عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-05-2011, 10:26 PM   #54
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(48)
ولعل علاقة المشابهة كانت هي اأكثر العلاقات بين عناصر الصورة شيوعًا في القصيدة العربية الموروثة ، ومن ثم فإن معظم جهود النقاد والبلاغيين العرب في دراسة الصورة الشعرية – وهو مصطلح لم يستخدم بمفهومه الحديث في البلاغة والنقد العربي القديم- دارت حول هذه الصورة التي تقوم على فكرة المشابهة ، حيث انصبت معظم جهودهم على دراسة "التشبيه" و"الاستعارة" –التي هي من وجهة نظر البلاغة العربية والنقد العربي القديم تشبيه حذف أحد طرفيه – وإن كانوا لم يغفلوا أنواعًا أخرى من الصور الفنية التي تقوم على علاقات أخرى بين عناصرها وأطرافها غير المشابهة ، ولكن اهتمامه بمثل هذه هذه الصور يكاد يجئ على هامش اهتمامهم الشديد بالتشبيه والاستعارة .
بل إن اهتمامهم الشدبد هذا بعلاقة المشابهة قد قادهم إلى إدخال نوع من الصور الفنية التي تقوم على أساس تشخيص المجردات في صورة كائنات حية في إطار الصور التي تقوم على أساس علاقة التشابه ،حيث اعتبروها نوعًا من أنواع الاستعارة أطلقوا عليه اسم "الاستعارة المكنية" ومضوا من ثم يبحثون عن التشابه بين عناصر هذه الصوة. حيث لا تشابه في الواقع ،لأن "الاستعارة المكنية" عندهم أصلها تشبيه حذف منه المشبه به وكنى عنه بلازم من لوازمه أضيف إلى المشبه ، وكانوا بهذا الصنيع يخنقون ما في مثل هذه الصور من طاقات تعبيرية ، ويطفئون إشعاعاتها الإيحائية النافذة بحثًا عن علاقة حسية لا وجود لها ، فحين يقول امرؤ القيس مثلاً مصورًا إحساسه بطول الليل وامتداده وثقله:
فقلت له لما تمطى بصلبه
وأردف إعجازًا وناء بكلكل
يقول البلاغيون في تحليلهم لمثل هذه الصورة البارعة إنه شبه الليل بجمل أو نحوه ، ثم حذف المشبه به ، وهو الجمل وأثبت بعض لوازمه –وهو الصلبوالأعجاز والكلكل- لمشبه ، وهو الليل على سبيل االستعارة المكنية.(47)
ـــــــــــــــــــــــــــ
(47)انظر: د. علي عشري زايد :البلاغة العربية تاريخها.مصادرها .مناهجها .مكتبة الشباب .القاهرة 1977 ص84،85
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس