الموضوع: في حضرة قلم
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-04-2010, 05:12 PM   #7
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Thumbs up يا للدهشة !

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة خاتون مشاهدة مشاركة
دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة

ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب

قرأتُ:
قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة


ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية


أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك

فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني



خاتون: على عتبة الخواطر
لا أعلم لماذا أشعر بالرهبة الممزوجة بالنشوة عندما أقرأ لك أختي القديرة خاتون؟ !

هيبة استنطاق المعاني الصامتة... وهيبة تفجير الأحاسيس الكامنة ...وهيبة دغدغة المشاعر الدفينة ...
و نشوة الولادة الناجحة بعد آلام المخاض العسيرة ...ونشوة تجلي العروس لعروسها بعد سنوات الحجب و الغروس ...و نشوة البوح بمكنونات الأعماق بعد أن كادت أن تحرقنا الأشواق ...

هذا الصراع بين القلم المتمرد و صاحبته التي أهملته لوقت ما ...هو صراع بين الذات و ذات الذات ...لا مفر و لا ملجأ منه إلا إليه ...!

عندما تتوعد خاتون قلمها و تصفه بالرجيم لأنه لم يطاوعها - بدلال و عتاب - شعرتُ و كأنها تستعطفه كي يعود إلى سالف طاعته و أن يضع حدا لهذا العصيان ...! كأني بصاحبة القلم تقدم اعتذاراتها له بكيل الوعيد له ...و تترجاه الصفح عما سبق و مضى بتحديه و اعلان ثقتها بأنه سيعود طوعا أو كرها إلى بيت الطاعة ...!


و مهما كانت الأساليب المتبعة من شد و جذب ...و إعلان و ستر ...و وعد و وعيد ...و تحد و رضوخ ...بين القلم و اللوح ، فما يسعدنا نحن بدون مواربة هو عودة الرقص الجماعي بين الطرفين


و تا الله ، إني لفي حيرة من أمري : من القلم ؟ و من اللوح ؟ و من ...؟



فائق تقديري العزيزة خاتون و عذرا على هذياني .
__________________

صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس