حادثتان بينهما مئات السنين و لكن لهما شديد الأثر و العظة....
فأما قميص عثمان:
فقد اتخذه معاوية و حزبه للمطالبة بالخلافة استنادا إلى ان معاوية و فريقه من بيت عثمان رضى الله عنه و هم احق من يطلب بدمه.. و كانوا يستغلون قميص عثمان الذى قتل فيه
للوصول للخلافة ..
و القصة الثانية رسالة هولاكو...
عندما تم قتل شجرة الدر حاكمة مصر و من قبلها قتل القائد "اقطاى" و تبعه القائد "عزالدين أيبك"
و زحف التتار الى مصر و بعثوا برسالة الى من يحكمها و لما قدم رسولهم قال فى شماتة و سخرية هذة رسالة هولاكو فلمن أتحدث فى الشعب المصرى؟؟؟ و لأن هذة الأمة ابدا لم تموت و لن تموت فهى ولادة فقد انبرى له من بين الجموع القائد الفذ "سيف الدين قطز" فتكلم نيابة عن شعب مصر و كان من أفضل القادة فى تاريخ الاسلام حيث كان عند كلمته و حمل الامانة و قاتل التتار حتى قضى عليهم فى معركة "عين جالوت"...
كلما شاهدت احداث فلسطين اتصور هاتين الحادثتين...
فيا ترى لماذا كل من اراد لنفسه شيئا يجعل من فلسطين وسيلته للوصول لغايته..
فكانت فلسطين له قميص عثمان الذى يرفعه و فى نفسه شيئا آخر..
رأيت هذا حين تداخلت أمور الكرة فتكلم البعض عن الجدار الفولاذى و عن العلاقة بين مصر و اسرائيل.. و ادخلوا امور الكرة فى امور السياسة . و لكن سلامة قلوب اهل غزة كذبت كل ذلك و احتفلوا بنصر مصر الكروى .. طبعا انتظارا لنصر من نوع آخر ينتظرونه بفارغ الصبر و عموما من يبتغى الخير يلقاه
و غير ذلك كثير فما بين "نصر الله" – الذى أحترم جهاده ضد اليهود و لكن فى لبنان فقط- و "ايران" و "سوريا" و ... كثيرون يرفعون قميص فلسطين و هم فى الواقع يريدون مصلحتهم هم...
ايضا.. كلما طالب احد اليهود بالتعجيل بمباحثات السلام قالوا عذرهم " من نخاطب فى الشعب الفلسطينى"؟؟ !!! استنادا الى الشقاق الحاصل بين فتح و حماس
فهل سنجد يوما "قطز" ينبرى لهم من وسط الجموع قائلا ...أنا... فيحرر القدس من قبضتهم القذرة..