عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-02-2009, 02:03 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي قراءة في تقرير التنمية البشرية لعام 2008


قراءة في تقرير التنمية البشرية لعام 2008
| تاريخ النشر:يوم الأحد ,1 فبراير 2009 12:54 أ.م.


يتميز مؤشر التنمية البشرية عن العديد من المؤشرات الاقتصادية باعتماده على ثلاثة متغيرات عند تقييمه للدول. وهذه المتغيرات عبارة عن أولا العمر المتوقع عند الولادة، وثانيا نسبة المتعلمين، وثالثا نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. يوفر تقرير التنمية البشرية للعام 2008 والذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام إحصاءات بخصوص 177 بلدا في العالم أي نفس عدد البلدان المشمولة في التقرير السابق.

أفضل النتائج

في التفاصيل، حافظت أيسلندا على زعامتها العالمية لمؤشر التنمية البشرية. لكن يخشى أن تتسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية على المكانة الاقتصادية لأيسلندا وترتيبها على المؤشر في السنوات القادمة. فقد بلغت الأزمة مرحلة دقيقة بإيحاء الحكومة باحتمال إعلان إفلاسها بسبب وجود صعوبة في دفع رواتب موظفي القطاع العام. كما دخلت بريطانيا على الخط بنعتها السلطات الأيسلندية بعدم الحرفية في التعامل مع الأزمة المالية العالمية. ويعود التشدد البريطاني إلى فشل أيسلندا بتأمين الودائع المصرفية حيث يعود جانب منها للمودعين البريطانيين. بدوره قام صندوق النقد الدولي بمنح أيسلندا قرضا بشروط ميسرة بقيمة ملياري دولار لمساعدتها على الخروج من الأزمة المالية.

وجاء ترتيب الدول الأخرى على قائمة أفضل 10 دول في العالم على النحو التالي: النرويج، كندا، أستراليا، أيرلندا، هولندا، السويد، اليابان، لوكسمبورغ و سويسرا. بدورها حلت بروناي في المرتبة 27 عالميا أي الأفضل بين الدول الإسلامية. كما نالت اليابان شرف المرتبة الأولى على قارة آسيا.

الكويت الأولى عربيا

نجحت دول مجلس التعاون الخليجي الست في تحسين ترتيبها في تقرير التنمية البشرية للعام 2008 مقارنة مع 2007 لكن بنسب متفاوتة. وقد حافظت الكويت على المرتبة الأولى بين الدول الخليجية (والعربية) بعد أن حلت في المرتبة رقم 29 على مستوى العالم مما يعني تحسين ترتيبها 4 مراتب. بدورها نالت الإمارات المرتبة رقم 31 دوليا مما يعني تقدمها 8 مراتب. كما حلت قطر في المرتبة 34 دوليا بتقدمها مرتبة واحدة. وعلى هذا الأساس تأخرت قطر لصالح الإمارات فيما يخص الترتيب على المستويين الخليجي والعربي.
بدورها تقدمت البحرين 9 مراتب في تقرير العام 2008 وعليه حلت في المرتبة 32 دوليا (تعتبر البحرين الأكثر تقدما بين دول مجلس التعاون في التقرير الأخير). كما تقدمت عمان 5 مراتب إلى المرتبة 53 عالميا. أيضا واصلت السعودية مسلسل تقدمها حيث حلت في المرتبة 55 دوليا ما يعني تقدمها 6 مراتب. وكانت السعودية قد تقدمت 15 مرتبة في تقرير 2007.

تميز قطري
تشير الإحصاءات إلى وجود تفاوت واضح فيما يخص أداء دول مجلس التعاون على المعايير الثلاثة. فأفضل متوسط للعمر هو من نصيب الفرد في الإمارات حيث يبلغ (78.5 سنة). بدورها تتربع الكويت على معيار التعليم حيث تبلغ نسبة المتعلمين فيها (93.3 في المئة) ما يعني بأن الأمية منتشرة بين أقل من 7 في المئة من السكان.
وفيما يخص المتغير الثالث ألا وهو الدخل حسب مفهوم القوة الشرائية فيعتبر نصيب الفرد في قطر (نحو 73 ألف دولار في السنة) ثاني أعلى مستوى دخل دوليا بعد لوكسمبورغ. يعد هذا التميز القطري شهادة دولية على نجاح السلطات القطرية في توظيف مقدرات البلاد بطريقة صحيحة تنعكس بشكل واضح وجلي على مستوى الدخل. وكانت قطر قد قامت في العقد الماضي بدعوة الشركات الدولية العاملة في مجال الطاقة للمساهمة في تطوير صناعة الغاز. وقررت السلطات القطرية الذهاب للأسواق الدولية للحصول على التمويل اللازم لتطوير قطاع الغاز برمته. وخير دليل على نجاح هذه السياسة الاقتصادية هو تربع قطر على قائمة أكبر المصدرين للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم. وربما تتمكن قطر من تعزيز ترتيبها في السنوات القادمة بعد أن تحصي نتائج الاستثمار على قطاع التعليم.

الإنسان محور التنمية

لا تعاني العديد من الدول الأوربية فضلا عن استراليا واليابان وكوريا الجنوبية من مشكلة الأمية كلية. من جهة أخرى، يعيش الفرد في اليابان أكثر من غيره في العالم حيث يزيد في المتوسط على 82 سنة. أما بخصوص دخل الفرد، فيحصل الفرد في لوكسمبورغ على متوسط دخل سنوي يفوق 77 ألف دولار. وكما أسلفنا تأتي قطر في المرتبة الثانية عالميا بمتوسط دخل سنوي يقترب من 73 ألف دولار.
تؤكد العديد من الدراسات بأن العنصر البشري يمثل حجر الزاوية في العملية التنموية برمتها. فلا يمكن الحديث عن تنمية اقتصادية بمعزل عن التنمية البشرية. ثم ما جدوى حدوث نمو اقتصادي في بلد ما إذا لم يتمكن الإنسان من الاستفادة الفعلية من النماء الاقتصادي. من الضرورة بمكان أن تنعكس نتائج البرامج الاقتصادية على مستوى التنمية البشرية. المؤكد بأن التنمية لا تقاس بعدد ناطحات السحاب في بلد ما، إذ ربما اقتصرت الفائدة على نفر قليل. فليس من المناسب أن تكون هناك دولة غنية مقابل شعب فقير.
في المحصلة، لم تتمكن غالبية الدول الخليجية والعربية من إحراز مراتب متقدمة في تقرير التنمية البشرية لعام 2008. نالت الكويت المرتبة 29 دوليا ما يعني نجاح 28 بلدا في العالم في تحقيق مراتب أعلى من أفضل دولة خليجية وعربية في مجال التنمية البشرية. المطلوب من دول مجلس التعاون تعزيز حجم الأموال المخصصة لقطاعي التعليم والصحة. بل من شأن متغيري التعليم والصحة تحسين مستويات الدخل وبالتالي استمرار دول مجلس التعاون بالتقدم على مؤشر التنمية البشرية. الأمل كبير بحصول بعض دول مجلس التعاون مراتب متقدمة على مؤشر التنمية البشرية في السنوات القليلة القادمة إذا استمرت بالاستثمار على المواطنين والمقيمين.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس