عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-10-2008, 05:35 PM   #6
الفجر الجديد
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 931
إفتراضي

و في الأسباب يقول الكاتب

ظاهرة التأخر في الزواج.. لماذا؟
تقليد الآخرين والمغالاة في المهور،
وشروط الفتيات.. أبرز الأسباب

القاهرة- الدعوة- خاص:

الإسلام حث الشباب على الزواج المبكر وطالبهم بالتحصن فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج... " وهذا الهدي الإسلامي الراشد له أهداف بعيدة وله فوائد كبيرة على الفرد والمجتمع. وقد تميزت المجتمعات الإسلامية الملتزمة في السابق والحاضر بظاهرة الزواج المبكر وقد جنت ثمار هذا عفافاً وصلاحاً وتقى والتزاماً وتكاثراً أيضاً.

وفي ظل الظروف والمتغيرات سواء كانت ثقافية أو فكرية أو اقتصادية أو اجتماعية، التي تشهدها العديد من الدول العربية والإسلامية، بفعل الأوضاع الداخلية أو المؤثرات الخارجية أياً كانت، أخذ الكثير من الشباب يقلد الآخرين في التأخر عن الزواج لسنوات طويلة حيث معدل سن الزواج قد ارتفع بشكل عام بين الشباب والفتيات في عالمنا الإسلامي حتى وصل إلى 36 سنة للشاب، و 32 سنة للفتاة، وفقاً لما جاء في تقارير نشرت في أكثر من بلد إسلامي وهذا مؤشر خطير يستحق البحث والمعالجة.

ونظراً لأن تفشي تلك الظاهرة الدخيلة على الأمة الإسلامية يصيب المجتمع بالعديد من المشكلات الاجتماعية الخطيرة، فقد اهتمت عدة مراكز بحثية بهذه الظاهرة وأخضعتها للدراسة والتحليل العلمي بغية السعي لتجاوزها أو التقليل منها.

وهذا ما سعى إليه المعهد القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر عندما أصدر تقريراً حول تلك الظاهرة على لسان الخبير الاجتماعي الدكتور أحمد المجذوب ذكر فيه: "إن تفشي ظاهرة الإحجام عن الزواج بين الشباب ينذر بظهور العديد من المشكلات والأمراض الاجتماعية والنفسية والأمنية الخطيرة التي لا تتسق ومبادئ المجتمع الدينية والأخلاقية، كما ستعمل أيضاً على توسيع فجوة التباين النسبي بين عدد الذكور وعدد الإناث في المجتمع مما يزيد من تفاقم الأزمة".


الإسلام هو الحل

ويضيف الدكتور المجذوب محللاً أسباب الظاهرة قائلاً: "علاوة على المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب، في بعض البلدان الإسلامية فإن هناك مشاكل ثقافية فكرية ومشكلة التقاليد الاجتماعية التي جلبت من غير المسلمين التي تضع العديد من العقبات في طريق الزواج أو ربما بعض العادات المحلية البالية مثل المغالاة في المهور واشتراط تقديم كمية معينة من الذهب أو المجوهرات المعروفة في أكثر من بلد إسلامي تحت أكثر من مسمى، والعديد من العقبات والشروط الأخرى التي تحبط الشاب المتقدم للزواج في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة في بعض البلدان الإسلامية ".

أما الحل الذي طرحه تقرير المعهد القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية فهو "ضرورة توعية الجميع بأوامر الشريعة وتنبيه الجميع لهذه الأخطار إحياء للقيم الإسلامية الأصيلة المتعلقة بمسائل الزواج وشروطه حتى يتعرف المجتمع على أصول دينه التي تنهى عن التأخر في الزواج وعن المغالاة في المهور أو وضع عقبات في طريق إتمام الزواج أو تعويقه، لأن الدين الإسلامي الحنيف حث على الزواج في سن مبكرة ودعا المسلمين إلى التيسير وعدم المغالاة في المهور حيث إنه وضع اعتبار حسن الدين والخلق هو الشرط الأول والأهم في إتمام الزواج، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ".

ودون ذلك لم يضع أية شروط مادية سوى القدرة على الإنفاق بما يقيم الأود ويضمن الإعاشة اليومية للزوجة والأبناء".

وبعد تحليل تلك الظاهرة من الناحية الاجتماعية، ونصيحة الخبراء بالعودة إلى تعاليم الشريعة، كان لا بد من التعرف على آراء علماء الإسلام في تلك الظاهرة وموقف الإسلام منها وفقاً لما جاء في محكم التنزيل والسنة المطهرة.

الشرط الوحيد

يقول الشيخ عطية صقر.. رئيس لجنة الفتوى بالأزهر: إن الإسلام حث على الزواج في سن مبكرة وشجع الناس على مباركته وإتمامه ما داموا يستطيعون الإنفاق والباءة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج... " والمقصود بالباءة القدرة على الإنفاق والإعاشة، وفي هذا الحديث الشريف إشارة واضحة إلى أن المطلوب من الشاب فقط قدرته على فتح بيته بقدر ما يستطيع من توفير المأكل والمشرب والملبس لأهل بيته، فالشرط هو استطاعة الباءة وما غير ذلك يعتبر تعويقاً ومغالاة.. وهذا التعويض ما هو إلا لشرع من شرائع الله وهو الزواج الذي لم يحدد الإسلام له شرطاً سوى الدين والخلق حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.. ".

هذا دليل على أن حسن الدين والخلق هو الشرط الأساسي لإتمام عمليه الزواج بعيداً عن المغالاة في المهور والهدايا والأمور الأخرى التي نشاهدها اليوم.

المغالاة في المهور

ويضيف الشيخ عطية صقر.. لا أحد ينكر أن المهر هو أحد الشروط الشرعية لعقد الزواج، ولكن قيمة هذا المهر هو القضية، فاليوم يطالب ولي أمر العروس بمبالغ مغالى فيها يجب على الشاب المتقدم لزواج ابنته أن يدفعها، في حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمد المهر سورة من القرآن الكريم إذا كان الشاب المتقدم للزواج لا يملك مالاً ليقدمه مهراً مما يعني أن مسألة المهر هذه رمزية في الإسلام، والمقصود بها أن يهادي الشاب عروسه بهدية أياً كانت قيمتها، فالهدية رمز للمحبة والتواد وليست رمزاً للتفاخر والمغالاة كما يجري اليوم. وتبعاً لهذه الأمور التي ذكرتها يحصل التأخر عن الزواج ويحصل ما يسمى بالعوانس وكل هذا يترك مشاكل اجتماعية كبرى تحاشاها الإسلام بهديه.

مجتمع الإسلام

ويوضح الدكتور سيد رزق الطويل الأستاذ بجامعة الأزهر: إن إحجام الشباب عن الزواج في بعض البلدان ليس باختيارهم وإنما هم مجبرون على ذلك نظراً لظروف الحياة الصعبة التي يعانون منها. ولكن هذا الإحجام من جانب الشباب يؤدي إلى تأخر سن الزواج لدى الفتيات أيضاً، لذلك فالعقل يقول إن تيسير عملية الزواج من قبل أولياء أمور الفتيات سيشجع الشباب على الزواج وتحل مشكلة الاثنين معاً، لأنه في مجتمعنا المسلم يتمنى الآباء دائماً تزويج بناتهم بالدرجة الأولى حتى إذا لم يتزوج الابن، لأن الشاب يستطيع أن يعول نفسه ويتحمل مسؤولياته، أما الفتاة فلا تستطيع ذلك، لذلك فيجب تيسير عملية الزواج أمام الشباب حتى تحل المشكلة للطرفين معاً ويستقيم المجتمع المسلم في حياة سليمة كما أرادها الإسلام.

ولهذا فتلك المشكلة هي من صنع البشر أنفسهم وليست غير ذلك كما يدعي البعض، ولكنها "خير من الله شر من أنفسكم " فالإسلام يسر لا عسر، بينما الناس هم المعسرون والمعوقون على أنفسهم بما ابتدعوا من بدع لا تمت لروح الإسلام بصلة سواء كانت عادات وتقاليد جلبت من الخارج. أو أعرافا ولوازم ابتدعت من الداخل...

ويضيف الدكتور رزق الطويل متسائلاً.. ماذا لو زوج الرجل ابنته لشاب ثري ميسور الحال ولكنه بلا دين أو خلق، فهل هذا يسعد ابنته أو يريحها؟!

بالطبع لا.. فكيف تهنأ فتاة مسلمة في ظل رجل لا دين له ولا خلق؟ فتلك هي الفتنة التي حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم منها.

أما إذا تزوجت الفتاة من شاب ذي دين وخلق كريم لكنه بسيط الدخل لا يمتلك مالاً ولا عقاراً بل يمتلك ديناً قيماً وخلقاً كريماً، أليس هذا أهنأ لها وأسعد حالاً، فكل الناس تعرف أن المال زينة لكنه ليس قيمة.. فالصحابة الأجلاء كانوا فقراء، بل إن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كان فقيراً ورغم ذلك زوجه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من ابنته الزهراء، وكانت لا توقد في بيتها النار ثلاث ليال لعدم وجود ما تطهوه، فهل قلل هذا من قيمتها أو من قيمة علي رضي الله عنه الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا مدينة العلم وعلي على بابها". هذا هو الإسلام الحقيقي بقيمه السمحة الرشيدة،

وهذا هو المجتمع الفاضل الذي أسسه الإسلام على هدي رسول الله وصحبه ومن نور كتاب الله الكريم.









أخذت بعض الفقرات الأساسية تحياتي لكم شكرااا لمتابعة الموضوع.
الفجر الجديد غير متصل   الرد مع إقتباس