الموضوع: من الأرشيف
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-09-2009, 11:13 AM   #20
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


الى أين أنت ذاهب؟

كان (أبو شوفة) مثله مثل كل من كان في عمره ومن في عصره، يؤمنون بنظرية التثليث التي تطيل العمر، فمرة في اليوم ومرة في الأسبوع ومرة في الشهر، إذ كان من يؤمن بتلك النظرية يتفقد جهازه الهضمي يومياً إن كان يقوم بالتبرز بشكل طبيعي أم لا، وكان يعاشر زوجته مرة في الأسبوع وعادة تكون ليلة الخميس على الجمعة، ليكون لاغتساله ما يبرره (من الجنابة واستعداداً لصلاة الجمعة)، وكان يتناول بعض المسهلات كزيت الخروع أو أقراص (الفاملاكس) التي تنظف كل ما في جوفه كل شهر، وبهذا يضمن صحة مثل الحديد، حسب اعتقادهم!

قبل ظهر يوم (أربعاء)، لفت (أبو شوفة) نظر من كان يجلس أمام دكاكين السوق، وقد ارتدى أنظف ما لديه من ملابس، ووضع عباءته الشفافة لتغطي ما ارتدى من ملابس، وكانت الكحلة السوداء تظهر بوضوح على جفنيه وكأنه خروف أبيض أحاطت بعينيه دائرتين سوداويتين، وكان يمشي الهوينة فلم يزل هناك متسع من الوقت حتى يُرفع أذان الظهر.

استغرب الجميع ذلك الإفراط في الأناقة (النسبية) والتي لم يلجأ لها من في عمره إلا في أيام الأعياد أو عند صلاة الجمعة في بعض الأحيان، وتهامسوا ماذا وراء تلك الأناقة؟

بادر أحدهم بسؤال (أبي شوفة) دون أن ينهض من مكانه أمام إحدى الدكاكين التي كان يتجمع حولها مجموعة من الرجال ـ كعادتهم ـ حيث هناك متسع من الوقت للمجتمع الفلاحي في مثل تلك الأوقات من السنة (أيلول/سبتمبر)..

الى أين يا أبا شوفة وأنت (داخل بالغسيل) ؟
أجاب أبو شوفة (على الفور): الى اين؟ الى المسجد لأداء صلاة الجمعة.
قهقه الجميع عالياً وقال أحدهم: لكن اليوم هو (الأربعاء).
أحس أبو شوفة بحرجه وقال: (عملتها بي ملعونة الوالدين)؟ وكان يقصد زوجته.



__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس