عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-09-2010, 05:58 PM   #1
فداغة
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2010
المشاركات: 4
إفتراضي لابأس يا أبي.. لديك إبنٌ منحرف

-


عندما كنت في الرابعة من عمري
كنت أعد أصابع اليدين
وعندما أصل إلى الرقم ستة عشر
وهوآخر رقم أعرفه آنذاك
يضحك الجميع ... بمافيهم أبي
كان يمازحني بقوله (وين رايح)
كيف به اليوم لو إكتشف ... ؟
أين وصل بإبنه .. يأس الأصابع


هذا المساء ..
قمت بجمع الأقلام .. المتراميه فوق طاولتي
والمختبئه .. بشتى أنحاء .. الأدراج
لم أصدق .. نفسي !
حينما وجدت أن عددها
خمسة وأربعون قلماً !!
بمعدل .. تسعة أقلام
لكل إصبعٍ في يدي اليسرى
التي لا أجيد الكتابة إلا بها
هذا العدد كان كفيلاً
بحصار أصابع اليدين .. والقدمين
وحتى تلك الأصابع ..
التي تنمو في فكري .. ولا ترى بالعين المعذبه

حاولت ضمها براحة يدي
فاستعصى علي خصرها
نثرتها أمامي .. وصففتها
وحرصت أن تكون رؤوسها ممدودة للأعلى
تفحصت جمال ألوانهـا
وتذكرت .. كلٌ منها إلى أي نصٍ ينتمي
وتسائلت ؟؟
أيهم ياترى ركض بألمي أبعد من الآخر
أيهم كان أصدق في وقع حوافره
ذاك الذي يحمل زرقة السماء
أم الأخضر .. الحنون .. الذي يقف وجلاً
ويحاول الإختباء

حملته بيدي ..
وتذكرت كيف حملني ذات يوم بلا سرج وانطلق
تذكرت صهيله المجنون
الذي كاد ان يوقعني .. اكثر من مره
عندما كان يردده

لماذا الآن يفكر بالإختباء ؟

أنظر إلى أصدقائي
الذين خذلتهم .. آآه ما اكثرهم
طالما تركتهم خلفي .. وآثرت صمتي
وأوصدت باب الحقيقه
وكم صممت قلبي عن صرير حنينهم
وتجاهلت .. رحلة إستعطافهم التي بدأت
بنزع الأغطيه ..
وإنتهت .. بيأسٍ كهذا الذي أحسه
في أطرافها البارده

من منا ياترى .. لم يكن جديرا بالآخر
وهل حقا أني امارس معها لعبة الإعتقال المرفَّه

أقلامي .. ومداد ألآمي
هل حان موعدك مع الحريه
أم أن اقدارنا متشابهه .. في فلك الصمت
وبركان البوح الخامد في عروق اليأس


هل أجمعها الآن في كفن واحد
وأحملها إلى الشارع المجاور
الذي يرتاده خليط من الاعراق
فأوزعها بينهم .. حتى يُدفن الهم
ويذوب في لغات لا أفهمها


ترى لماذا لا يرفض الناس الأقلام
حينما تقدم إليهم كهبة أو هديه
وينعتون من يوزع الأوراق الفارغه
بالجنون .. ناهيك عن عدم قبولها أصلا


ربما لأن الفطرة البشريه
تكمن في الصمت
والأنحراف يبدأ من أول محاولة للبوح


لابأس يا أبي
هاقد أصبح لديك إبنٌ منحرف
وبخمسة واربعين .. بصمة
سجل الكثير من إعترافاته
وبخمسة واربعين درجه
أصبح زاوية حالمه في فضآت لاتنتهي
فداغة غير متصل   الرد مع إقتباس