عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-04-2007, 03:42 PM   #79
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أساليب إيران في السيطرة على الأحواز لا تختلف عن أساليب الصهاينة

عندما تم احتلال فلسطين، وطرد العرب من أراضيهم واستبدلت أسماء القرى والمدن بأسماء صهيونية، كان يرمي الصهاينة من ذلك، محو هوية فلسطين العربية و تحويلها الى كيان مختلف.

كذلك كان الفرس في عملهم مع الأحواز، ففي حين كان الفرس يطلقون عليها منذ القرن الخامس عشر الميلادي اسم (عربستان) أي أرض العرب، فقد حولها الشاه (رضا بهلوي) عندما ضمها بالقوة عام 1925 من خلال تآمر الإنجليز معه، فأصبح اسمها (خوزستان) وهو اسم لا يعرفه لا أهل الإقليم ولا أهل المناطق المجاورة، كما تم تحويل أسماء المدن : ( الحويزة: دشت ميشان) (الخلفية: خلف آباد) (الخفاجية: سوسنكرد) (ملا جري: آغا جاري) (الصالحية: انديمشك) (المحمرة: خرمشهر) (تستر: شوشتر) ( الأحواز: الأهواز) (قنطرة القلعة: دزفول) (العميدية: أميدية) (البسيتين: بستان) (الفلاحية: شاه ديكان) (رفيش: لشكرآباد) (سبع أقطار: هاف تبه) (الحميدية: فرج آباد) (الخزعلية: خزعل آباد) ( ميناء خور عبد الله : بندر شاهبور، ثم بندر خميني) (عبادان: آبادان) (رامز: رامهرمز) ..

ولم تسلم أسماء الشوارع والأنهر من التفريس، فنهر (دجيل) وهو تصغير لدجلة وقد ذكره ابن بطوطة باسم النهر الأزرق، أسماه الفرس (كارون) ونهر (الدبيس ) الذي حفره الوالي (عبد الله بن عامر) في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضوان الله عليه، استبدله الفرس باسم (منياو) ونهر (شوارب) حوله الفرس الى (سولان) ونهر (مشرقان) الى نهر (أردشير) .. كما حول الفرس أسماء الشوارع فشارع (الخزعلي) في المحمرة أصبح اسمه (خيابان بهلوي).

الحصار الاقتصادي على عرب الأحواز

دفعت السلطات الفارسية موجات من الهجرة الفارسية الى الأحواز، فاستولوا على الأراضي، واستولوا على الوظائف، وتم تفكيك الإدارات المحلية التي كانت بيد العرب قبل الاحتلال، وأجبر الفرس شيوخ العشائر بتسليم أراضيهم للدولة دون تعويض، وتحول الفلاحون هناك الى خدم عند الإقطاع الإيراني .. كما تم حرمان من تمسك بأرضه من المياه من خلال تحويل مياه نهر (الكرخة) الى مجرى نهر (الدز) وهي خطوة سبق بها الفرس الصهاينة بسرقة مياه نهر الأردن..كما حوصر التجار العرب، وأوقف التعامل معهم من خلال منع التوريد وفرضت ضرائب طائلة على مستورداتهم، حتى غدا القطاع التجاري التبادلي داخل الإقليم بيد الفرس.. كما أصدرت إدارة الدولة الفارسية في 12/12/1964 قرارا حرمت فيه العرب من إشغال الوظائف الحكومية المهمة، ومنعتهم من الدخول الى كليتي الشرطة والحربية، وما جاءت فترة الستينات حتى لم يبق من العرب الذين يعملون في التجارة داخل الإقليم سوى1% من مجموع التجار الفرس..

الحصار القضائي

تدخلت السلطات الإيرانية في القضاء وطريقة التعامل مع الخلافات فيما بين السكان، فمنعت الترجمة بين المتخاصمين من والى العربية، حتى لا يفهم صاحب الحق أين ذهب حقه وكيف؟. كما حرم السكان من حق التنقل والإقامة وجوازات السفر للطلاب الراغبين في تكميل دراساتهم، وحرمت العرب من لبس زيهم المعروف، بل أجبرتهم على لبس الزي الفارسي بالذات ..

الحصار الثقافي والتعليمي

أنكرت الحكومات الفارسية المتتالية على الحكم في طهران، على شعب الأحواز حقه في التعليم في كل مراحله، ففي عام 1956 مثلا، كان عدد سكان مدينة الأحواز 266ألف نسمة لم يكمل منهم الدراسة الثانوية إلا (100) وكان 50 طالبا فقط في الجامعات .. وأن نسبة الأساتذة العرب في جامعة الأحواز هو 1% فقط ..

وقد وضعت السلطات الفارسية المناهج باللغة الفارسية، مما اضطر العرب الى إرسال أبنائهم للكتاتيب، خشية من تفريسهم .. وقد حاولت حكومة القطر العراقي أن تسد هذا النقص فأسست باتفاق مع الحكومة الإيرانية ثلاث مدارس عراقية في كل من الأحواز والمحمرة وعبادان، لكن إيران منعت كل طالب لا يحمل جنسية عراقية من دخول تلك المدارس! كما أن مظاهرات إيرانية قد اشتعلت عندما أسست الحكومة العراقية مدرسة متوسطة في المحمرة، فقامت ضجة إعلامية واصفة ذلك بالغزو الثقافي العربي للأحواز .. وقد كانت اللغة العربية قد ألغيت من الأحواز منذ 1925 عند احتلال الإقليم، وقد نهبت القوات الإيرانية ما كان في خزائن الإقليم من كتب وتراث عربي ..

الترويع والتخويف المستمر لسكان الأحواز

يستعمل رجال الأمن الإيراني كل وسائل التخويف والترويع للسكان، فيغيرون على البيوت، ويحلقون شعر النساء وحواجبهن، ومن تعترض منهن يلهبون ظهرها بالسياط بعد تعريتها ..

كما يقطعون المياه عن قرى لمدد طويلة، ومثالا على ذلك ما ذكره المؤرخ العربي (الأحوازي) السيد (علي الحلو) في الجزء الثالث من كتابه (الأحواز) من أنه في أواخر عام 1968 قطعت السلطات الإيرانية الماء عن قرية عربية حدودية مع البصرة، فخرج الأطفال والنساء والشيوخ يستعطفون الحاكم، غير أنه أخبرهم أنه لا يفهم لغتهم، فعندما يتعلموا الفارسية سيعيد إليهم الماء!

وإن كان جهاز المخابرات في عهد الشاه (السافاك) قد نكل بسكان الأحواز، فإنه في عهد (خميني) قد استبدل بجهاز (السافاما) وأمرهم بكتم أنفاس العرب ومراقبة تحركاتهم ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس