الموضوع: عجب العجاب !!
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-12-2006, 03:13 AM   #53
السمو
" الأصالة هي عنواننا "
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 10,672
إرسال رسالة عبر MSN إلى السمو
إفتراضي

( 30 )

لا أعلم من أين أبدأ وكيف أبدأ .. ؟
وحال الكثير منا في التعامل مع أمه يندى له الجبين ولا حول ولاقوة إلا بالله
سأرحل وإياكم في رحلة ماتعة مع أولئك الرجال ، مع السلف الصالح
وكيف كان هو حالهم مع أمهاتهم علنا نتدارك مافات ونصلح مابقي
وأسأل الله لمن كانت أمه موجودة أن يطيل في عمرها على الطاعة ويعافيها
ويرزقه برها والإحسان إليها ..
ومن كانت أمه قد رحلت عن هذه الدنيا أسأل الله أن يرحمها ويسكنها الجنة ,, آمين

روي أن معاوية بن جاهمة السلمي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك قلت نعم قال ارجع فبرها ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك قلت نعم يا رسول الله قال فارجع إليها فبرها ثم أتيته من أمامه فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة "قال ويحك أحية أمك قلت نعم يا رسول الله قال ويحك الزم رجلها فثم الجنة "

وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
رجلان من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم كانا من أبر من كان في هذه الأمة بأمهما،
فيقال لها: من هما؟ فتقول: عثمان بن عفان، وحارثة ابن النعمان ..
فأما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أن أسلمت.
وأما حارثة فإنه كان يطعم أمه بيده.

ومما يروى عن الصحابي الجليل أبي هريرة – رضي الله عنه:
أنه كان إذا غدا من منزله لبس ثيابه، ثم وقف على باب أمه فيقول: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فترد عليه بمثل ذلك فيقول: جزاك الله عني خيراً كما ربيتني صغيراً.
فتقول أمه: وأنت يا بني فجزاك الله عني خيراً كما بررتني كبيرة، ثم يخرج فإذا رجع قال مثل ذلك.

يروى أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، أمي عجوز كبيرة، أنا مطيتها، أجعلها على ظهري، وأنحن عليها بيدي، فهل أديت شكرها..؟
قال عمر بن الخطاب: لا!
قال الرجل: لِمَ يا أمير المؤمنين؟
قال عمر بن الخطاب: انك تفعل ذلك بها، وأنت تتمنى موتها لكي تستريح، وكانت تفعل ذلك بك وهي تدعو الله عز وجل أن يطيل عمرك .

وقد رأى ابن عمر – رضي الله عنهما – رجلاً قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة فقال:يا ابن عمر: أتراني جازيتها ؟

قال ابن عمر: لا ، ولا بطلقة واحدة من طلقاتها ، يقصد ألم لحظة الولادة، ولكن أحسنت والله يثيبك على القليل كثيراً .

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم : أفيكم أويس بن عامر ؟ حتى أتى على أويس فقال : أنت أويس بن عامر ؟ قال : نعم . قال : من مراد ثم من قرن ؟ قال : نعم . [ قال : فكان بك برص ، فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم ] قال : ألك والدة ؟ قال نعم . قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة ، هو بها بَرّ ، لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لي . قال : فاستغفر له . فقال له عمر : أين تريد ؟ قال : الكوفة . قال : ألا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال : أكون في غُبَّرات الناس أحب إليّ ، قال : فلما كان من العام المقبل ، حج رجل من أشرافهم ، فوافق عمر ، فسأله عن أويس ، فقال : تركته رث الهيئة قليل المتاع .

وكان محمد بن سيرين – رحمه الله – إذا كان عند أمه خفض من صوته وتكلم رويداً.

ويروى أن أم مسعر استسقت من ابنها مسعر الماء في الليل، فقام فجاءها وقد نامت، وكره أن يذهب فتطلبه ولا تجده، وكره أن يوقظها، فلم يزل قائماً والإناء معه حتى أصبح .


والقصص كثيرة لايمكن حصرها هنا ، وماذكر فيه الفائدة بإذن الله
و قبل أن أختم أذكر حديث الثلاثة
الذين انطبقت عليهم الصخرة وكيف أن من أسباب نجاتهم ماقام به أحدهم براً بوالديه
فأنجاهم الله مما كانوا فيه
وختاماً
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك " . رواه البخاري

أسأل الله أن يرحم أمهاتنا ويطيل أعمارهن على طاعته ، ويجعلنا من البارين بهن ..


دائم العلو
الثلاثاء : 5/ 12 / 1427 هـ
__________________
الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والأكدار
الشيخ /ابن سعدي
السمو غير متصل   الرد مع إقتباس