[ناجي عبد النبي]

ديوان علي الطريق

الشاعر السوداني

عبد النبي عبد القادرمرسال

تحية

" القى الطالب محمد امين حسين ـ المحامي والصحفي المعروف الان ـ محاضرة على طلبة مدرسةالاهرام الثانوية بالقاهرة موضوعها السودان ، والقيت الابيات التالية كمقدمة للمحاضرة "


[FRAME="13 70"]

انَا إنْ نَزَلــْـــــتُ بمِصْــــــرَ أخْطـُــــبُ وُدَّهَا
وترَكتُ مِنْ شَـــــغَفٍ بهَا أوْطانِـــــــي
فـَــــلأنَها أُمِّـــــــــي وأُم عـُـــرُوبَتـِـــــــــــــي
ولأنَّهَا وطنِــــــــي العـَـــــــزيْز الثَّاني
فأتَيْتَـــــــكـُم والقـَلـــــــــبُ يَرْقصُ مِنْ جَــوَى
والشـَّــــــوْقُ مِلءُ جَوَانِحـِــي وَجِنَانِي
أبْغِــــــــى الوِصَــــــالَ أخاً وفاءٍ صـَــــــادقٍ
يَهفـُـــــــو بلوعِتهِ إلى الإخـــــــــــوانِ
اليَومَ مُجْتـَــــــــمَعٌ بِأرْضِــــــــكَ شَـــــــــمْلنا
يَا مِصْــــــرَ اذ لاقى القـَصـِـــي الدَّاني
نَرْقــَــــــى المَنَابِر عَنْ هــَــــــــــــوَىً ومَحَبةٍ
نَتلو الحَقيـْـــــقَة فِي فـَصِيــْـــــــحَ بَيِانِ
ولكَمْ ســَــــــــمِعنَا النَّاسَ لكـِــــــــــــــنْ قَوْلـُهُم
في حَقِنَا ضَـــــرْبٌ مِنَ الهَـــــــــــذيَانِ
فلـتسـْــــــــــــمَعُوا مِنَّا الحَديـــْـــــــــــثَ لأننا
(سَوْدٌ) نُحَدَّثكـُــــــم عَنِ ( السـَّـودَان )

[/FRAME]

[FRAME="13 70"]وِطيـْــــبك يَا مِسـْـــــــكَ الحَيَاة كــَـــــمِ انتشى
بهِ النـَّاسُ اذ رَقـَّــتْ وطَابَــت عَناصِرَه
ونَأيكَ كـَـــــــــــــمْ اذكى الصَّـــــبَابة فانبرَتْ
إليْهِ قلـُـــوبُ العَاشِــــــقينَ تـُسـَــــاهِرُه
وغَـــــــنَّتْ بهِ الاطـْــــــيَارُ لمَّا تفتحَـــــــــتِ
اقاحِـــي الهَوَى بالرَّوْض وازدَانَ نَاضِرُة
فمِثـْـــــلك عُمرِي لا يَرَى الدَّهر سـُـــــــــبَّةِ
اذا مَا تعَالـَـــــى أو تغَابى مَفَاخـِــــــرَه
فإنْ قِيلَ (أحـْــــــــوَى ) يَا أخَا اللَّيْل قُل لـَهُم
أنَا المِسْــــكُ مَنْ ذا السـَّــــــوَادُ يُعَايرُه
وحَســْــــبُكَ إنْ سَارَت إليْك مَع الدُّجَـــــــــى
نْجُــــــــومُ السُّهَى لمَّا تنَاءَت مقاصِرُه
وإنْ صِـــــــــــرتَ رُغـْـــــمَ الدَّهْرِ سيِّدَ امةٍ
يَجيْلُ عَلى الأجْـــــــــــيَالِ تَزْهُو مَآثرُة[/FRAME]

* * * * *

نصيب

[FRAME="7 70"]هــُــوَ الأدَبُ الرَّاقــِــــــي بِأرْضٍ تعَلقـَـــــــــتْ
سَـــــــــتائِرَهُ يَوْمَــاً ، وعَمـَّـــــــــتْ شَـــــــعَائِرُه
وأينـَـــــــعَ مِثل الزَّهـْــــــــرُ في رَوْض أمــــةٍ
ومَا مِــــــثلَ زَهـْـــــر الرَّوضِ كانَـتْ أزَاهـــــرُه
تعَطـَّــــــــرَتِ الدُّنيَا بهِ بَعَــــــــدَ أنْ غَــــــدَتْ
سَـــــــــرَائرُهَا عِنـْـــــــــدَ الخُلـُـــــوقِ سـَــرَائرُه
فَغنـَّـــــــى بهِ الشَّادِي ، وصَيــَّــــــحَ عـُــــــوْدُه
بِجَــــــــوفِ الليـَّالـِـــــي سَاهِـــــدُ الجُفنِ سـَـاهِرُه
وبِالحَي ـ لَوْ نُبِّئــــــــت ما الحـــــــــــي ـ سَامِرٌ
يُغنيهِ منْ شـِــــــــعْرِ الصَّــــــــبَابَةِ شـَـــــــــاعِرُه
وَفـِتــــــيَانِهِ بَينَ القِـــــــــــيَان بهِ التقـُــــــــــوْا
كَمَا تلتقِـــــــي فِي الغَابِ ليْــــــــــــلاً جـَــــــآذِرْه
***
حَـــــــــيَاةٌ هِيَ الدُّنيَا ، هَيَ الحُــــــــبُ ، ليْتهَا
تؤوْبُ ، وليـْـــــــتَ العَيشَ يَرْجـِـــــــــعُ غـَــابرٍُه
وليَتنِي بهِ مِثلُ " النَّصِيــــــبِ " تجَاوَبـَـــــــتْ
مَعَ الغَيْر فِـــــــــي تِلكْ المَجَالـِـــــي مَزَاهِـــــــرُه
يَقُولُ فَيَستهْـــــوَي القـُلـُـــــــوبَ فتَنثنِــــــــــي
إليْــــــهِ الكَعَابِ الفاتِـــــــــــنَات تُسَـــــــــــــامِرُه
وَيسْتلهِــــــــم الارْوَاحَ فِـــــــــي الرَّوضِ كلـَّمَا
دَعَـــــــــــاهُ أمِيْرُ فـِــــــــــــي رِكـَـــــابٍ يُؤازِرُه
***
فَإنْ كُنـْــــــتَ يَا صَـــــــدَّاحُ أسْـــــــوَدَ حَالِكاً
فعـُــــــــــوْدُكَ ، يَا صَــــــــــدَّاحُ بِيْضٌ مُكَاسِــرُه[/FRAME]

قـــــطار

[FRAME="9 70"]أتـَــــــى يَنسَــــــــابُ كالرَّقـْــــــــــــــطاءِ لـَكـِـــــــــــنْ لـَيـْـــــــــسَ ذا سُــــــــــــــــمٍّ
كَثِــــــــيْبَاً يَصْــــــــــــعدُ الأنـــــــــــــات مَحـْـــــــــــــزُونَاً بـِــــــــــلا هَـــــــــــــــمٍّ
مَضَـــــــــى فـِـــــي ظُلمَــــةَ " العَتمُورِ" يَطـْــــــــــــوِي الأرضَ كالسَّــــــــــــــــهم ِ
بَنفْــــــــــــسٍ كُلـُّــــــــــــها ألـَـــــــــــــمٌ ودَمْـــــــــــــعٌ سَاخِــــــــــــنٌ يَهْمِـــــــــــي
وَأضْــــــــــــــلاعٍ يُحَــــــــــــــــــــــرّقُها لَهيْـــــــــــــــبُ النـَّار ِ والفحـْـــــــــــــــــم ِ
بهَا مِــــــــنْ حَــــــــــرَّ زَفـْــــــــــــــرَتها جـِـــــــــــرَاحٌ كـُلـُّــــــــهَا تُدمِـــــــــــــــي
وَبَاتَ السَّــــــــــــــائِقُ المُضنِــــــــــــــي يُدَاويْهـُـــــــــــــنّ بالشـَّحـْـــــــــــــــــــــــم ِ
غـَــــــــــدَا كالرَّسْـــــــــــمِ مِن ســــــــهر فـَـــــــــــيَا لله للرَسـْـــــــــــــــــــــــــــــــم ِ
وَيــــــــا للهِ للمَحْـــــــــــــــــــــــــــــزُونِ مِـــــــــنْ ألـَـــــــــــم ٍ بـِـــــــهِ جَـــــــــــــمّ

فإنْ أرّقـــــــــــــــــتَ يَا مَحْـــــــــــــزُونْ مِــــــنْ جَــــــــوْرٍ ومِـــــــنْ ظـُلـــــــــــــم ِ
وَقـَـــــــالَ النـَّـــــــاسُ بَيـْـــنَ الأهـْـــــــلِ كـَــــــــمْ قـَــــــد حِلـْـــــــتَ بَالفَصْــــــــــم ِ
وَنَالـُــــــــوا مـِـــــــــنكَ بَاللَّعـْــــــــــــناتِ مَــــــــا نَالـُـــــــــــوْهُ والشـَّـتـْـــــــــــــــــم ِ
وَرَاحـَــــــــــــتْ تـَـسْـــــــــبَحُ الأقـْـــــلامُ فـِـــــــي مـَـــــــــدْحٍ وفـِـــــــــــــــــــي ذم ِ
فـَــــــــلا تَغضِــــــــــــــبكَ جَاهِلـَــــــــــةَ ولا تحْفـَــــــــــــلْ بـِـــــذِي حُلـُـــــــــــــــم ِ
وَسـِـــــــــرْ بَالبيـْـــــــــــدِ مُبتهجَــــــــــــاً ولاقَ اللـَّــــــــــــــوْمَ بِاللــَّــــــــــــــــــــوم ِ
فإنْ أحْــــــــــــــزنْتَ ذا فـَـــــــــــــــــرَحٍ فكـَــــــــــــــمْ أفرَحْـــــــــــــــــتَ ذا غـَــــمٍّ
وَكـَــــــــــمْ قـَــــــــــرَّبتَ نَائِـــــــــــــــيَةٍ لـِـــــــــدَارِ الخَـــــــــــالِ ، والعَـــــــــــــــمِّ
وَهَا قـَــــــــدْ جِئـْـــــــتَ مِن سَــــــــــــفرٍ ترُدُّ الإبْـــــــــــــــــنَ لِـــــــــــــــــــــــــلأمِّ
وَتشفـَـــــــــي النَّفـْــــــــسَ من وَجَـــــــع ٍ سَـــــــــرَى كالسُّــــــــوْسِ في عَظمِـــــــي
وَتدنـِــــــــــي قلبـِــــــــــي المَكلـُــــــــوم ِ مِــــــــن أهـْــــــــــلٍ وَمِن قوْمِــــــــــــــــي
لعَمْــــــــــــرِى هـَـــــــذِه نِعـــــــــــــــــمٌ رَدَدنَ الـــــــــرُوحَ فـِــــــــي جِسْمِــــــــــي[/FRAME]