عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-01-2008, 04:35 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]هذا، وتعتز الشاعرة بأنفتها التي تشكل هويتها ووجودها الشخصي الواقعي والتاريخي، وقد ولدت هذه الأنفة مع الشاعرة منذ أن كانت صغيرة، وبها استطاعت أن تعبر البحار وتشق الجبال، وتفرض وجودها بصمود وتحد وإصرار، وتواجه الصعاب الجسيمة والمواقف الصعبة:

ءارعيز ءينو يمغان ذ گور ءينو يباحار
ناش زيثمزي ربدا كيذي ءيمغار
شوقاغ ءازايس ءيذورار شوقاغ زايس ربحار
ءاسويغ خاس ثارزوگي ثارزوگي ءامي عمار
عماس وايبدار عماس واريغيار

[7]
لاتستطيع الشاعرة من خلال هذا المقطع الشعري النضالي أن تعيش بدون الأنفة والكرامة التي تعودت عليها منذ نعومة أظفارها، كما أن عزة النفس هي التي دفعت الشاعرة لتشهر في وجه الآخرين سلاح الصمود والتحدي.

ت‌- تيمــــة الهجرة:

تستعمل عائشة بوسنينة أسلوبا قصصيا حكائيا لسرد قصة الهجرة والاغتراب راوية حكاية الأجداد التي تصور معاناة الإنسان الأمازيغي المهاجر الذي ترك أرضه البكر العذراء من أجل أن يرتمي في أحضان أرض الاغتراب والشقاء والمأساة. لذا، فرط هذا الإنسان في هويته وكينونته الوجودية، وكل هذا من أجل البحث عن لقمة الخبز في أمكنة نائية من العالم بعيدا عن أحبته وأهله ووطنه، عازفا أغاني الشوق والحنين والمناجاة الذاتية لاسترجاع ذكريات المكان وعشق الحب واستدعاء أيام الطفولة والمراهقة والشباب في أرض الانتماء والهوية، متلذذا في حاضره المشتت بلغته الحميمة وكتابته تيفيناغ التي مجدها الأجداد وجعلوها لغة البيان والمقاومة وكتابة الذات والتأريخ واسترسال الذكريات والأمجاد والملاحم. ومن ثم، تحكي الشاعرة عن مسعود الإنسان الأمازيغي الذي هجر أرضه ليبحث عن حياة جديدة ليسعد ذاته وغيره:

ءيعاوذايي جدي ثحاجيت ذي ثامزي
ءينايي مسعود ءيهاجار ءاكارهادي
ذيرحاقاث نتمازيغت وتجّين ءاتيزي
ءيحارق ءوراناس ءيباداس ءيماثنايي
ياگور ءيتاريت خاصاجاح ن ءيسري
واثقيم ثيمارث وارذيني ثجي
يترو يامطا ءيغمياد ءاريري
ربحار ءاشمرار ياذوار تيزرغي
مسكين مسعود ءيهاجار ثيمورا
ماشحار ءيييسي ذرمحايان مشحار ذتامارا
يگاعاذ غارءيذ ءورار تيفيناغ ذين ءيتيورا
يورا خيضاناذ يورا خ نهارا
يورا خ ثمازيغت ماماش توغا ثاجا

[8]

لقد توفقت الشاعرة في استخدام الحكي والسرد لنسج معاناة الإنسان الأمازيغي المهاجر والتائه في أرض الغربة بعيدا عن الوطن، بعد أن تحمل الكثير من المتاعب في أرضه بسبب التهميش والإقصاء والاحتقار والنظرة الدونية من الآخر إلى الإنسان الأمازيغي. لكنه لم يستطع أن ينس كينونته وهويته ولغته وكتابته التي ينقشها في صخور الذكريات وتاريخ الأمجاد.

4- تيمــــة الغربــة:

قلما نجد ديوانا شعريا أمازيغيا مكتوبا بلغة الريف لم يتناول تيمة الغربة وأثرها السلبي على الشاعر المبدع المغترب وأسرته التي تنتظره على جمر اللظى وتترقب عودته سالما من هجرته التي غربته ذاتيا ومكانيا وأبعدته عن أهله وأحبته وأصدقائه.

هذا، وترتبط الهجرة بالغربة وهي تيمة عزف على أوتارها شعراء الريف داخل الوطن أوخارجه ولاسيما عند الشاعر ميمون الوليد ومحمد شاشا والحسن المساوي وأحمد الزياني والشاعر أمنوس شاعر الغربة والمرارة. وفي هذا الصدد تقول الشاعرة ثائرة على كل أنماط التغريب والتهجير داعية أبناء الريف إلى العودة إلى الأرض المنسية المهمشة من أجل بنائها واحتضانها من جديد:

ذوارد ءامينو ءيعيزان
قارموت ثفاراق
ثوذاث ذي ثمورا
ثاجيذ ياماش ثحاراق
ذوارد ءامي، زمان قايوعار
واشاتاجي ءاتهنيذ عماس واش ثعتاق

[9]

تتناص أبيات الشاعرة مع قصيدة الشاعر والمغني الأمازيغي الريفي المشهور ميمون الوليد الذي أبدع أغنية أمازيغية رائعة ذاع صيتها في منطقة الريف وهي بعنوان "ذوارد ءامينو/ عد يابني!" التي يطالب فيها الشاعر أبناء الريف المهاجرين بالعودة إلى أرضهم من أجل إحيائها من البوار والموت وبنائها من جديد.

ث‌- تيمــــة فلسطين:

تنتقل الشاعرة في ديوانها "عاذ ءاخافي ثارزوذ/ستبحث عني" من الهموم الذاتية والمحلية لتسترسل مع الهموم الوطنية، لتنتقل بعد ذلك إلى الهموم القومية للتغني بالقضية الفلسطينية، وما يعانيه الفلسطيني في أرضه المباركة من مأساة جراء التعذيب والعسف، وما يقترفه الصهاينة في حق الأبرياء وأطفال الأرض المحتلة من مجازر ومذابح وحشية تتنافى مع الشرائع السماوية والبشرية. لذا تسقط الشاعرة في قصيدتها "ءامطاء اخ فيليسطين/ دمعة على فلسطين" دموعا حارة على مصير فلسطين الضائع بين التسويف والتماطل، وتندب ما آلت إليه أرض الأنبياء، كما تذرف دموعها الحزينة على أطفال الحجارة الذين يحاربون العدو الصهيوني من أجل تحرير فلسطين بصفة عامة والقدس بصفة خاصة من قبضة المحتل الغاصب، بيد أن الشاعرة لا تقف مكتوفة الأيدي في نواحها وأحزانها، بل لها أمل كبير في غد النصر ووعد الأمل:

روغ ءيمطاون هواناييد زيثيطاوين
روغ ءاخ فلسطين ياربي ءاخاس ءيحين
روغ ءاخييثما ءيحانجان ءيمزيانان
گسين ءيزرا ءاثحاجان ءوذايان
روغ س ءور ءينو، ءاقظانايي ءيمطاوان

[10]
تصور الشاعرة في هذا المقطع الشعري معاناة الفلسطينيين وشجاعة أطفال الحجارة وهم يرشقون الصهاينة بحجارة الويل والثبور والهلاك من أجل استرداد حريتهم و أرضهم المقدسة التي يحاول الأعداء تلويثها بدنسهم وشرور أعمالهم. كما يحيل المقطع على عاطفة الشاعر القومية وحبها للأمة العربية وإيمانها الشديد بالوحدة العربية.

ج‌- تيمــــة الذات:

إذا كانت الشاعرة قد كرست كل أشعارها للحديث عن القضايا الأمازيغية والوطنية والقومية والإنسانية، فإنها لم تنس ذاتها ومعاناتها الداخلية لتعبر عنها في أشعارها الوجدانية الرومانسية التي تتقطر حزنا وكمدا لتنقل لنا تجربة فريدة في العشق تنتهي بالفشل والخيبة والسخط على الرجل الذي تصفه الشاعرة بالخيانة والغدر وعدم الوفاء بعهده والالتزام بميثاق العهد والتضحية من أجل أن يعيش الحب الصادق ويثمر السعادة الحقيقية وخاصة في قصيدتها الرومانسية الرائعة والصادقة: "ءاعاذ خافي ثارزوذ/ ستبحث عني"، إلا أن الشاعرة على يقين تام بأن الآخر سيبحث عنها، ولكن لن ينفعه هذا البحث بعد أن استبدلها بأخرى وغرس في كيانها خنجر الغدر والخيانة وأدمى القلب المرهف بمشاعره الزائفة:

ءارزو ماتارزوذ وتيفاذ بووامشان
مانيغاثغزاذ واتيفاذ بووامان
ءاترزوذ ذيرابحار ءاترزوذ ذگ غزران
ءاتگعذاذ غاوذرار ءاتجبذاذ سيسغوان
ءاتهويذ غاوانو ءاجد يارقا شار ذ ءوزرو
عاذ غاتفاگاذ ماشحار ثاگيذ ذغازو
ءاتروذ ذي ماطاوان ءاتسرقيذ ءورو
ناش ءيديويان سوذار ءينو
ءاذشثيغ سارهام ءوور ءينو
ءوفيغ ثارهيذ ءاتلهفاذ ءاخوالو
ءاتلهفاذ خثوذاث ثكا ثعذو
واقيمان بويوذان ماشناو ءيني نزمان
ءومي غاناششثا ويذي غانگ رامان
رامي ءيذوار ءارمعذان ءيوازان ذي رميزان
سمحان ذي نوقاث يصفان
عاذ ءاخفي ثرزوذ واتيفاذ بوومشان
ماني خاثارزوذ واتيفاذ بوومان

[11]
إنها رومانسية التحدي والصمود، بيد أنها تجربة ذاتية تنفطر حزنا وكمدا وخيبة بعد أن خان العشيق ميثاق العشق والحب. ومن ثم، تعلن الشاعرة رفضها لهذا الآخر الذي يتلذذ بالإخفاق والفشل، لكن هذا الفشل في الحقيقة هو فشل الشاعرة في استهواء حبيبها الذي لم يف بوعوده وكان معها عرقوبا متعدد الأوجه والأقنعة.

وعليه، فالقصيدة في جوهرها تعبير حقيقي عن تجربة رومانسية إنسانية صادقة.

ح‌- تيمة الطفولة:

من المعروف أن عائشة بوسنينة هي الشاعرة الأولى التي تناولت تيمة الطفولة في الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف، وخصصت لها قصائد ومحكيات سردية قصصية نظرا ؛ لما يحمل قلبها من دفء إنساني وعاطفة أنثوية جياشة تجاه الطفولة البريئة التي تجعل الشاعرة تحس بالسعادة والفرح، وتنتعش بالأمل المعسول والغد الأفضل:

ناش ذيرواست ءانظانّايي ءيحانجان
ءاسثيطاوين ءانسان ذايي ءيخازان
واسيويران وذايي يقان
ظاحشان كيذي ءاتيران
ءوراناسان ياصفان قايي كيسان ذي رامان
ءاگور ءينو ءاذاخار غاسان ذين ءامشان
راغيغ سجهاذ ءامّارّا ءاذايي ءاتاسران
ءاخساغ ءاثينيغ ءيمّارا ءيوذان
ءارعيز نسان يامغان ءاكاذ ياذبان

[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس