عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-01-2019, 11:09 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم "المعنى وإما يمسنك من الهوى وسواس فاحتمى بالرب إنه هو الخبير العارف ،يبين الله لنبيه (ص)أنه إن ينزغه من الشيطان نزغ والمراد إن يصيبه من الشهوات وسواس فعليه أن يستعذ بالله والمراد أن يحتمى بطاعة حكم الله من الوسواس والسبب أنه هو السميع العليم أى الخبير المحيط بكل شىء والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون "المعنى ومن مخلوقاته الليل والنهار والشمس والقمر لا تعبدوا الشمس ولا القمر واعبدوا الله الذى أبدعهن إن كنتم إياه تطيعون ،يبين الله للناس أن من آياته وهى مخلوقاته كل من الليل والنهار والشمس والقمر ويطلب من الناس ألا يسجدوا للشمس أى للقمر والمراد ألا يعبدوا الشمس أو القمر ويطلب منهم أن يسجدوا لله الذى خلقهن والمراد أن يعبدوا أى يطيعوا حكم الله الذى أنشأهم إن كانوا إياه تعبدون والمراد إن كنتم لثواب الله ترغبون وهو الجنة والخطاب للناس وما بعده على لسان النبى(ص) .
"فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون "المعنى فإن أعرضوا فالذين لدى خالقك يطيعونه فى الليل والنهار وهم لا يفترون،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس إن استكبروا أى كفروا والمراد"فإن أعرضوا "كما قال بنفس السورة فيجب أن يعلم أن الذين عند ربه والمراد الذين لدى كرسى عرش الله يسبحون له أى يطيعون حكمه بالليل والنهار وهم لا يسئمون أى لا يملون والمراد لا يفترون أى لا يضعفون عن الطاعة مصداق لقوله بسورة الأنبياء"يسبحون الليل والنهار لا يفترون ".

ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذى أحياها لمحى الموتى إنه على كل شىء قدير"المعنى ومن براهينه أنك تشاهد الأرض ميتة فإذا أسقطنا عليها المطر تحركت ونمت إن الذى بعثها لباعث الهلكى إنه لكل أمر يريده فاعل
،يبين الله لنبيه (ص)أن من آيات وهى براهين الله الدالة على قدرته أنه يرى الأرض خاشعة والمراد يشاهد الأرض ميتة أى هامدة مصداق لقوله بسورة الحج"وترى الأرض هامدة"فإذا أنزلنا عليها الماء والمراد فإذا أرسلنا لها المطر اهتزت أى تحركت وربت أى ونمت وهذا يعنى أن علامة الحياة الأولى الحركة ثم الربا وهو النمو أى انتفاخ حبيبات التراب بالماء ويبين الله أن الذى أحياها أى بعث الأرض والمراد أعاد لها الحركة هو محى الموتى أى باعث من فى القبور مصداق لقوله بسورة الحج"وأن الله يبعث من فى القبور"والمراد أنه معيد الحياة للهلكى مرة ثانية وهو على كل شىء قدير والمراد وهو لكل أمر يريده فاعل مصداق لقوله بسورة البروج"فعال لما يريد"والخطاب للنبى(ص) ومنه للناس وما بعده للناس منه.
"إن الذين يلحدون فى آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى فى النار خير أم من يأتى آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير "المعنى إن الذين يحرفون فى أحكامنا لا يغيبون عن علمنا ،فهل من يعذب فى جهنم أفضل أم من يجىء يوم البعث سعيدا ؟ افعلوا ما أردتم إنه بالذى تفعلون عليم ،يبين الله لنبيه (ص)والمؤمنين أن الذين يلحدون فى آيات الله لا يخفون عليه والمراد أن الذين يحرفون فى أحكام الله لا يغيبون عن علمه فهو يعرفهم فردا فردا ،ويسأل الله أفمن يلقى فى النار خير أم من يأتى آمنا يوم القيامة والمراد هل من يدخل فى الجحيم أحسن أم من يعيش فرحا يوم البعث ؟والغرض من السؤال إخبار الناس أن الآمن وهو داخل الجنة السعيد أفضل حالا من داخل النار المعذب ويطلب الله من الناس أن يعملوا ما شاءوا والمراد أن يفعلوا ما أرادوا فى الدنيا فهو بما يعملون بصير والمراد فهو خبير أى عليم بما يفعلون مصداق لقوله بسورة يونس"إن الله عليم بما يفعلون "ومن ثم سيحاسبهم عليه بالحق .
"إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد"المعنى إن الذين كذبوا بالعدل لما أتاهم وإنه لحكم منتصر لا يدخله الظلم فى حاضره ولا مستقبله وحى من قاض شاكر ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم والمراد أن الذين كذبوا بالحق وهو آيات الله لما أتاهم سيصليهم الله نارا مصداق لقوله بسورة النساء"إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا"ويبين لنا أنه كتاب عزيز أى حكم محفوظ فى الصحف فى الكعبة حتى لا يتم تحريفه أبدا أى وحى دائم لا يأتيه الباطل أى لا يدخله الريب وهو التحريف مهما كان مصداق لقوله بسورة البقرة "ذلك الكتاب لا ريب فيه "سواء من بين يديه وهو وقت نزوله أو من خلفه وهو الوقت بعد نزوله وهو المستقبل وهو تنزيل من حكيم حميد والمراد إلقاء من عند قاض عادل شاكر لمن يطيع حكمه والخطاب للنبى(ص) .
"ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم "المعنى ما يوحى لك إلا ما قد أوحى للأنبياء(ص)من قبلك إن إلهك لصاحب رحمة وصاحب عذاب شديد ،يبين الله لنبيه (ص)أنه يقال له ما قد قيل للرسل من قبله والمراد أنه يوحى له الذى قد أوحى للأنبياء(ص)من قبل وجوده مصداق لقوله بسورة الشورى "كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك"والوحى الواحد هنا هو إن ربك لذو مغفرة والمراد إن إلهك لصاحب رحمة مصداق لقوله بسورة الأنعام"وربكم ذو رحمة واسعة"للمؤمنين وذو عقاب أليم والمراد صاحب عذاب شديد أى "ذو انتقام " من الكفار كما قال بسورة المائدة والخطاب للنبى(ص) وما بعده له ومنه للناس.
"ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمى وعربى قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون فى أذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد"المعنى ولو قلناه حكما غامضا لقالوا هلا أتت أحكامه غامضة ومعروفة قل هو للذين صدقوا نفع أى فائدة والذين لا يصدقون فى قلوبهم حاجز أى هو لهم ضلال أولئك يدعون من موضع قصى ،يبين الله لنبيه (ص)أنه لو جعل أى أنزل الوحى قرآنا أعجميا أى كلاما غامضا غير مفهوم المراد منه أى حمال وجوه ومعانى لقال الكفار :لولا فصلت آياته أعجمى وعربى والمراد لولا أنزلت أحكامه غامضة وواضحة وهذا يعنى أنهم يريدون بعض الأحكام غامضة غير محدد المراد منها وبعضها واضح مفهوم وذلك حتى يفسروا الغامضة على أهوائهم ،ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول هو أى القرآن للذين آمنوا أى صدقوا به هدى أى شفاء والمراد نافع أى فائدة حيث يدخلهم الجنة والذين لا يؤمنون وهم الذين لا يصدقون بالقرآن فى أذانهم وقر والمراد فى قلوبهم كفر أى هو عليهم عمى والمراد هو لهم ضرر حيث يدخلهم عصيانه النار أولئك ينادون من مكان بعيد والمراد أولئك يدعون من مكان قصى هو النار ليدخلوها
"ولقد أتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم وإنهم لفى شك منه مريب "المعنى لقد أوحينا لموسى (ص)الهدى فكذب به ولولا حكم مضى من إلهك لفصل بينهم وإنهم لفى تكذيب له عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه أتى الكتاب والمراد أوحى الهدى وهو التوراة لموسى (ص)مصداق لقوله بسورة غافر"ولقد أتينا موسى الهدى"فكانت النتيجة أن اختلف فيه والمراد كذب به ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم والمراد وبسبب حكم الفصل فى القيامة الذى مضى من خالقه لحكم الله بينهم فيما هم فيه يختلفون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة يونس"لقضى بينهم فيما كانوا فيه يختلفون "والكفار فى شك من الوحى مريب والمراد فى تكذيب له عظيم .
"


رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس