عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-06-2019, 09:56 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي قراءة فى كتاب الجامع في الخاتم للبيهقي


قراءة فى كتاب الجامع في الخاتم للبيهقي
الكتاب هو جمع روايات عن الخاتم النبوى مع مناقشة لبعض الخلافات فى تلك الروايات وتقرير بعض الأحكام والآن لمناقشة ما جاء فى الكتاب:
1 - أخبرنا الشيخ الإمام أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن القشيري في كتابه إلينا ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، سنة اثنين وخمسين وأربعمائة ، وأخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن حبيب العامري أيده الله تعالى قال : أخبرنا الإمام أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن علي بن محمد الفقيه الشيرازي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تختم بخاتم فضة ، فلبسه في يمينه ، فصه حبشي ، كان يجعل فصه مما يلي بطن كفه " رواه مسلم بن الحجاج رحمه الله في الصحيح عن زهير بن حرب ، عن ابن أبي أويس ، وكذلك قاله ابن يحيى عن يونس بن يزيد ورواه ابن وهب عن يونس بن يزيد دون ذكر اليمين . وذكر اليمين في الخاتم الذي اتخذه من فضة غير محفوظ في سائر الروايات ، وإنما هو في الخاتم الذي اتخذه من ورق ، أنه طرحه ، وذلك بخلاف سائر الروايات"
هنا ألبسوا النبى (ص)خاتما فضة وفى الحديث التالى رمى الخاتم بعد أن لبسه ورمى المسلمون :
2 - أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا عبيد بن شريك ، وابن ملحان قالا : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، حدثنا يونس ، عن ابن شهاب قال : حدثني أنس بن مالك : « أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده خاتم من ورق يوما واحدا ، ثم اصطنعوا الناس الخواتيم من ورق ولبسوها ، فطرح رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه ، فطرح الناس خواتيمهم " رواه البخاري عن يحيى بن بكير قال البخاري : تابعه إبراهيم بن سعد ، وشعيب بن أبي حمزة ، وزياد بن سعد ، عن الزهري . وأخرجه مسلم من حديث إبراهيم ، وزياد ، عن الزهري"
وقد ناقش البيهقى هذه الرواية فبين أنها رواية كاذبة فالرواية التى رميت فيها الخواتم كانت الخواتم من الذهب فقال :
" ويشبه أن يكون ذكر الورق في هذا الحديث وهما سبق إليه لسان الزهري ، فحملوه عنه على الوهم . فسائر الروايات عن أنس بن مالك ، ثم الروايات الصحيحة عن ابن عمر ، تدل على أن الذي طرحه هو الخاتم الذي اتخذه من ذهب ، وأن الذي اتخذه من ورق كان في يده حتى مات ، وأن الذي جعله في يمينه هو الذي اتخذه من ذهب ، دون الذي اتخذه من ورق ، وأن الذي اتخذه من ورق جعله في يساره"
والغريب أن الرواية رغم تكذيب البيهقى لها موجودة عند البخارى ومسلم كما ذكر وقد ذكر الرواية المناقضة لها التى رواها مسلم فقال:
7 - فأخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد قال : حدثنا أبو سهل بن زياد ، حدثنا الحسن بن العباس ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا عقبة بن خالد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه أتي بخاتم من ذهب ، فجعله في يده اليمنى ، وجعل فصه مما يلي كفه ، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب ، فلما رأى ذلك نزعه ، وقال : « لا ألبسه أبدا " فاتخذه من ورق رواه مسلم في الصحيح ، عن سهل بن عثمان وكذلك قاله : جويرية بن أسماء ، وأسامة بن زيد ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، عن نافع ، عن ابن عمر : في يمينه ، ثم رمى به وزاد بعضهم : ونهاهم عن تختم الذهب ووافق عبد الله بن دينار نافعا ، عن ابن عمر ، في أن الذي نبذه ، ونبذه الناس ، هو الخاتم الذي اتخذه من ذهب"
وذكر البيهقى أن النبى(ص) اتخذ خاتما لضرورة العمل فى الدولة وهو مخاطبة الدول الأخرى حيث نقش فى الخاتم محمد رسول الله فذكر الروايات التالية:
3 - فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ، حدثنا أبو المثنى ، ويوسف بن يعقوب القاضي قال : حدثنا محمد بن المنهال ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلى بعض الأعاجم " قال : « فقيل : إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم " قال : « فاتخذ خاتما من فضة ، نقشه : محمد رسول الله "
4 - وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، حدثنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا وهب بن بقية ، عن خالد ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس معنى حديث يزيد بن زريع زاد : « فكان في يده حتى قبض صلى الله عليه وسلم ، وفي يد أبي بكر رضي الله عنه حتى قبض ، وفي يد عمر رضي الله عنه حتى قبض ، وفي يد عثمان رضي الله عنه فبينما هو عند بئر أريس ، إذ سقط في البئر ، فأمر بها فنزحت ، فلم يقدر عليه " أخرجه البخاري في الصحيح ، مختصرا من حديث يزيد بن زريع وأخرج هذه الزيادة ، عن أحمد بن حنبل ، عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن أبيه ، عن ثمامة ، عن أنس بن مالك"
وحكاية نزح البئر من أجل خاتم تبدو حكاية منافية للعقل فالخاتم إذا سقط فى الماء سيطفو خاصة أن بئر أريس كانت بئرا كبيرة يشرب منه الكثير من الناس وقد كرر البيهقى الرواية فقال :
8 - فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا جعفر بن محمد ، حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا عبد الله بن نمير ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق ، وكان في يده ، ثم كان في يد أبي بكر من بعده ، ثم كان في يد عمر ، ثم كان في يد عثمان ، حتى وقع منه في بئر أريس " رواه مسلم بن الحجاج في الصحيح ، عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري ، عن محمد بن سلام ، عن ابن نمير ، دون قوله : « منه " ورواه أيضا : أيوب بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمر ، في أن الذي ألقاه هو خاتمه من ذهب ، وأن الذي اتخذه من ورق ، كان يلبسه"
ثم ذكر البيهقى روايات ارتداء الخاتم فى اليد اليسرى فذكر التالى:
5 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، حدثنا أبو سهل بن زياد القطان ، حدثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ، حدثنا أبو بكر بن خلاد ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : « كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه " وأشار إلى خنصره ، من يده اليسرى رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن خلاد . فهذه الروايات الصحيحة ، عن أنس بن مالك ، دلت على أن الخاتم الذي اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم من فضة لم يطرحه ، وأنه كان يجعله في خنصره ، من يده اليسرى"
6 - فأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، من أصل كتابه ، حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي ، حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي ، حدثنا سلم بن قتيبة ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس قال : « كأني أنظر إلى بياض خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في إصبعه اليسرى " هذا إسناد صحيح"
الرواية فيها تعبير معضل وهو فى إصبعه اليسرى فلا يوجد إصبع يسرى وإنما يد يسرى ولو اعتبرنا الإصبع الأخير من كل يد هو الأيسر لوجدنا الخنصر فى اليمنى والإبهام فى اليسرى عند جعل اليد مقابل الوجه وإذا قلبناه كان إبهام اليمنى وخنصر اليسرى ومن ثم فالرواية من ضمن جنون بعض الروايات
وذكر البيهقى التالى:
"التختم في اليسار ثم في كتاب السنن لأبي داود السجستاني ، رواية مرفوعة ، ورواية موقوفة ، تشهد للمرفوعة بالصحة ، تدل على أنه جعل ذلك في يساره أما المرفوعة :
9 - فأخبرنا أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا نصر بن علي ، حدثني أبي ، حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه وسلم : « كان يتختم في يساره ، وكان فصه في باطن كفه " وأما الموقوفة :
10 - فأخبرنا أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا هناد بن السري ، عن عبدة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : « أنه كان يلبس خاتمه في يده اليسرى " قلت : ومعلوم عن ابن عمر ، أنه كان لا يخالف النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه ، فلما روى عنه في خاتم الذهب ، أنه جعله في يمينه ، هو الخاتم الذي طرحه ، وأن الذي جعله في يساره ، هو الذي اتخذه من ورق ، واقتدى به فيما لم يطرحه ، وكان الآخر من أمريه صلى الله عليه وسلم"
وحاول البيهقى الجمع بين روايات التختم فى اليسرى واليمنى فذكر رواية تذكر أنها لبس الذهب فى اليمنى ثم رماه ثم لبس الفضة فى اليسرى ولم يرمه فقال "
"الجمع بين الروايات وقد روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه رضي الله عنهما بإسناد صحيح ما يشهد لما ذكرنا من الجمع بين هذه الروايات بالصحة ، وأن الذي جعله في يساره ، هو خاتمه من فضة ، ثم لم يرمه
11 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب وهو الأصم ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « تختم خاتما من ذهب في يده اليمنى ، على خنصره ، حتى رجع إلى البيت ، فرماه ، فما لبسه ، ثم تختم خاتما من ورق ، فجعله في يساره ، وأن أبا بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وحسنا ، وحسينا رضي الله عنهم كانوا يتختمون في يسارهم " هذه رواية صحيحة ، لا يشك أهل العلم بالحديث في صحتها أخرجها أبو عمرو بن مطر في فوائد أبي العباس الأصم رحمه الله"
الغريب فى روايات رمى الخواتم أنها منافية للشرع فلا الذهب ولا الفضة يرمى أيا منهم وإنما تعطى لمن يلبسهم أو يلبسهن لأن رميهم هو من باب الإسراف وإضاعة المال والذى حرمه الله ولم يجعله من صفات المؤمنين حيث قال :
"والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكانوا بين ذلك قواما"
وهو يتنافى مع القول المعروف نهى الله عن قيل وقال وإضاعة المال "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس