عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-12-2019, 10:15 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

وقال رحمه الله : النظر يفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية فإن لم تقتله جرحته
وقال رحمه الله: النظرة بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كتب على بني آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لامحا له العينان زناهما النظر) رواه البخاري ومسلم
قال ابن القيم رحمه الله: العين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته
قلت : وهذا عام للرجال والنساء على حد سواء فقد أمر النساء في النور بما أمر به الذكور
قال الإمام الشافعي رحمه الله: وكما لا يجوز للرجل أن ينظر في المرأة فكذلك لا يجوز للمرأة أن تنظر في الرجل لهذه الآية
و قال ابن كثير رحمه الله: وقد ذهب كثير من العلماء إلي أنه لا يجوز للمرأة النظر إلي الرجال الأجانب بشهوة أو بغير شهوة أصلا
وقال ابن تيمية رحمه الله: وإن انتفت الشهوة يبقى النظر مظنة الفتنة والأصل أن كل ما كان سببا في الفتنة فإنه لا يجوز
وقال: ومن كرر النظر وأدامه وقال إني لا أنظر لشهوة فقد كذب لأنه لم يكن النظر إلا لما حصل في قلبه من اللذة و أما نظر الفجأة فهو عفو إذا صرف بصره
و قال النووي رحمه الله: والصحيح الذي عليه جمهور العلماء وأكثر الصحابة أنه يحرم على المرأة النظر إلى الأجنبي كما يحرم عليه النظر إليها لهذه الآية أي آية النور ولأن الفتنة مشتركة فكما يخاف الرجل الافتتان بالمرأة فإن المرأة تخاف الافتتان بالرجل
وقال العظيم أبادي: ولأن النساء أحد نوعي الآدميين فحرم عليهن النظر إلي النوع الآخر قياسا على الرجال وإنما منع النظر خوف الفتنة وهذا في المرأة أبلغ فإنها أشد شهوة وأقل عقلا فتسارع إليها الفتنة أكثر من الرجال وقال تعالى: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا} [الفرقان: 20]
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: جعل الله المرأة فتنة للرجل والرجل فتنة للمرأة وقال النووي (إنما منع النظر خوف الفتنة] قلت: وهذا التعليل دل عليه الدليل
عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -:أن النبي لوى عنق الفضل بن عباس لما نظر في الخثعمية فقال له العباس لويت عنق بن عمك فقال - صلى الله عليه وسلم - رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما) رواه البخاري ومسلم
ولأحمد فخفت الشيطان عليهما وفي بعض الروايات أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع يده على وجه الفضل وصرفه
قال النووي رحمه الله: وفيه دليل على صرف الفتنة عنه وعنها وفيه غض البصر عن الأجنبيات وغضهن عن الرجال الأجانب"
غض البصر بمعنى عدم تكرار النظر مطلوب ولكن عن من فغض النظر من جانب الرجل يكون عن المتزوجات غير المحرمات عليه كابنته وأمه وعمته وخالته وبنات اخوته وأخواته ويكون عن غير المتزوجات إذا كان تزوج أربعة وأما إذا كان متزوج من واحدة أو اثنين أو ثلاثة فيحق له البصر وهو النظر لغير المتزوجات غير المحرمات عليه إن كان يريد الزواج وأما إن كان لا يريد الزواج فمحرم عليه النظر لغير المتزوجات غير المحرمات عليه
وأما المرأة فنظرها يغض عن الرجال المتزوجين وغير المتزوجين سوى الرجال المحرم عليهم زواجهم كأبيها وأخيها وعمها وجدها
الكلام هنا عن النظر العادى وأما النظر الشهوانى فمحرم على الكل عدا الزوج والزوجة لأن الزنى يحدث بين الكل
وقال فى الباب الثانى:
"الباب الثاني: باب السمع :
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها) رواه البخاري
و عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال «كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه» رواه مسلم
فمن فتحت للسمع الباب تمكن من قلبها الحب والإعجاب
قال ابن القيم رحمه الله: فيا أيها العاشق سمعه قبل طرفه فإن الأذن تعشق قبل العين أحيانا وجيش المحبة يدخل المدينة من باب السمع كما يدخلها من باب البصر والمؤمنون يشتاقون إلى الجنة وما رأوها ولو رأوها كانوا أشد لها شوقا ومما أنشد
أحببتكم بالسمع قبل لقائكم وسمع الفتى يحبب تماما كطرفه
وخبرت عنكم كل خير ورفعة فلما التقينا كنتم فوق وصفه
والأذن بعض الحين تعشق قبل العين
قال المعري:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة و الأذن تعشق قبل العين أحيانا
ومن فتحت لسمعها المجال لتسمع أوصاف الرجال شغفها الحب وعصف بالقلب
أيعشق الإنسان من لا يرى فقلت والدمع بعيني غزير
إن كان طرفي لايرى شخصها فإنها قد صورت في الضمير
لاسيما أوصاف المعين كوصف الزوجة لزوجها والمرأة لابنها والصديقة لأخيها
وقد نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تصف المرأة المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها
فقال - صلى الله عليه وسلم - (لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها)
ألا فليتق الله النساء فلا يصفن بعولتهن ولا آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن لمن يجالسهن لأن من فتحت بالوصف الباب قتلت أختها بالحب والإعجاب {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} [النساء: 93]"
المعد هنا ركز على أمر واحد من الكلام وهو وصف المرأة أو وصف الرجل من قبل الأخرين وهذه الوصف ليس حراما كله فوصف المرأة لمن يريد زواجها ووصف الرجل لمن تريد زواجه حلال وهناك أنواع أخرى من الكلام المحرم الذى يثير الحب والإعجاب مثل الخضوع بالقول وهو إلانة القول وفيه قال تعالى "يا نساء النبى لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض"
والباب الثالث وهو الغناء المفروض أنه جزء من السمع ولكنه خصه بباب وحده فقال :
"الباب الثالث: الغناء :
وقد قيل: الغناء يسعر القلوب ويستفز العقول ويستخف الحليم ويبعث على اللهو ويحض على الطرب
وقد قيل:
أذلني الهوى فأنا الذليل وليس إلى الذي أهوى سبيل
وقال الكندي: من سمع الغناء طرب ومن طرب سمح ومن سمح افتقر ومن افتقر اغتم ومن اغتم مرض ومن مرض مات
وقيل لرجل من سمع الغناء على حقيقته مات فقال اللهم لا تسمعنا إياه فنموت
والغناء داعية للفحشاء
قال الحطيئة الغناء داعية الزنا
وما ذهب بعقول النساء شيء مثل الغناء
قال الخليفة سليمان بن عبد الملك إن الفرس يصهل فتستدق له الحجر , وإن الفحل يخطر فتصبع له الناقة وإن التيس ينب فتستحرم له العنز , وإن الرجل يغني فتشبق له المرأة
وقال الشاعر:
وغادة سمعت صوتي فأرقها من آخر الليل لما ملها السهر
لم يحجب الصوت أحراس ولاغلق فدمعها بأعالي الخد ينحدر
لو خليت لمشت نحوي على قدم تكاد من رقة للمشي تنفطر"
الغناء منه حلال وحرام فمن تغنى لزوجها أو يغنى زوجته غناه مباح حتى ولو غناءهما غناء من النوع الذى نسميه فاحش لأنه جزء من ضمن الجماع المباح طالما لا يسمعه أحد سواهما والحرام الغناء الداعى للحب القلبى أو الفاحش بين غير الأزواج والزوجات .
والملاحظ فى كلام المعد هو أنه ركز كلامه على النساء باعتبارهن أقل عقلا كما يظن ومن ثم أكثر انقيادا للحب والإعجاب والمفترض أن الأمرين يحدثان من الطرفين ومن ثم تلاحظ جمل مثل :
ومن فتحت لنظرها الباب أوردها الحب والإعجاب
ومن فتحت لنظرها الباب رأت الهلاك والعذاب
ومن فتحت للنظر الباب ذهب بعقلها الحب والإعجاب
وما رمت المرأة نفسها بمثل طرفها
ومن فتحت للنظر الباب دخل الحب والعذاب
ومن أطلقت النظرات دامت لها الحسرات
ومن فتحت باب الحب فإنما ترمي القلب
وما جنت المرأة على جسدها بمثل إطلاق بصرها فتعيش تهوى أشخاصا ولا ترى أبدانا
فمن فتحت للسمع الباب تمكن من قلبها الحب والإعجاب
ومن سمعت الغناء نزل بها البلاء وفتح لها الباب على الحب والإعجاب
ولا نجد شىء من ذلك قاله للرجال مع أن المسئولية واحدة كما قال هو :
"قلت : وهذا عام للرجال والنساء على حد سواء فقد أمر النساء في النور بما أمر به الذكور"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس