عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-01-2021, 08:00 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي

وقال الجلال السيوطي: إن هذا تصريح بأن الصابر في الطاعون إذا مات بغير طاعون يأمن من فتنة القبر كالمرابط، فيكون الميت بالطاعون بذلك أولى، وإنما سكت عنه للعلم به، فإن كونه شهيدا يقتضي كذلك كما صرح الحديث بذلك في شهيد المعركة، وصرح القرطبي بأن الشهادة من حيث هي مقتضية لذلك
وأخرج أحمد والطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى للمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافرين
وهذا الحديث وغيره بعمومه يشمل مرتكب الكبيرة إذا مات بالطاعون، وهو مصر، فإنه يكون له شهادة ورحمة "

كل ما سبق من كلام عن استواء الميت بالطاعون مع المجاهد المقتول أو الحى هو كلام يناقض كما سبق القوله قوله تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
فلا يمكن مساواة المطعون بالطاعون بالمجاهد سواء قتيلا فى جهاده أو حيا على فراشه
وفى المسألة التالية قال :
" السابعة في سبب منع الطاعون من المدينة:
أخرج الشيخان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال
وجزم جماعة من العلماء، ومنهم النووي في الأذكار بأن مكة كالمدينة، لكن قال الجلال السيوطي: إنه دخلها الطاعون عام تسع وأربعين وسبعمائة، ويدل للمشاركة ما أخرجه أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون "

الخطأ فى الفقرة أن الملائكة موجودة فى أرض المدينة لمنع الطاعون والدجال وهو يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها مصداق لقوله تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "وهى موجودة فى السماء فقط مصداق لقوله "وكم من ملك فى السماء " كما أن الطاعون يدخل كل الأماكن والمدينة المعروفة حاليا دخلها عدة مرات كما هو معروف تاريخيا كما نقل ابن نجيم والقول يناقض قولهم الذى ذكره سابقا "لا تفنى أمتى إلا بالطعن والطاعون "رواه أحمد فهنا فناء الأمة بالطعن والطاعون وفى القول لا يدخل الطاعون المدينة .
وأما المسألة الآتية فقال فيها:
" الثامنة في أنه هل يشرع الدعاء برفعه:
قال الجلال السيوطي: إنه بدعة لا أصل له، لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم دعا به، وطلبه لأمته، وكذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولما وقع في زمن عمر رضي الله عنه لم ينقل عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم الدعاء برفعه، ولما وقع زمن معاذ ابن جبل رضي الله عنه، قيل له: ادع الله يرفع عنا هذا الرجز، فقال: إنه ليس برجز، ولكن دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يختص الله بها من يشاء منكم، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفر من هذه الرحمة
وما وقع في عبارة الرافعي والنووي من مشروعية القنوت للوباء فهو عام مخصوص؛ لأن الوباء أعم من الطاعون، كما قدمناه، وقد صرح في كتب الحنابلة بأنه لا قنوت للطاعون، لعدم ثبوته، وذكر بعض الصالحين أن من أعظم الأشياء الرافعة للطاعون وغيره من البلايا العظام، كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعن الشافعي: أحسن ما يداوى به الطاعون التسبيح "

بالقطع كل ما قيل هنا تخريف فإذا كان الطاعون مرض فلابد من البحث عن دواء له كما هو الأمر تداووا عباد الله فإن الله جعل لكل داء دواء وأما القعود للدعاء والكلام فلا يفيد بشىء كما أن الأهم هو أن يتوب الناس ويعودوا لدين الله فالأمراض الوبائية سببها عصيان الله فى أمور كثيرة
وفى المسألة التاسعة قال :
"التاسعة:
نقل الشيخ محيى الدين النووي في شرح مسلم أن الطاعون وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في سنة ست من الهجرة، وهو مخالف لما ذكره الجلال السيوطي، فإنه ذكر أن أول طاعون وقع في الإسلام، ما وقع في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الروايات التاريخية متناقضة ولا يمكن تصديق هذا او ذاك لعدم وجود دليل صحيح
وفى المسألة الأخيرة قال :
"العاشرة: روى البخاري ، وغيره عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه "
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم من آمن بك وشهد أنى رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ويشهد أنى رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وكثر له من الدنيا رواه ابن حبان في صحيحه وغيره "

الخطأ الدعاء للمسلم بقلة نصيبه من الدنيا وهو ما يخالف القول :
" قل من حرم زينة الله التى أخرج الله بعباده والطيبات من الرزق"فالدعاء المذكور يحرم الرزق الكثير على المسلم
وقال:
"وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له قلنا نعم يا رسول الله قال إن الله عز وجل يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي
رواه أحمد"

الخطا هو أن أول قول الله للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي وهو كلام لم يذكر فى القرآنفيما يقول الله للمؤمنين
وقال:
"وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها فلما مات أبو سلمة قالت: أي المسلمين خير من أبي سلمة، أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلتها فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم وغيره "

الخطأ أن من دعا بالدعاء المذكور يخلف الله خيرا مما أخذ منه فليس هذا فى كل الأحوال وإنما حسب ما قضى الله فى علمه
وقال:
"وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله عز وجل للملائكه قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله عز وجل ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد رواه الترمذي وغيره "

الخطأ أن الله يسأل الملائكة وهو يخالف أن الله لا يسأل أحدا لأنه يعلم بكل شىء كما أن السؤال هو نقص فى ذات الإله يعنى جهله بما فى ملكه والخطأ الأخر هو بناء بيت الحمد لوالد الميت وهو يخالف أن كل بيوت الجنة هى بيوت حمد لأن المسلمين كلهم يقولون فى الجنة كما فى سورة فاطر "الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب".
وقال:
"وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة، ومن غسل ميتا، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن كفن ميتا كساه الله من حلل الجنة، ومن عزى حزينا ألبسه الله التقوى وصلى على روحه في الأرواح، ومن عزى مصابا كساه الله حلتين من حلل الجنة، لا تسع لهما الدنيا، ومن اتبع جنازة؛ حتى يقضى دفنها، كتب له ثلاثة قراريط، القيراط منها أعظم من جبل أحد، ومن كفل يتيما أو أرملة، أظله الله في ظله وأدخله جنته رواه الطبراني في الأوسط"
والخطأ هنا هو الأجر لللحافر أو غاسل الميت بيت فى الجنة والمعزى له خلتين ومتبه الجنازة ثلاث قراريط وهو ما يخالف كون العمل الصالح ثوابه عشر حسنات مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وأما التصدق بصاع فعمل مالى ثوابه 700 حسنة أو يزيد مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء
والمسألة العاشرة برمتها لا علاقة لها بموضوع الكتاب نهائيا
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس