزوج الملكة التي مات زوجها و لم يعرف قاتله وعندما يبحث عن قاتله يكتشف أن الرجل الذي قتله هو ابوه وان الملكة التي تزوجها هي أمه , فتنتحر أمه ويقوم هو بفقأ عينيه ثم يهيم في الارض , و نتيجة تشابه هذه التراجيديا الجزئي مع مضمون العقدة سميت العقدة بعقدة أوديب."
قطعا ما بناه فرويد على الحكاية الخرافية هو خرافة فالطفل أو الطفلة يولدان بلا أى معلومات مسبقة فمن أين تأتيهم الغيرة من الأب أو من الأب وهم لا يعلمون شيئا كما قال تعالى :" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
ويستمر الجهل طوال فترة الرضاعة ولكنه الظاهر في المرحلة كما تعرف الأمهات والآباء هو الغيرة من الطفال الاخرين عندما يحملهم ألب أو ألم أو يلاعبهم
وكيف يعلم الطفل الصغير بالشهوة وهو تعمل عنده أجهزة الشهوة الجماعية إلا بعد أكثر من عشر سنوات ؟
وتحدث عن العقد عند يونج فقال :
"اعتقد يونج أنه من الطبيعي جدا أن يكون للإنسان عقدا نفسية لأن كل إنسان لديه خبرات ومشاعر واستجابات تجاه المواقف سواء كانت إيجابية أم سلبية , رغم ذلك العقدة النفسية السلبية لها نتائج سيئة وتسبب المعاناة والألم.
والعقد النفسية هي مصدر جميع المشاعر البشرية بحسب يونج , وتكمن خطورة العقدة النفسية بأنها كائن مستقل له كيان متكامل و متساوق مع اللاوعي الداخلي ,حتى لو كان وعيك معاكسا لها و معارضا لها يستطيع السيطرة عليها لفترة محدودة بسبب محدودية التركيز وبعد انتهائها تعود العقدة من حيز اللاوعي من جديد لتهيمن على وعيك و توجهه ككائن غريب عنك. العقد النفسية تملكنا و تمزق وعينا وكل واحد فينا يعتقد بسذاجة أن سلوكنا يصدر عن محض إرادتنا الحرة لكنه في الحقيقة ينتج عن العقد الكامنة في اللاوعي بحيث تصبح إرادتنا لفعل ما معاقة أو مستحيلة حتى أنها تؤثر على الذاكرة وتضعنا تحت نوع جبري من التصرف دون أن ندرك ذلك.
شخصيا أعتبر كلام يونج مرعبا وواقعيا جدا و توعويا أيضا واختبرت صحته بنفسي ومن تجاربي الخاصة فنتيجة لمواقف سابقة امتلكت اعتقادا معينا عرفت فيما بعد أنه خاطئ وحاولت التصرف على أساس أنه خاطئ لكن بشكل لا واعي أعود للتصرف السابق لكن رغم ذلك كلام يونج توعوي و مساعد للتغيير بحيث إذا أدركت أن ما يحدث معك عقدة نفسية و ليس إرادتك الخاصة عندها ستكره هذا الأمر وسيقل أثره عليك و ربما ينعدم مع مرور الوقت و يحل محله لا وعيك الجديد ممثلا بإرادتك الخاصة."
والخطأ هو اعتبار العقد مصدر كل المشاعر فالمشاعر أو أيا كان يصدر عن الإرادة الإنسانية فالمشاعر ليست سوى مظاهر للإرادة التى قررت شيئا معينا
ونجده يركز على ما سموه اللاوعى وهو أمر خيالى لا وجود له وكما سبق القول فالتعود وهو تكرار العمل ليس لا وعيا وإنما هو قرار سبق اتخاذه نتيجة انشغال ومقارنة بين الفوائد والمضار ومن ثم نتيجة هذا الانشغال يكرر الإنسان عمل ما قرره سابقا بناء على الانشغال الذى يكون تفكيرا أو هوى نفس
وأما حكاية أن العقد كائن مستقل لا يمكن السيطرة عليه فكلام خاطىء يتناقض مع تقرير الله ان الإنسان يقدر على تغيير نفسه إذا أراد كما قال تعالى :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
ومن ثم نجد من يكفر بعد إسلامه ونجد من يسلم بعد كفره
وبعد هذا الكلام ذكر الكاتب أكثر العقد شهرة في عالمنا ومعظمها مبنى على خرافات اليونان فقال :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس