عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-12-2009, 08:16 AM   #53
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

كيف نجعل من النماذج الخاصة مكاناً مريحاً ونافعاً؟

بغض النظر عن الأسباب التي يتم فيها إنشاء النماذج الخاصة، سواء كانت للتسلية أو المباهاة أمام الآخرين، أو اعتبارها مشروعاً اقتصادياً يلجأ إليه الشباب الذين يودون الاستقلال عن أهلهم وبرضا أهلهم، فسنتعامل مع مثل تلك المشاريع بمهنية تامة متجردين من إعطاء الرأي فيها.

في الأراضي المنحدرة

يرغب المتباهون الذين ينشئون مثل تلك المشاريع في أن تكون قطع الأراضي التي يؤسسون فيها تلك المشاريع، منحدرة وقريبة من الطرقات العامة مما يبرز جمالية التصميم، من بوابة ومدخل بشكل ممر يفضي الى البيت الريفي يعتلي الربوة التي يربض فوقها البيت.

وتكون الرغبة مركبة عند المالك وغير واضحة المعالم لمن يريد تصميم وتنفيذ مثل تلك المشاريع، فالمالك يريد العودة الى الماضي ليحظى براحة مبسطة، يتناول فيها خبزاً يُصنع في نفس المكان ويتناول حليبا طازجا تم إنتاجه في نفس المكان، ويريد في بعض الأحيان أن يحتفظ بحصان أو أكثر، ويريد أن يقوم بحفلة شواء لأفراد أسرته أو زواره الخ.

لكن كيف سيكون له كل ذلك؟
إن هذه المطالب والرغبات، تحتاج في البداية الى تأسيس لمثل تلك الأمكنة، وتحتاج الى من يقوم بإدامتها ورعاية المزروعات والحيوانات الموجودة، في حالة غياب المالك، ومثل تلك الأعمال قد تحتاج الى أسرة تقيم في مثل هذا المكان أو الى عاملٍ أو أكثر للقيام بذلك، وهذا يتطلب تأمين سكن من يدير إدامة المكان وتأمين احتياجاته اليومية واحتياجات المزرعة (بصفتها المتنوعة).

اعتبارات يجب مراعاتها عند التأسيس

1ـ يجب أن يكون المردود الاقتصادي معادلاً لما يُبذل من جهد أو مال، أو حتى الحصول على المتعة والراحة، يجب أن لا تكون بثمن أغلى مما هو عليه في حالة الحصول عليها بعيداً عن امتلاك أسبابها. فأثمان المياه ونقلها، وأجور العاملين وأثمان المواد المبذولة لإدامة مثل تلك الأمكنة، يجب أن يتم الحصول على تلك الكُلف مما تنتجه تلك المشاريع أو جزء منه.

2ـ أن يبتعد مكان سكن الأسرة أو العامل، عن مبنى المبيت أو الاستراحة للمالك وزواره، لتأمين العزلة وأخذ الراحة.

3ـ أن تحجز حيوانات المزرعة، من خيول وأبقار للحليب أو خراف للذبح أو دجاج للبيض أو ديك رومي وغيره، عن الساحة المخصصة والمرفقة لبيت الإقامة، وذلك بعمل سياج كثيف من أشجار (السرو أو الديدونيا)، وأن لا يكون مكان إيوائها في المدخل العام لمكان الاستراحة.

4ـ كسر طول الممر في الأراضي المنحدرة بواسطة (لَيْ) الممر وجعله يتعرج بطريقة توحي للزائرين بسعة المكان وعدم محدوديته. وإذا كان عرض قطعة الأرض محدوداً وضيقاً، فعلى المصمم تجنب وضع البوابة في وسط القطعة، بل من الممكن وضعها على يمين القطعة، وجعلها تنحرف بعد عشرين متراً أو أكثر ليصبح الممر الرئيسي من جهة اليسار، وهذا يحقق مزيداً من العزلة والأمن المطلوبين في مثل تلك الأمكنة.

5ـ اعتماد أسلوب الخطوط (الكونتورية) بدلا من الخطوط الهندسية، في حالة الانحدار الذي يزيد ميلانه عن 6%.

6ـ إذا زادت مساحة قطعة الأرض المخصصة لمثل تلك المشاريع عن هكتار (10 آلاف متر مربع) وعرض القطعة لا يساوي أكثر من عُشر طولها، فعلى المصمم أن يقسم القطعة الى أجزاء تساوي أطوال كل قسم بما يعادل خمسة أضعاف العرض. وذلك بعمل صفوف متراصة من أشجار الغابات (كازورينا، سرو، جنار، يوكاليبتوس الخ).

في الأراضي المستوية

من الممكن أن يلجأ المصمم الى بعض الحيل، لإبراز جمالية بناء المسكن أو دار الاستراحة، برفعه على أعمدة، يحتفظ بأسفلها بمسكن للعامل أو للآلات، مع الانتباه لجعل اتجاه بوابة ذلك معاكسة لاتجاه البيت، وهذه الحيلة، تبقي البيت بعيداً عن الطريق العام، وبنفس الوقت تجعله بارزا وظاهرا من خلال نمو الأشجار التي تزرع أمامه والتي قد تحول دون رؤيته عن بعد.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس