ذات صباح
أفقت من سبات ليلي السرمدي لاجدني غير انا ... ولأجد وادي موسى غير وادينا الذي عرفته
الأزقة ليست ذاتها
الشرفات المطلة على الشوارع الترابية الضيقة لم تعد ذاتها
حتى همهمات النسوة في "حوش" الدار تغير إيقاعها
كانت كما سيمفونية نبطية
تفوح منها روائح الأيام العتيقة
وكان الحوش مزخرفا بالشيح والقيصوم
مذراة هنا ودقران هناك.... وكربالة تتعانق مع الغربال
العجائز خزائن الحكمة
اليد التي تداعب أصابعها المسبحة
تمر على الام السنين، وكل خرزة تحصيها تكسبها رعشة ولون وتبرز عرقا يعلن الكهولة
كانت هذه اليد تنشئ جيلا بأكمله
كانت تتزنر بسنابل القمح المفتول حبا الأرض
وتتكلل بالورد البري
صار الأمس يترنح صريعا
من تسارع اليوم وتراكم التفاصيل والتغييرات
معاول النسيان
اقتاتت على الذكريات الحلوة
ورائحة الشيح في "المحطاب"
الذكرى مشكاة الروح
وحين تنطفيء
تغرق الروح في بحر التيه
يا سمار الحزن
اين ذهب سُماري!!
جدتي
يا امسي الذي ارفض خلعه
يا الذي يعيشني واعيش عليه يومي
جدتي انا مختلفة عن كل الجدات
لجدتي نكهة خاصة
بعض من القرنفل والمسك
ممزوج مع "سعد الميه"
مغلف بحب فيّاض وقلب معطاء
احن الى رائحتك العتيقة يا جدتي
احن الى الجلسات الحنونة
المتخمة نصائح وقصص قديمة
احن إلى ضفائري التي كنت تجدلينها بمداعبة حنونة لكل خصلة
والأغاني العتيقة التي كنت ترددينها
كل خصلة تتعطر بأنفاسك الدافئة
رحمك الله يا جدتي
وجعل الجنة لك مسكنا ومأوى