عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-11-2011, 04:31 PM   #1
محمد محمد البقاش
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2010
المشاركات: 203
إفتراضي أمريكا ستشعل حربا محدودة بين مصر وإسرائيل

أمريكا ستشعل حربا محدودة بين مصر وإسرائيل



اندلعت الثورة المصرية مسبوقة ومتأثرة بالثورة التونسية، اندلعت في الخامس والعشرين من شهر يناير من هذه السنة، وقد أدت إلى نتائج لم تصف لأصحابها بعد، لم يهنأ الغرب بالعميل المشير الطنطاوي، وما مهَّد كما يجب للبرادعي أو عمرو موسى، ولا قبِل بالإسلاميين لاستلام الحكم إذ لا يزال مترددا ليس خوفا منهم، بل خوفا ممن هم أكثر حرصا على التحرر الحقيقي ثقافيا وحضاريا وهم موجودون في كل البلاد العربية والإسلامية وفي كل الدنيا..
وقد نشرتُ منذ حين قريب مقالا بعنوان: الجيش المصري يعادي شعبه ويخذله في ثورته الأخيرة، ومن بعض ما جاء فيه: ((فقد افتخر (أي حسني مبارك) بأن طياريه قد قاتلوا إلى جانب الحلفاء في حرب التحالف ضد العراقيين وأمطروا مواقع عراقية بقنابل وقصفوا الناس.. وحين سئل عن إغلاق قناة السويس وليس له يد في إغلاقها أو فتحها قال: (( لدي 80 مليون مصري حَأَكِّلْهُمْ منين)).
وقد برع بإخلاص في تجويع الفلسطينيين بإغلاقه معبر رفح وقتل الذين يهربون السلع من مصر إلى داخل غزة، قنبل الأنفاق ورماهم بالأسلحة الكيماوية والمياه وقد نجح في قتل العديد منهم، كما منع دخول الدواء إلى المرضى فقضى بمنعه المآت علما بأن إسرائيل تقتل بين الحين والآخر جنودا مصريين ولا ينتقم لهم هو وأنى له أن ينتقم من عدو شعبه وأمته وهو حبيبه..))،
وقد كان ذلك قبل الإطاحة بالدركي الأمريكي حسني مبارك، وكان المشير هو الذي يحمي حسني ويحمي النظام العلماني والمصالح الأمريكية والمصالح الغربية والإسرائيلية، وقد تهيأ الجيش المصري شأنه شأن سائر الجيوش العربية والإسلامية لحماية الأنظمة الرأسمالية والعلمانية والحكام العملاء، وليس لحماية الشعوب، ويسجل للجيش المصري حمايته لإسرائيل منذ كامب ديفيد والتجاوز عن قتلها أبناء مصر في سيناء، كما يسجل له قتل الفلسطينيين بالسكوت عن حسني مبارك وهو يردم الأنفاق على رؤوس الفلسطينيين ويحاصرهم في غزة ويقتلهم بمنع الدواء عنهم..
والشعب المصري رغم ما فيه من كوكتيل استطاع التأثير في الثورة بمنعها من الاستقرار على نهج يريده الغرب ولم يزل، والغرب لا يزال يتمسك بقيادة الجيش لمنع أي تحرر من الارتباط بالغرب، والتأثير على العلاقات الإسرائيلية المصرية بكامب ديفيد وغيرها من الاتفاقيات الدولية التي تحمي إسرائيل وتضع لحمايتها أناسا من نفس شعوب المنطقة..
ولا يقال أن الجيش المصري فيه شرفاء وهم متبنون لثقافة الانبطاح وليس لثقافة العز، وعقيدتهم السكوت على الظلم، والأمر ينسحب على كل جيش عربي وإسلامي، لا يقال ذلك، لأن الشرفاء يعلنون عن شرفهم بالتمرد ورفض الظلم وتأييد الشعوب كما يجري من منشقين في الجيش السوري واليمني مثلا، أما أن نظل نحلم بوجود أشراف في الجيش المصري وهم ساكتون لا يحركون ساكنا فذلك لا يكون وهم بسلوكهم متورطون في جرائم الطنطاوي والغرب، فناقة صالح عقرها رجل واحد ((فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)، القمر)). ولكن الله تعالى أشركهم في الجريمة فدمدم عليهم بذنبهم وشراكتهم بعدم فعل شيء يمنع به الظلم. ((فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)، الشمس)((فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78)، الأعراف))..
والسيناريو الذي بات وشيكا بعد أن أثر الإسلاميون في الثورة ودفعوا بها نحو التحرر الحقيقي برفض الارتباط بالأجنبي ورفض حضارته وثقافته أن تسودهم ولا يمانعون في الاستفادة مما لدى الشعوب والأمم الأخرى من ثقافات وحضارات، وقصدوا اللجوء إلى ثقافتنا الموجودة في تراثنا الحضاري، هذا السيناريو يسير جنبا إلى جنب مع سيناريو نجاح الحضارة الإسلامية في العودة إلى السيادة في مصر وهذا مرفوض غربيا وعربيا، مقبول فقط من طرف الذين ليست لديهم مصالح والذين هم لتحقيق سيادة مبدئهم يعملون، أما علمانيونا واشتراكيونا وحداثيونا وغيرهم فهم أعدى أعداء الإسلام وهم الذين سيصيرون زيتا ووقودا للنار من أجل إشعال حرب بين مصر وبين إسرائيل تكون حربا مرسومة على الطاولة من شأنها إيقاف الثورة وحرفها عن توجهها نحو التحرر من الارتباط بالغرب وبالأجنبي، السيناريو خطير ولكنه في الغرور الأمريكي، ستعمد أمريكا لإشعال حرب بين مصر وإسرائيل من أجل إطفاء جذوة الثورة وإلهاء الشعب المصري في الحرب مع اختلاق ثقافة خاصة بالظرف تمنع أي طالب بالانتخابات أو تغيير وجه مصر الحالي حتى تنتهي الحرب وفي ذلك كسب للوقت وإعادة التفكير في المخططات التي بان فسادها لاستبدالها بمخططات أخرى، وقد تطول الحرب بضع سنوات، المهم أنها ستشعل لأجل منع مصر من التحرر الحقيقي، وستفعل نفس الشيء إذا رأت شعبا بعمقه الجغرافي والبشري قد تأهل لقيادة العالم العربي والإسلامي، والحروب الأهلية هي البداية..
إن مصر بشعبها قد كانت مؤهلة لقيادة العالم العربي والإسلامي ولكنها بعبد الناصر العميل الأمريكي الذي جاء به حفيد روزفلت وغيره ممن كانوا مرتبطين بعبد الناصر وممن نجَّحوا (ثورته)، وكذلك أنور السادات وحسني مبارك والآن بالمشير الطنطاوي، قد كانت مصر مؤهلة كما قلت لقيادة العالم العربي والإسلامي وقد كان لديها شرط من شروط ذلك، ولكنه ليس شرطا وحيدا إذ كان لديها شرط آخر وهو بعدها عن الفرعونية، فلما نُفخ في الفرعونية تأثر بها معظم الشعب المصري فبات وطنيا أكثر ممن خلقوا الوطنية، وبات يفتخر بشي دوني هو المصرية وهي قومية نتنة شأنها شأن القومية العربية والبربرية والكردية والطورانية وغيرها، وعليه لم يعد لديه الشرطان لقيادة العالم العربي والإسلامي وبات ذلك مغيبا في كل شعب للأسف..
إن منع التحرر لا يتأتى إلا بعمل فكري يعيد عن ثقافتنا وحضارتنا وذلك ما يشتغل عليه الغرب والعلمانيون والحداثيون والاشتراكيون وهم شركاء في انحطاط مصر وسائر بلداننا، والتحرر يتأتى بالعودة إلى ثقافتنا وحضارتنا وجعلهما أصلا في تبادل العلاقات والمصالح مع الحذر الشديد ممن يحسبون منا وهم علينا كعلماء السوء والكتاب والمفكرين والأدباء والمثقفين الأجراء الذي لا لون لهم ولا مبدأ..
إنه إن اشتعلت حرب بين مصر وإسرائيل فسيعاني الشعب المصري معانات شديد ليس أشد من رده إلى الخلف كما فُعل بالشعب العراقي الشقيق، فالحذر الحذر من سيناريو الحرب لأنها ستجعل منا وقودا لها..
وقد ظهر في ساحة التحرير منذ ثلاثة أيام ما يؤكد السيناريو المذكور، فلن يسمح الغرب لمصر أن تتحرر، وتحررها تحرر سائر البلدان العربية والإسلامية، كما أن تحرر أي بلد آخر يأخذ نفس المواصفات لأننا جزء من كل، جزؤنا شعوبنا، وكليتنا أمتنا، فلا يضيرنا أن يتحرر غير شعب مصر ليعمل على تحرير سائر الشعوب، ولن يضيرنا تحرر تركيا مثلا أو سوريا ليعملان على تحرر سائر الشعوب العربية الإسلامية..
............
محمد محمد البقاش
طنجة بتاريخ: 21 أكتوبر 2011م
محمد محمد البقاش غير متصل   الرد مع إقتباس