عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-03-2009, 10:17 AM   #19
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

19-من أسفارِ الحزن





تجيئين من كل صَوْب

تقافزُ روحك عَبْر التلالِ البعيدة

تجوبين هذا المدى المتباعِدِ …

ما بين عقلى وقلبى

وتنتشرينَ على طولِ هذا الطريق …

الذى فى الفؤادِ …

وتلْتهبينَ بشوقِ المسافاتِ …

أغنيةً فى الزمانِ فريدهْ

تجيئين من كل صَوْب …

وما غير هذى الدموع التى تملأ القلب …

ما غيْر هذا الوجوم الذى يحتوينى

فألمح فى الأفق شُهْباً عديدَةْ

تجيئين … أيتها المستريحةُ من زمنٍ …

فى ديارٍ دَرَسْنَ …

وفى أمنْياتى الشريدَةْ

تجيئينَ …

يا شوق سِرْب الحمامِ … بقلبى

ويا شوق أيامىَ المستريحةِ …

للكلماتِ الجديدَةْ

تجيئينَ …

ألمح فى مقلتيكِ من الحزنِ …

ما يملأ الروحَ وَهْجاً …

وينثرنى فى فضاءِ اللغاتِ العنيدَةْ.

لعينيك هذا الحديث الطويلُ …

لوجهكِ … هذى الظلال العهيدةَ

لروحىَ … هذا السلامُ …

وتلك السكينَةُ … والهمسات السعيدَةْ

تجيئين سنبلةً فى الحقول التى …

أشعلت روحها للآلى …

هَدَّهُم سَيْرهمْ فىالفيافى المديدَةْ

ومن أنتِ ؟

هل أنتِ وَجْهُ القصيدَةْ ؟

ومن أنتِ … ؟

هل أنتِ هذا الأسى

يتوزعنى … فى المساءِ المداهِم …

بالذكريات البديدَةْ ؟

وهل أنتِ هذى الطلولُ …

التى أوحشت فى الضلوع … ؟

وهل أنتِ هذى الظباءُ = الحروفُ … ؟

وهلْ أنتِ هذى الأناشيد فى الروحِ … ؟

لا تستريحُ …

ولا ترتوى من دمائى الشهيدَة ؟

ومن أنتِ … ؟

هل أنت لحنٌ لأمتى المستكينَةِ … ؟

فى قلبِ كل المدائِنْ

أراكِ على اللافتاتِ … تلوحينَ …

طيراً وحيداً

أراك على واجهات المحلاتِ …

ضَوْءاً شهيداً

أراكِ على الليل شجواً

يحرَّك فى القلبِ كل الدفائِنْ

وينثرنى فى انعطافاتِ كل الشوارعِ …

حيث تلوحينَ طِفْلاً يتيماً …

فَتلطمه الريحُ … والأمهاتُ الخوائِنْ

أراك على كل شىءٍ

أراك بكل الأماكنْ

سريرةَ حُزْنٍ ،

ولفظةَ قلبٍ يعاندها البوحُ …

حتى تسافرِ فيها النوارسُ …

تمخر فيها عبابَ البحارِ السفائنْ

* * *

أراكِ على كل شىءٍ ،

كعصفورةِ الحزنِ تسكن قلبى الغريب

وترحل فى همساتِ المدى

أحسُّك يا نبضَةَّ فى دمائى

تجوبين هذا الفضاءَ …

أحسك أنشودَةً …

فى خيالات روحىَ … ممزوجَةَّ بالضياءِ ؟

فمن أنتِ … ؟

هلْ أنتِ دربي

وهل أنت سِلْمى … ؟

وهل أنتِ حَرْبى … ؟

وهل أنت شكل الحروفِ

تَجىءُ إلى دفتر العشبِ…

من كل صَوْبِ

وهلْ أنتِ صَوْتُ الحداءِ بركبى ؟

وهلْ أنتِ هذى السكينَةُ …

فى القَلْبِ …

أن انتصارَ الحقائق قادِمْ

وأن الجماهيرَ يوماً …

سترفُضُ هذا الضياع المداهِمْ
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس