عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-06-2011, 11:48 PM   #24
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

هذا التحذير من الخطر الإيراني ، عرفت إيران كيف تتجاوزه عن طريق إنشاء علاقة بينها وبين مجموعة من أصحاب المصالح المصريين ،وتجلى ذلك في فتح القنوات الاقتصادية والتجارية والاعلامية والشعبية التي اتسعت بصورة كبيرة بحيث أصبح مدى الترابط بين المستفيدين المصريين ومموليهم الإيرانيين أعمق من ان ينصت الناس فيه للتحذيرات من مخاطر الأفعى الإيرانية, وصارت الصفقات التجارية وآفاق التعاون الثقافي والاعلامي هي القاطرة التي تجر ورائها عربات السياسيين, حتى ان عمرو موسى وزير الخارجية المصرية كان قد قرأ هذه الخريطة بدقة, ورصد هذه التطورات بالتفصيل قبل أن يؤكد للصحافة الإيرانية ان رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل السفراء وبدء العلاقات الطبيعية (أقرب مما يتصور المتشائمون) .

وحينما زارت معصومة ابتكار نائبة الرئيس الايراني مصر فرح المصريون بتلك الزيارة التي التي قالت عنها معصومة إبتكار بأنها خطوة جديدة على طريق دفع العلاقات المصرية الايرانية رغم انها حضرت إلى العاصمة المصرية للمشاركة في مؤتمر دولي حول (الاوزون) اسرائيل فيما يفرط في عقاب العراق. إلا أنها حاولت تكرار الروايات الإيرانية حول احتلال إيران لجزر الامارات قائلة بأن هذا الخلاف الجزئي لا يجب ان تكون قضية لتوتير العلاقات بين ايران والدول العربية وأعتقد اننا يجب ان نعزز علاقاتنا بصورة أكبر, ونحن نقيم علاقات طبيعية وجيدة مع دولة الامارات العربية المتحدة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وهذه الأزمة يمكن حلها في اطار العلاقات الثنائية بين البلدين, والتأكيد على الحل يأتي في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بصورة أكبر.

ولكنها كانت جريئة في الكشف عن العلاقة الإيرانية الأمريكية حين قالت بأن العلاقة بين الشعبين الايراني والأمريكي ايجابية جدا وقد ظهر هذا في تبادل الزيارات والوفود على المستوى الشعبي, أما بالنسبة للعلاقة بين الحكومات فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية لا ترى حاجة أو ضرورة حالية لعودة العلاقات بين أمريكا وايران, ونحن في ايران كدولة متحضرة ننفتح على العالم بأسره ولدينا علاقات جيدة مع مختلف الدول.أي أن العلاقة بين إيران وأمريكا قائمة ،ولكن التبادل الدبلوماسي مع الشيطان الأكبر قد يجر على إيران تساؤلات محرجة هي في غنى عنها ،ولذلك فإنها مؤجلة في الوقت الحاضر. وهنا بدأ التركيز الذي وجهته الخطط الإيرانية من قبل على بعض المرتشين من مشايخ الطرق والمجموعات الدينية يؤتي ثماره وخاصة مع ظهور مشعوذين كالدجال علاء الدين أبو العزايم .

وواصلت إيران بعد ذلك محاولاتها لاختراق مصر رسمياً وشعبياً ، ففي سبتمبر 1999 شهدت العلاقات المصرية الايرانية تطورات جديدة على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاعلامي بصورة واسعة حيث زار القاهرة وزير الصحة الايراني الدكتور فرهادي للمشاركة في مؤتمر تنظمه منظمة الصحة العالمية على مستوى الشرق الاوسط.والتقي نظيره المصري الدكتور اسماعيل سلام خلال الزيارة للتباحث في سبل زيادة التعاون الصحي بين مصر وايران في المجالات الطبية والصحية المختلفة . واكدت مصادر ايرانية في القاهرة ان الوزيرين ناقشا المشروعات المشتركة التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق خلال زيارة جميلة موسى وكيلة وزارة الصحة المصرية الى ايران, وكان البلدان قد اتفقا على تعزيز تعاونهما في انتاج الامصال الطبية وادوية تنظيم الاسرة واقامة مصنع مشترك لانتاج العقاقير الطبية. وفي السياق نفسه غادر القاهرة متوجها الى طهران نهاية شهر سبتمبر 1999 وفد اقتصادي وتجاري مصري رفيع المستوى ضم ما يزيد على خمسين شخصا للمشاركة في معرض طهران الدولي الذي انعقد في الثاني من شهر اكتوبر 1999 .ورأس الوفد رجل الاعمال المصري عبدالستار عشرة واللواء سعيد صالح رئيس هيئة المعارض المصرية وضم الوفد خمس عشرة شركة من القطاعين الخاص والحكومي شارك في فعاليات هذا المعرض الدولي لاول مرة منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979.
وفي تطور آخر من تطور تغلغل الأفعى الإيرانية ،فقد اتجهت هذه المرة للوسائل الدبلومسية فأكد دبلوماسيون ايرانيون في القاهرة ان السلطات الايرانية سوف تستضيف وفدا صحفيا مصريا رفيع المستوى يضم عددا من الكتاب والصحفيين من المؤسسات الصحفية المختلفة, ويصل الوفد الى طهران في الخامس عشر من شهر اكتوبر 1999 لمدة عشرة ايام يلتقي خلالها عددا كبيرا من القيادات الايرانية على رأسهم وزير الخارجية الدكتور كمال خرازي ووزير الثقافة الايراني الدكتور عطاء الله مهاجراني وحجة الاسلام ناطق نورى رئيس مجلس الشورى الاسلامي. ورأى المراقبون السياسيون في القاهرة ان هذه الزيارات المتبادلة تشكل خطوات واسعة في طريق تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الاصعدة واشاروا الى ان التجاوب الذي ابدته ايران خلال الفترة الماضية في تغيير اسم شارع قاتل الرئيس السادات (خالد الاسلامبولي) والتنسيق المشترك بين البلدين في العديد من المنظمات الدولية والاقليمية ممايدفع في اتجاه تعزيز العلاقات السياسية ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي. وفي وقت لاحق فاتح القائم بالاعمال المصري في ايران السفير محمد فتحي رفاعة الطهطاوي وزير الخارجية المصري عمرو موسى في اهمية رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين, واكدت مصادر دبلوماسية مصرية ان الخارجية المصرية اصبحت احد الاجهزة المصرية الاكثر حماسا وتطلعا لدعم العلاقات بين القاهرة وايران
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس