الموضوع: تقلبات الدهر
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-07-2007, 12:33 PM   #1
الحقاق
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 277
إفتراضي تقلبات الدهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



العجب هو مرض عضال يصاب به ضعاف النفوس ، ينسى نفسه وينسى من يكون وتزداد تلك الحالة إذا كان مسؤول وتحت يده مجموعة من البشر يأتمرون بأمره طيلة فتره رئاسته لتلك الدائرة وتجده يظلم هذا ويأخذ حق هذا ولا يعلم ولا يحتاط لتقلابات الدهر ، وبعد ما يعفى من منصبه لا يجد احد بجواره ولا أحد يسمع له بعد ما مليء الدنيا بأوامره ونواهيه .



إلى هؤلاء المسؤلين والذين أتعبوا الناس وأرهقوهم وأخذوا أموالهم وضيقو عليهم ،، احذرهم من تقلابات الدهر وليحذر ايضا من نقمة من ظلمهم بعد زوال رئاسته او وزارته او إدارته وليتق الله عزوجل ويستغل منصبه بنصرة المظلومين والدفاع عن حقوقهم من غير ان يقفز على الانظمه والقوانين ويتق الله فيمن تحت يده .. ومن تقلبات الدهر وأحواله اقص عليك قصة ربما تعرفونها ولكن لا مانع من ذكرها للعبره والعضة ..



لما قدم سعد بن أبى وقاص القادسية ، أتته حُرَقة بنت النعمان بن المنذر في جوار كلّهن فى مثل زيّها يطلبن صلته . فلما وقفن بين يديه قال :- أيتّكن حُرَقة ؟ قلن :- هذه . قال لها :- أنت حُرَقة ؟ قالت :- نعم ، فما تكرارك في السؤال ؟ إن الدنيا دارّ زوال ، لا تدوم على حال ؛ إنا كنَّا ملوك هذا المصر ، يُجبى إلينا خراجه ، ويطيعنا أهله مدى الإمرة وزمان الدولة ، فلما أدبر الأمر وانقضى ، صاح بنا صائح الدهر فصدع عصانا ، وشتَّت مَلأَنا . وكذلك الدهر يا سعد ، إنه ليس يأتي قوماً بمسرة إلا ويُقبها حسرة .

ثم أنشأت تقول :-



بينا نسوس الناس والأمر أمرُنا *** إذا نحن فيهم سوقة نتنصف

فأف لدنيا لا يدوم نعيمها *** تقلّب تارات بنا ونصرَّف



فقال سعد :- قاتل الله عديّ بن زيد كأنه ينظر إليها حيث يقول :-



إنّ الدهر صولة فاحذرنها *** لا تبيتن قد أمنت الدهورا

قد يبيت الفتى معافى فيردى *** ولقد كان آمنا مسرورا



ودخل عمرو بن معد يكرب - وكان من قُصّاد النعمان - وهى بين يدي سعد ، فلما نظر إليها قال :- أنتِ حُرَقة ؟ قالت :- نعم . قال ك- فماد دهمك ؟ أين تتابع نعمك ، وسطوات نقمك ؟ فقالت :-

يا عمرو ، إن للدهر عثرات تعثر بالملوك وأبنائهم فتخفضهم بعد رفعةٍ ، وتفردهم بعد منعة ، وتذلهم بعد عز . إن هذا الامر كنا نتنظره ، فلما حل لم ننكره .


فلما انصرفت من لدُن سعد لقيها نساء القادسية فقلن لها :- مافعل بك الأمير ؟ قالت : أكرم وجهي ، وإنما يُكرم الكريم الكريم .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



وهكذا هي تقلبات الدهر فكن على حذر منها ..





وقفه :-



يابني لا تستخفن برجل تراه أبداً ، فإن كان أكبر منك فاحسب أنه أبوك ، وإن كان مثلك فاحسب أنه أخوك ، وإن كان اصغر منك فاحسب أنه بنك .

" وصية علي رضي الله عنه لابنه الحسن "



الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


الحقاق غير متصل   الرد مع إقتباس