عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-03-2008, 06:55 PM   #46
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]التائية الكبرى
للحبيب السيد عبدالله بن علوي الحداد رضي الله عنه


قال السيد الإمام الهمام الحبيب محمد بن زين بن علوي بن سميط نفع الله بالجميع آمين في ( غاية القصد والمراد ) :
القصيدة التائية الكبرى التي مطلعها ( بعثت لجيران العقيق تحيتي ) عدة أبياتها مئتان وخمسون بيتا .
قال سيدنا ومولانا الناظم نفع الله به : هذه القصيدة من أعلى ما نظمناه وأظهرناه لأن لنا قصائد لم نظهرها وإن أقل شرح لها لو شرحت كل بيت عشر ورقات لأن فيها شيئا من مقدمات علوم الكشف ولو رأينا لأهل الزمان رغبة في الخير لشرحناها .
وقال رضي الله عنه : إن السيد العلامة إسماعيل البيتي سألنا أن نأذن له أن يشرح هذه القصيدة ، فأبينا وقلنا له إن فيها علوما غامضة أو نحو هذا ، إن أردت فاشرح الرائية فإن فيها مناسك وسيرا وعلوما ظاهرة .
(وسمعت) أن بعض العلماء الكبار سأل من سيدي أن يشرحها هو . قال سيدي : فقلنا له انظرها وتأملها مرارا . ففعل ، ثم قال لنا لا أقدر على شرحها وقد ظهر لي فيها أربعة عشر علما .
(وسمعت) سيدي ووالدي يروي عن السيد الفاضل شيخ بن حسن الجفري باعلوي وهو يروي عن الشيخ الصوفي حسين بافضل المكي قال : إن بعض علماء الحرمين المتفننين لما وقف عليها أو على غيرها زعم أنه رأى في موضع منها شيئا معيبا ، فذاكر سيدنا الناظم في ذلك فقال له رضي الله عنه : أرنا هذا الموضع الذي زعمت أنه معيب . قال : فطلب العالم ذلك الموضع حتى أعيا في طلبه فلم يره ولم يقع عليه أبدا وكرر ذلك مرارا فلم يره ولم يقع عليه فعرف أن ذلك من كرامات سيدي وتصرفه وكان ذلك سبب تعلقه وانطوائه .
( وقيل ) لسيدي رضي الله عنه : قولكم فيها ومنهم ومنهم في تعاد مراتب الأولياء من الذي هو أثقل أمرا وأشد منهم فيما هو فيه . فأنشد هذا البيت :
ومنهم رجال ظاهرون بأمره = لإرشاد هذا الخلق نهج الطريقة



1 / 3


1 بعثـت لجـيـران العقـيـق تحـيـةوأودعتها ريـح الصبـا حيـن هبـت
2 سحيـرا وقـد مـرت علـي فحركـتفؤادي كتحريـك الغصـون الرطيبـة
3 وأهـدت لروحـي نفحـة عنبـريـةمن الحـي فاشتاقـت لقـرب الأحبـة
4 وحنت لتذكـار الليالـي التـي خلـتلنـا بيـن هاتيـك الربـوع الأنيسـة
5 وإخوان صدق أوحش القلـب بعدهـمفلله مـا لاقيـت مـن حـر فـرقـة
6 دياري نأت عـن دورهـم وتباعـدتمنازلنـا لا عـن قــلاء وجـفـوة
7 على الحرص مني أن أراهـم ومنهـمفما سمحـت يمنـى الزمـان بمنيتـي
8 وما بعدهـم عنـي ولا البعـد عنهـمبحـال اختيـار بـل بقهـر مشيـئـة
9 وحـكـم إلــه العالمـيـن منـفـذعلى كل حـال والرضـا خيـر قنيـة
10 به تنجلـي عنـا الهمـوم إذا طـرتوتُسـرى بـه عنـا الغمـوم الملمـة
11 وكم حادث قد ضـاق متسـع الفضـاعلـي بـه فانـزاح عنـي بخـطـرة
12 أحبـة قلبـي هـل لأيامـنـا الـتـيتقضـت بـذات البـان إذن برجـعـة
13 فقد طـال هـذا البعـد وامتـد وقتـهوطـال انتظـاري حِجـة بعـد حجـة
14 تـرى تجمـع الأيـام بينـي وبينكـموأحظى بكم مـن قبـل تأتـي منيتـي
15 فوا أسفي إن مت مـن قبـل أن أرىوجوها عليهـا نـور علـم وخشيـة
16 وجلـوة إخـلاص وصـدق وقـربـةوآثار كشف الغيب عـن ذوق خبـرة
17 وأسمـع منهـم كـل علـم مـقـدسعن الحس والأوهام من فتـح حكمـة
18 وأنشـق مـن أرياحهـم كـل طيـبذكـي تطيـب الـروح منـه بشـمـة

19 وأمسي بهم في موقف الشـرع سالكـاطريقـة حـق وأصــلا للحقيـقـة
20 فلله أقـوام نـأى البـعـض منـهـمعن البعض إيثـارا لمقصـود خلـوة
21 وأُنسـاً بمولاهـم وشـغـلا بـذكـرهوخدمتـه فـي كـل حيـن وحـالـة
22 وحرصـا علـى هـذا الخمـول لأنـهأمـان لأهـل الله مـن شـر شهـرة
23 وحب اعتـزال وانقطـاع فـإن فـيــهما طيب عيش فـي زمـان البليـة
24 فمنهـم مقيـم فـي الأنــام وإنــهلمستور عنهم تحـت أستـار غيـرة
25 يـراه الـورى إلا القلـيـل كغـيـرهمـن الغافليـن التاركيـن استقـامـة
26 ومنهـم رجـال يؤثـرون سيـاحـةوسكنـى مغـارات الجبـال وقـفـرة
27 يسيحون من شعب إلـى بطـن واديوكـل خـراب والفيـافـي الخلـيـة
28 ومنهـم رجـال ظـاهـرون بـأمـرهلإرشاد هـذا الخلـق نهـج الطريقـة
29 لهم همة فـي دعـوة الخلـق جملـةإلى الله عن نصـح ولطـف ورحمـة
30 فهـم حـجـة للمؤمنـيـن بربـهـموفيهـم لمرتـاد الهـدى خيـر قـدوة
31 وحتف علـى أهـل الضـلال وحجـةتقـوم علـى أهـل الشقـاق بشقـوة
32 وكل على نهج السبيـل السـوي لـميخالـف لأمـر آخــذا بالشريـعـة
33 وإن الـذي لا يتبـع الشـرع مطلقـاعلى كل حـال عهـد نفـس وشهـوة
34 صريـع هـوى يُبكـى عليـه لأنــههو الميت ليس الميت ميـت الطبيعـة
35 وما في طريق القوم بـدءاً ولا انتهـامخالفـة للشـرع فاسمـع وأنـصـت
36 وخـل مقـالات الـذيـن تخبـطـواولا تـك إلا مــع كـتـاب وسـنـة
37 فثم الهدى والنور والأمـن مـن ردىومـن بدعـة تخشـى وزيـغ وفتنـة
38 ومتبعـو حـكـم الكـتـاب وسـنـةهـم المفلحـون الفـائـزون بجـنـة
39 عليهم من الرحمـن رضوانـه الـذيهـو النعمـة العظمـى وأكبـر منـة
40 ومن حاد عـن علـم الكتـاب وسنـةفبشـره فـي الدنيـا بخـزي وذلـة
41 وبشره فـي العقبـى بسكنـى جهنـموحرمـان جنـات الخلـود ورؤيــة

42 ألا مـا لقلبـي كلمـا ذكـر الحـمـىوأهل الحمى من خير عـرب وجيـرة
43 يهيـج بـه وجـد وشـوق ولوعـةشجون لها تجري على الخـد دمعتـي
44 ومـا لفـؤادي قـد توطنـه الأسـىأحس بـه مـن حـره نفـح جمـرة
45 تعـودت تذكـار الخـيـام وأهلـهـاإلى أن غـدا مـن شوقـه كالمفتـت
46 فلله روح خـالـط الـحـب كـلـهـاومازجهـا حتـى صبـت للصبـابـة
47 وخامرهـا خمـر الغـرام فأصبـحـتوأمست علـى حـب الحبيـب مقيمـة
48 يظن بها مـن ليـس يـدري بشأنهـابـأن بهـا سكـر الخمـور الأثيمـة
49 لها أبـدا شـوق إلـى خيـر معهـدبه خيـر عهـد فـي العصورالقديمـة
50 يذكرهـا العهـد القـديـم سماعـهـالترجيـع تـال للمثـانـي الكريـمـة
51 ورنـة أذكــار وصــوت مسـبـحونغمـة حــاد بالمطـايـا المـجـدة
52 وتغريد ورق فـوق أغصـان دوحـةوتلحيـن شـاد بالأغانـي الرقيـقـة
53 وكـل نسيـم هـب أو بـارق سـرىوأشيا أرى في سترهـا حفـظ حرمـة

54 حـذار غـبـي أو حـسـود مـولـعبإنكـار أسـرار العـلـوم الدقيـقـة
55 فقد ستـروا أهـل الطريـق وأخملـواأمورا مـن التحقيـق حتـى تغطـت
56 لألا يراهـا المنـكـرون فيخـسـروابإنكارهـا لا عـن دلـيـل وحـجـة
57 كما أنكر قوم على بعض مـن مضـىمن العارفين أهل الهـدى والبصيـرة
58 ويسمعها قـوم وليسـوا مـن أهلهـافيرتبكـوا فيـهـا بجـهـل وغــرة
59 كمـا ضـل أقـوام بهـا وتخبـطـواومالوا عن النهـج القويـم وشرعـة
60 وإن الذي أبدى من القوم مـا سبـيــلـه الستـر مغلـوب بحـال قويـة
61 يفارقـه التمييـز عـنـد ورودهــاعليـه وإن أخطـأ فليـس بمعـنـت
62 وكـم مـن قريـب بعَّدتـه عـبـارةعن الفهم فاستمسك بحبـل الشريعـة
63 وسلـم لأهـل الله فـي كـل مشكـللديـك ، لديهـم واضــح بـالأدلـة



[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس