عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-11-2007, 07:33 PM   #45
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الاستقلال والحرب الأهلية:

رغم ارتباط تاريخ السودان الحديث بتاريخ مصر الحديثة، إلا أن الإنجليز الذين استعمروا مصر ذاقوا الويل على يد السودانيين، حيث قامت مجموعات بحمل السلاح وقتال الإنجليز في معارك كثيرة، وبالذات ثورة الدراويش والحركة المهدية التي قتلت الحاكم الإنجليزي (غوردون) في قصره عندما احتل الدراويش (الخرطوم) عام 1885، وقد اعترف الإنجليز بهزيمتهم أمام السودانيين عام 1898 وتركوا إدارة السودان للمصريين الذين يرزحوا تحت الاحتلال البريطاني!

في عام 1938 وبعد استقلال مصر، قام مؤتمر (الخريجين) وهو اتحاد للمتعلمين السودانيين بقيادة (إسماعيل الأزهري) وأخذ وجها سياسيا عندما اندمج بالحزب الوطني الاتحادي الذي أسسه (السيد علي الميرغني) الذي يطالب بالوحدة مع مصر، كما أيدته طائفة (الختمية) .. وفي سنة 1941 تأسس حزب الأشقاء، وفي سنة 1943 تأسس حزب (الأمة) وهو الوجه السياسي لطائفة الأنصار وقائده كان عبد الرحمن المهدي ويدعو الى استقلال السودان وإقامة دولة إسلامية .. وفي عام 1946 تأسس الحزب الشيوعي السوداني وتبعه بوقت قصير تنظيم الأخوان المسلمين ..

نتيجة التنامي السياسي اضطرت الحكومة البريطانية لإنشاء أول هيئة تمثيلية للشعب السوداني عام 1947 هي (الجمعية التشريعية) التي تأتي بالانتخاب، وقد قاطعها حزب الأشقاء تلك الانتخابات وألقي القبض على مؤسسه (إسماعيل الأزهري) عام 1949.. ونال حزب الأمة أكثر المقاعد..

في عام 1953 حصل شمال السودان على حكم ذاتي في حين بقي الجنوب تحت السيطرة البريطانية .. وأسفرت انتخابات عام 1953 على فوز الاتحاد الوطني بأكثرية ملحوظة فعين إسماعيل الأزهري رئيسا للحكومة الجديدة، لتبدأ سلسلة من التحديات مع حزب الأمة والحكومة الجديدة التي رفعت شعار الوحدة مع مصر في حين رفضها حزب الأمة..

وبينما كان الشمال آخذا طريقه نحو التحرر والاستقلال، كانت بريطانيا تمارس على الجنوب سياسة العزل والإبعاد عن جسم السودان .. ومع اقتراب نيل السودان لاستقلاله تصاعدت الاضطرابات بين التنظيمات الجنوبية والشمالية عام 1955 والذي يعتبر عام الحرب الأهلية السودانية ..

في عام 1956 نال السودان استقلاله، وجرت انتخابات وفاز بها حزب الاتحاد الوطني ليرأس اسماعيل الأزهري حكومته، في حين لم يفز منافسه حزب الأمة سوى بمقاعد قليلة، فبقي بالمعارضة بقيادة المحامي اللامع (محمد أحمد محجوب) .. وكل ذلك كان إبان أتون الحرب الأهلية ..

لم يستطع النظام الديمقراطي الصمود في ظل الحرب الأهلية وعدم رضا المعارضة، مما جعل الطائفة الختمية وحزب الأمة يدعمان الفريق ابراهيم عبود للقيام بانقلاب أبيض على الحكومة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة يرأسه الفريق عبود نفسه ويعاونه ستة عسكريين وخمسة مدنيين .. ففرض الأحكام العرفية وحالة الطوارئ وألغى الأحزاب .. في حين لم يستطع المجلس أن يفرض هذه الحالة في الجنوب حيث استطاعت أحزاب الجنوب بتقوية تنظيماتها وإنشاء أجنحة مسلحة لها ..

لم تنجح إدارة عبود في ضبط الفسيفساء السودانية، فقامت إنتفاضة أسقطت حكم عبود وأعادت الحياة الديمقراطية عام 1964 وتألفت حكومة بقيادة (سر الختم خليفة) تضم حزب الأمة والاتحاد الوطني والشيوعي وبعض الساسة الجنوبيين .. في عام 1965 طرد الحزب الشيوعي من الإئتلاف الحزبي لوقوفه الى جانب مطالب الجنوب الانفصالية .. وبعد سنة حاول الشيوعيون القيام بانقلاب عسكري ففشلوا ..

وفي عام 1968 جرت انتخابات فاز بها الاتحاد الديمقراطي، إلا أن الانتخابات هذه لم تفرض الأمن والهدوء في البلاد، فقامت عام 1969 مجموعة الضباط الأحرار بالاستيلاء على السلطة وتنصيب محمد جعفر النميري رئيسا للبلاد.. والبقية معروفة ..

انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس