عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-07-2012, 11:01 AM   #196
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الخاتمة : الجمل وأنواعها


الجملةُ: قولٌ مُؤلفٌ من مُسنَدٍ ومُسندٍ إليه. فهي والمركَّبُ الاسناديُّ شيءٌ واحدٌ. مثلُ: (جاءَ الحقُّ، وزهقَ الباطلُ، إنَّ الباطلَ كانَ زَهوقاً).
ولا يُشترط فيما نُسميه جملةً، أو مركَّباً إسنادياً، أن يُفيدَ معنًى تاماً مكتفياً بنفسهِ، كما يُشترطُ ذلك فيما نُسميهِ كلاماً. فهو قد يكون تامَّ الفائدةٍ نحو: {قد أفلحَ المؤمنون}، فيُسمّى كلاماً أَيضاً. وقد يكون ناقصَها، نحو: (مهما تفعلْ من خير أَو شرٍّ)، فلا يُسمّى كلاماً. ويجوزُ أن يُسمّى جملةً أَو مُركباً إسنادياً. فإن ذُكر جوابُ الشرط، فقيلَ: (مهما تفعلْ من خير أَو شرٍّ تُلاقهِ)، سُميَ كلاماً أيضاً، لحصول الفائدة التامّة.

والجملةُ أَربعةُ أَقسامٍ: فعليّةٌ، واسميَّةٌ، وجملةٌ لها محلٌّ من الإعراب، وجُملةٌ لا محلَّ لها من الإعراب.

أ- الجُملَةُ الفِعْلِيَّة

الجملة الفعليّة: ما تألفت من الفعل والفاعل، نحو: (سبقَ السيفُ العذَلَ)، أو الفعل ونائبِ الفاعل، نحو: (يُنصَر المظلومُ)، أَو الفعلِ الناقصِ واسمه وخبره نحو: (يكون المجتهدُ سعيداً).

ب- الْجُمْلَةُ الاسمِيَّةُ

الجملةُ الاسميّةُ: ما كانت مؤلفةً من المبتدأ والخبر، نحو: (الحقُّ منصورٌ) أَو مِمّا أَصلُه مبتدأ وخبرٌ، نحو: (إن الباطل مخذولٌ. لا ريبَ فيه. ما أَحدٌ مسافراً. لا رجلٌ قائماً. أن أَحدٌ خيراً من أَحد إلا بالعافيةِ. لاتَ حينَ مناصٍ).

ج- الجُمَلُ الَّتي لَها مَحَلٌّ مِنَ الإِعْراب

الجملةُ، إن صحَّ تأويلُها بمُفرَدٍ، كان لها محلٌّ من الإعراب، الرفعُ أَو النصبُ أَو الجرُّ، كالمفرد الذي تُؤَوَّلُ بهِ، ويكونُ إعرابُها كإعرابه.

فإن أُوِّلت بمفردٍ مرفوعٍ، كان محلُّها الرفعَ، نحو: (خالدٌ يعملُ الخيرَ)، فِإن التأويل: (خالدٌ عاملٌ للخير).

وإن أُوِّلت بمفردٍ منصوبٍ، كان محلُّها النصبَ، نحو: (كان خالدٌ يعملُ الخيرَ)، فإنَّ التأويلَ: (كان خالدٌ عاملاً للخير).

وإن أُوِّلت بمفردٍ مجرورٍ، كانت في محلِّ جرٍّ، نحو: (مررتُ برجلٍ يعملُ الخيرَ)، فإن التأويلَ: (مررتُ برجلٍ عاملٍ للخيرِ).

وإن لم يصحَّ تأويلُ الجملةِ بمفردٍ، لأنها غيرُ واقعةٍ مَوْقِعَهُ، لم يكن لها محلٌّ من الإعراب، نحو: (جاءَ الذي كتبَ)، إذ لا يَصح أَن تقول: (جاءَ الذي كاتبٌ).

والجُمَلُ التي لها محلٌّ من الإعرابِ سبعٌ:

1- الواقعةُ خبراً. ومحلُّها من الإعراب الرفعُ، إن كانت خبراً للمبتدأ، أَو الأحرفِ المشبهةِ بالفعلِ، أو (لا) النافية للجنس، نحو: (العلمُ يرفعُ قدرَ صاحبه. إن الفضيلةَ تُحَبُّ. لا كسولَ سِيرتُهُ ممدوحةٌ). والنصبُ إن كانت خبراً عن الفعلِ الناقصِ، كقولهِ تعالى: {أَنفسَهم كانوا يظلمون}، وقولهِ: {فذبحوها وما كادوا يفعلون}.

2- الواقعة حالاً. ومحلُّها النصب، نحو: {جاءُوا أَباهم عشاءً يَبكون}.

3- الواقعةُ مفعولاً به. ومحلها النصبُ أيضاً، كقولهِ تعالى: {قالَ إنيعبدُ الله

[جملة (إني عبد الله): في محل نصب مفعول به لقال]

ونحو: (أَظنُّ الأمةَ تجتمعُ بعدَ التفرُّق).

[جملة (تجتمع) في محل نصب مفعول به ثان لأظن، و(الأمة): مفعوله الأول]

4- الواقعةُ مضافاً إليها. ومحلُّها الجرُّ، كقوله تعالى: {هذا يومُ ينفعُ الصادقينَ صدقُهم}.

[يوم: مضاف، وجملة (ينفع الصادقين صدقهم): مضاف إليه في محل جر. والتقدير: هذا يوم نفع الصادقين صدقهم]

5- الواقعةُ جواباً لشرطٍ جازمٍ، إن اقترنت بالفاءِ أَو بإذا الفجائية. ومحلها الجزمُ، كقوله تعالى: {ومن يُضللِ اللهُ فما لهُ من هادٍ}، وقولهِ: {وإن تصِبهم سيِّئةٌ بما قدَّمت أَيديهم إذا همْ يَقنَطون}.

6- الواقعةُ صفةً، ومحلُّها بحسَبِ الموصوفِ، إمّا الرفعُ، كقولهِ تعالى: {وجاءَ من أَقصى المدينةِ رجلٌيسعى}. وإمّا النصبُ، نحو: (لا تحترمْ رجلاً يَخونُ بلادَهُ).
وإمّا الجرُّ، نحو: (سَقياً لرجلٍ يَخدمُ أُمتَهُ).

7- التابعةُ لجملةٍ لها محلٌّ من الإعراب. ومحلُّها بحسب المتبوع. إمّا الرَّفعُ، نحو: (عليٌّ يقرأ ويكتبُ)، وإمّا النصبُ، نحو: (كانت الشمسُ تبدو وتخفى)، وإمّا الجرُّ، نحو: (لا تعبأ برجلٍ لا خيرَ فيهِ لنفسهِ وأمتهِ، لا خيرَ فيه لنفسهِ وأمتهِ).
[علي: مبتدأ. وجملة (يقرأ): خبره. وجملة (ويكتب): في محل رفع معطوفة على جملة (يقرأ).]
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس