بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الاحبة :
احيانا يشعر المرء بحنين شديد الى الماضى
00و خاصة اذا كان فى حاضره يمر بازمات
او تقابله عقبات فيهرب الى ماضية
يلتمس فيه لحظات جميلة
عاشها مع اشخاص
او فى اماكن فيحن اليها حنين الطفل
اذا غاب عن امه و الغريب اذا غاب عن بلده00
و لاادرى لماذا دائما نحن الى الماضى
هذا الحنين الغريب00
كم سالت نفسى كثيرا
لماذا دائما احب بين كل فترة و اخرى
ارجع الى الماضى
و ابحث فى مذكراتى
و اعبث باوراقى القديمة؟!!
و لكنى لم اجد اجابة لسؤالى!
0 و منذ فترة بينما ابحث
فى اوراقى القديمة
و قعت عينى على احدى كراساتى القديمة
التى كنت ادون بها مذكراتى الشخصية
اثناء فترة دراستى الجامعية
و اذا بى ارى كلمات
وجدت لها صدى كبير فى نفسى
و احببت منكم ان تشاركونى
تلك الكلمات وتستنشقوا معى
بعضا من رائحة الماضى الجميل000
فتعالوا مع اخيكم نتصفح
معا تلك الصفحات000
القصاصة الاولى :
كنت دائما من المغرمين
بالمذاكرة بعد صلاة الفجر
و كان هذا الوقت من
الاوقات الجميلة عندى
لما فيه من سكون جميل
و منظر رائع خصوصا
اثناء ولادة نور النهار من سواد الليل0
0و اذا اضفنا الى ذلك
اننى اجلس فى شرفة منزلنا
الذى يطل على مجرى مائى
يتفرع من نهر نيلينا الحبيب فتكتمل
بذالك تلك اللوحة الفنية الرائعة
بين الخضرة و الماء و تغريد العصافير
00و فى هذا الجو الرائع كانت تاتينى هذة الخطرات 00000
و لنبدا باول هذة الخطرات0000000
1- لحظة الميلاد000ما اجملها و اروعها
بينما الدنيا ظلام حالك و ليل بهيم
و سواد قاتم يلف كل شئ00
بينما يتخبط السائر فى الطريق
و تتعثر قدماه
00بينما الكآبة و العمى
هما السمة السائدة لليل طويل
كأن نجومه شدت بيذبل00
اذا بالصبح يولد
و اذا بالظلام الحالك
صار نورا واضحا
و اذا بالسواد القاتم ضياءا ساطعا
و اذا السكون الشديد حركة وحياة
و اذا بالعصافير تصحو
مغادرة اوكارها بادئة فى تغريدها
ساعية فى طلب رزقها
و قد جعلت سبيل ذلك
ان تتوكل على ربها
0ثم يستيقظ كل نائم
فقد انقشع الظلام و ذهب الخمول
و دبت الحياة فى اوصال الكائنات
0انها لحظة الميلاد معجزة
و آية تتكرر كل يوم منذ
خلق الله السموات و الارض!
فاين ذهب ذالك الليل البهيم
و من اين جاء هذا الصبح المبين!!
عظمة ما بعدها عظمة0
0ان مرحلة الميلاد هذة
لهى اكبر دلالة
على ان الحياة ألم و شدة0
0ضيق و فرج0
00حزن وسعادة00
0موت و حياة
0 و انه مهما طالت الشدة
و مهما اشتد الظلام
فلا بد لكل ذلك من نهاية0
و لا بد له من تغير
كما ذهب هذا الليل
و كما جاء ذاك الصبح
0 و اذا بالهم فرجا و الظلم عدل
و الحزن سعادة
و اذا بصروف الدهر تتغير
و معالم الطريق تتضح
و حينيئذ يصرخ المرء من اعماق فؤاده قائلا :
الحمد لله000الحمد لله0000الحمد لله0
و الى اللقاء فى قصاصة اخرى ان شاء الله