عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-12-2005, 04:27 PM   #31
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
إفتراضي

هذه الهرة أمي‏:‏ عن أبي الحسن علي بن نظيف المتكلم قال‏:‏ كان يحضر معنا ببغداد شيخ فحدثنا أنه دخل على بعض من كان يعرفه بالتشيع قال‏:‏ فوجدته وبين يديه سنور وهو يمسحها ويحك بين عينيها ورأسها وعيناها تدمعان كما جرت عادة السنانير وهو يبكي بكاء شديداً فقلت له‏:‏ لم تبكي فقال‏:‏ ويحك ما ترى هذه السنور تبكي كلما مسحتها هذه أمي لا شك وإنما تبكي حسرة من رؤيتها إلي قال‏:‏ فأخذ يخاطبها بخطاب من عنده ظاناً أنها تفهم عنه وجعلت السنور تصيح قليلاً قليلاً فقلت له‏:‏ فهي تفهم عنك ما تخاطبها به قال‏:‏ نعم فقلت له‏:‏ أتفهم لابس الثياب الغليظة صيفاً‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ مررت يوماً بقطان في الكرخ في دكانه وعليه لحية طويلة وقميص جديد غليظ وكان يوماً صائفاً شديد الحر فتعجبت منه فقال لي‏:‏ ما وقوفك أعزك الله قلت‏:‏ أتعجب من صبرك على هذا القميص الجديد في هذا الحر الشديد‏!‏ قال‏:‏ صدقت أعزك الله عندي غزل كثير وعزمي أن أسلم منه إلى الحائك قميصاً خلقاً أتخفف به طول هذه الصيفية فقلت‏:‏ الصواب ما رأيت‏.‏

شووا لي خاثرة‏:‏ وقال‏:‏ دخلت يوماً على بعض إخواني من التجار أعوده وكان طويل اللحية فقلت له‏:‏ ما أكلت فقال‏:‏ شووا لي خاسرة وأكلت يعني خاثرة‏.‏

خيل مصر عند الرشيد‏:‏ وقال‏:‏ أخبرت عن الأصمعي قال‏:‏ عرض الرشيد خيل مر فما مر به فرس إلا وعليه سمة نتاج الفخر الجنيدي فقال‏:‏ ويلكم من هذا الجنيدي الذي له كل هذا النتاج وأمر بإشخاصه فكتب إلى عامل مصر فأشخصه فلما دخل عليه نظر إليه من أول الدار فإذا عليه لحية قد أخذت لسرته طولاً ولآباطه عرضاً وإذا هو مستعجل في مشيه ينظر إلى أعطافه فلما رآه قال‏:‏ أحمق ورب الكعبة فلما دنا منه قال‏:‏ يا جنيدي من أين لك هذه الخيل قال‏:‏ من رزق الله وأفضاله فلما رآه هالكاً قال‏:‏ ما أحسن لحيتك يا جنيدي قال‏:‏ اقبلها يا أمير المؤمنين خلعة لك والخيل معك فبك فداهما الله فإن قدرك عندي أعظم القدور وكرامتك عندي عزيزة جداً فصاح به‏:‏ اغرب عليك لعنة الله ثم قال‏:‏ أخرجوه فقد أسمعني كل مكروه لعن الله هذا وخيله معه‏.‏

سيف أبي حية النميري‏:‏ قال ابن قتيبة‏:‏ حدث جار لأبي حية النميري قال‏:‏ كان لأبي حية سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق وكان يسميه لعاب المنية قال‏:‏ فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف على باب بيت في داره وقد سمع حساً وهو يقول‏:‏ أيها المغتر بنا والمجترىء علينا بئس والله ما اخترت لنفسك خير قليل وسيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به مشهورة ضربته لا تخاف نبوته أخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك إني والله إن أدع قيساً تملأ الفضاء خيلاً ورجلاً يا سبحان الله ما أكثرها وأطيبها ثم فتح الباب فإذا كلب قد خرج فقال‏:‏ الحمد لله سبب كثرة ماله‏:‏ قال الفضل بن مرزوق‏:‏ أتدرون لأي شيء كثر مالي قالوا لا قال‏:‏ لأني سميت نفسي بيني وبين الله محمد وإذا كان اسمي عند الله محمداً فما أبالي ما قال الناس‏.‏

ثوبه طبري ولو رآه الناس كلهم قوهياً‏:‏ عن المزرودي قال‏:‏ اشترى أحمد الجوهري كساء أبيض طبرياً بأربعمائة درهم وهو عند الناس فيما تراه عيونهم قوهي يساوي مائة درهم قال‏:‏ إذا علم الله أنه طبري فما علي من الناس‏.‏

لا أبيع كنيتي بمال الدنيا‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ كان أبو خزيمة يكنى أبا جاريتين فقلت له يوماً‏:‏ كيف اكتنيت بهذه الكنية وأنت فقير لا تملك جاريتين‏:‏ أفتبيعهما الساعة بدينار وتكنى أي كنية شئت قال‏:‏ لا والله ولا بالدنيا وما فيها‏.‏

كل يوم يقع مع رجال الدالية‏:‏ وقال عن ثمامة بن أشرس قال‏:‏ كان رجل يقوم كل يوم فيأتي دالية لقوم فلا يزال يمشي مع رجال الدالية على ذلك الجزع ذاهباً وجائياً في شدة البرد والحر حتى إذا أمسى نزل إلى النهر فتوضأ وصلى وقال‏:‏ اللهم اجعل لي من هذا فرجاً ومخرجاً ثم انصرف إلى البيت فكان كذلك حتى مات‏.‏

لا تغمزها فتسلم من الألم‏:‏ قال‏:‏ وحدثني يزيد مولى إسحاق بن عيسى قال‏:‏ كنا في منزل صاحب لنا إذ خرج واحد منا ليقيل في البيت الآخر فلم يلبث ساعة حتى سمعناه يصيح أواه فنزلنا بأجمعنا إليه فزعين وقلنا‏:‏ ما لك مالك وإذا هو على شقه الأيسر وهو قابض بيده على خصيته فقلنا له‏:‏ لم صحت قال‏:‏ إذا غمزت خصيتي اشتكيتها وإذا اشتكيتها صحت فقلنا‏:‏ لا تغمزها قال‏:‏ نعم إن شاء الله جزاكم الله خيراً‏.‏

يحتجم لأنه أصفر اللون‏:‏ قال‏:‏ وحدثني ثمامة قال‏:‏ مررت يوماً وإذا شيخ أصفر كأنه جرادة وزنجي يحجمه قد مص دمه حتى كاد يستفرغه فقلت‏:‏ يا شيخ لم تحتجم قال‏:‏ لمكان هذا الصفار الذي بي‏.‏

كان لرجل من أصدقائنا غلام فأعطاه قطعاً ليشتري بها شيئاً وكان فيها قطعة رديئة فقال له‏:‏ يا سيدي هذه ما يأخذها الرجل فقال‏:‏ اجتهد أن تصرفها كيف اتفق فلما اشترى وجاء قال‏:‏ وقد صرفتها قال‏:‏ كيف فعلت قال‏:‏ تركته يزن الذهب وتغفلته فرميتها في ميزانه‏.‏

يريد أن يتعرف إلى أشخاص رآهم في الحلم‏:‏ حكى لي بعض إخواننا أن رجلاً أتى مفسر المنامات فقال‏:‏ رأيت كأن معي رجلين ونحن نمضي إلى فلان في حاجة فقال له‏:‏ أتعرف الرجلين قال‏:‏ أعرف أحدهما ومنزله في باب البصرة فأريد أسأل صاحبي عن ذلك الرجل الآخر‏.‏
maher غير متصل   الرد مع إقتباس