بعتمة الليـل وارى الكل مـأواه
وبت أسمـع طفـلاً بث شكـواه
أنا اليتيـم حروفي وسط حنجرتي
تقطعت كلـما نـاديـت: أمـاه
أنا اليتيـم شعوري مـن يلملمه
ومـن يـرق لحـالي مـن سيرعاه؟
أنا اليتيـم حيـاتي كلها شظف
وذكريـاتي تذيـق القلـب بلـواه
أجوع أعرى أعاني.. من يواسيني؟
وسـوف يجزي عظيم الفضل مسعاه
أرى صحابي كأعمار الزهور لهم
أبـوهـم وأبي في القـبـر مثـواه
لهم مع العيــد ألعاب وتسلية
لهـم ثيـاب وثـوب اليتم أكسـاه
ياذا اليتيـم ، ينادونني بـه أبداً
يـاذا اليتيـم ، نـداء المـر أدعـاه
يـاذا اليتيــم نداء لا أحبـذه
لكنني رغـم أنفي سـوف ألقـاه
كم يلسع البرد أطرافي وخاصرتي
فأرتدي مـن ثيـاب البـؤس أوهاه
ويأكل الجـوع أمعـائي فأسكته
بلقمـةٍ لا تقيـم للصـلب مبنـاه
وألمـح الناس يومي بعضهـم بيدٍ
إلى شمـوخـي وكيـف اليتم أبلاه
ووالدي إن تـراءى في مخيـلتـي
بقسـوةٍ تـدمي الأحشـاء ذكراه
فويحـه اليـتم آمـالي يبعثـرهـا
بلا اكتـراثٍ تبـدى في محيــاه
وويحـه اليتـم لمـا صـاح في أذني
وكسر الحلـم في وجهـي وألقـاه
وويحـه اليتم أنسـاني حنـان أبي
وكنت أحسـب أني لسـت أنساه
وويحـه اليتـم تاهت فيه أشرعتي
ولم يعـد شـاطىء الإحسـان يلقاه
ويرسـم الحزن في وجهي بريشته
ملامـح البؤس .. والإيناس واراه
الكـون يعرفني لكنني حـزنـاً
أحس أني غـريـبُ في ثنـايـاه
لِمَ الجفـا يـا أرق الناس أفئدة
أليس بالبـر وصـاكـم بي الله ؟
لِمَ الجفا ومآل كل الناس مثل أبي؟
أبٌ يمـوت وطفل بـات ينعـاه
ووالـدي لم يمت جـراء تخمته
ولـم يغص بكأس كـان يسقـاه
وإنما في رحـاب القدس مهجته
تطايرت في سبيـل كـم تمنــاه
ولست وحدي من يبكي فراق أبٍ
فلي بغـزة أمثــال وأشبــاه
مصدر الأبيات
شاعرنا الكريم أحمد السلاموني
أولا حمدا لله على سلامتكم و نتمنى لكم الشفاء العاجل و كفارة إن شاء الله
ثانيا أعجبتني كلماتكم في حق اليتيم و أحببت أن أشارككم فيها...
هؤلاء الأطفال المحرومون ..لا قوة لديهم و لا حيلة..
كلما رأيت أحدهم يذرف الدمع من عيني...و تمتلىء نفسي غضبا
لا أعترض حكمة رب العالمين لكني دائما أتسأل ما ذنبهم و
مالحكمة من وجودهم في هذه الدنيا.. و هل هذا عدل لهم أم لا
تحياتي