عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-08-2009, 03:49 PM   #374
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

ليلٌ حافلٌ بالنجومِ والسكون ..
وإمرأة تعيش تفاصيله بمشاعر شتويه
واوراق الخريف تتبعثر بأرجاءِ فكرها
والاقلامُ تتراقصُ على جمرةِ صيفهـا

كان الاستخدام المجازي للكلمات مشاعر شتوية للتعبير عن شدة الألم وأوراق الخريف مع الفكرة والأقلام لجمرة الصيف عنصرًا جيدًا إذ انه أشعر أن الحالة التي سنكون بصددها هي حالة تمتد على مدى العمر وليست على مدى فصل معين أو موسم معين من السنة .

كانت غارقةٌ بمحيط ذكرياتها بين رائحة البيوت الطينية
حتى كادت ان تلمس خطوات رحيل الزمن على تراب أرضها
جيد للغاية هذا التعبير محيط الذكريات وذلك لأن المحيط أعمق من البحر ومالح مثله وهذا أعطى الذكريات دلالة أعمق ، وتعبير تلمس خطوات رحيل الزمن يميزه تجسيد هذا الزمن وتشبيهه بالإنسان مما يفيد توحدًا بالماضي والتركيبان كانا يتسمان بسبك جيد لأن كثافة الصور أعطت الحالة وضعًا أكثر حيوية وتأثيرًا .


اجراس ذكريات صوت الديك تدق مسامعها
ربما كان استخدام الأجراس مسببًا في فوضى صوتية وغير متخيل أن يكون الجرس
يدق لصوت شيء آخر .
وصوت اذان الفجر ايضاً .. يهزُ سماء اوطانهــا
وتذكرت انها بمثل هذا الوقت تكون
تحتضن بكفوفها وتقرأ حروف وكلمات رسائلــه
التي اصبحت مع الزمن بقايا لحبهــا الأول
الذي يشتعل بالجوف من حين الى آخر ..(( ومالحبُ إلا للحبيب "1" ))
فرأته هو بذات ملامحه صوراً تتسابق إلى ذكرياتها
هنا يحسب للنص الدخول إلى حالة الحلم أو حلم اليقظة دون الإشارة الصريحة إلى ذلك .

فأستنشقت أنفاسه ..
تعبير رائع يعبر عن التوحد بالآخر ، لدرجة أن تكون أنفاسه هي الهواء الذي تستنشقه ، وهذا تعبير ينم عن ملاحظة دقيقة لأبسط جوانب الحياة الاعتيادية والتي مع التكرار لا ينتبه الفرد إليها .


وأحست بحرارة كفوفه تحتضن كفوفها
وضمها الى صدره فسمعت دقات قلبه تناديها وتنطق بحروف أسمها
كل أحساسها هذا .. كان عبر أثير الذكريات ..
حينها شعرت بشيء من اللهفه تمزق عواطفها ..


كان من الممكن الاستغناء عن هذين السطرين لأن السياق يدل عليهما .

شعرت بأنها ستكون تحت وطأة أشتياقهـا أنثى متمردة
فأسدلت على قبلها ستاراً علها تبتعد عن عذابها
علها تنتهي من حنين يخالج احساسها ..
فهمّت بالتناسي والرجوع بفكرها الى عالم واقعها
وفتحت نافذة ليلها وهبّت نسائم عليله
طمأنتهــا وقالت لها :..
تذكري الماضي.. فالذكرى مسموح بها بعالم المحبين
الرؤية متميزة في هذا البيت ، إذ أن الذكرى ورغم أنها شيء غير ملموس ولا مرئي إلا أن الجمال في استخدام هذا السطر أنه جعل منها شيئًا يظهر وكأنه صغير . هذا السطر يشعِر القارئ بشدة الحزن لما تصبح الذكرى -والتي هي ملك أي إنسان- محصورة

وان كانوا راحلين عن عيون بعضهم
وحلي ريق مرارة الشوق بحلوى ذكراك ..

جميل للغاية في هذا السطر أنه جسد الشوق وجعله كالإنسان وكان هناك تكامل في بيئة التشبيه أو مراعاة النظير مرارة الشوق وحلوى الذكرى.
واجعلي من ذكراك حدوداً لا تتجاوزها العواطف
وتذكري أن مشاعر ذكراك ماهي الا حنينًا ووفاء اليه بعدم نسيانه ..
وليس بالضرورة ان تكوني لا زلتي تعشقينه

كان من المهم للغاية أن يشعر القارئ بالانسيابية في الانتقال من العالم الحقيقي إلى العالم
الفانتازي لكن ذلك لم يتم بسهولة وكان فيه شعور بأن ثمة تكلفًا كان في الحدث .
كذلك سيرورة الأحداث ربما كان فيها ما يخالف التوقع المنطقي .
عمومًا إذا نظرنا إلى ما وراء العمل وهو الفكرة لوجدناها فكرة عبقرية عقلانية وهي أن الأنثى لها لحظات الضعف التي تنسى بها مساوئ الآخر والآخر هنا هو (الزوج).
لذلك أتى هذا العمل منبهًا المرأة إلى أهمية أن تعيش حبها لمن تحب وليس لمن اضطرت للعيش معه.
إلى ذلك فالعمل جعل الحدث مستبطنًا يمكن لكل واحد أن يقوم بتأويله وفق ثقافته.
إنه عمل يفلسف الفراق من وجهة نظر أخرى .
لكن السؤال هل المرأة (المرأة العربية تحديدًا) هي التي تفكر بهذا الأسلوب ؟
النص جيد وكان ينقصه الاتكاء على الصورة بشكل أكثر عمقًا ودقة .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس