عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-11-2016, 08:20 PM   #1
عبدالسلام طالب رشيد
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 41
إفتراضي عانة؛شخصيات واحداث/ المربي الفاضل صفاء طالب رشيد السيد حسين الدزدار(أمير قلعة عانة)

⛔. عٓنة ؛ شخصيا تٌ و أ حد ا ث ...
👈. كتابة : صفاء طالب رشيد حسين .
إسم المشروع : بناء ناعور " الخريزة" - قلعة عنة .
مدَّةُ الإنجاز : من 20 _ 30 يوماً .
التوقيت : منتصف حزيران / ١٩٧٥ الميلادية .
مهندس المشروع : الأُسطة النجار الحاج عبد الرحمن عسكر " أبو مالك".
من أهل الحضرة " آل ياس" ولد في ١٩١٧ م وتوفي في ١٩٩٤ م .
مشرف المتابعة : فلاح الجرية الحاج عزاوي حمادي القلعاوي " أبو مزهر " .
الكادر المساعد : "أبو خليل" عبد الرزاق ذيب علي ، " أبوصالح" فهمي الحاج علي ، " أبو أحمد " رشيد الحاج علي ، " أبو صبحي" صالح عبد القادر ، " أبو قيس " عبد الحي رمضان الغبيشي ، " أبو موفق " عبد الرحمن رمضان الغبيشي ، " أبو محمد" عثمان عزاوي جراد ، " أبو نادر" لطيف أحمد حسن ، " أبو خالد" محمد زكي صالح السباهي ،" أبو علاء" طالب رشيد السيد حسين .

⛔.أيها الأحباب ؛ أنتم على الهواء مباشرة في رحلة تذكارية ممتعة وفي عودة سريعة الى الزمن الماضي ، زمن الألفة والمحبة والتسامح ، ومن الخطوة الأولى نبدأ بسم الله وعلى بركته ؛ في جولة إستطلاعية يصحبنا خلالها مهندس المشروع الأسطة النجار الحاج أبو مالك ، ومشرف المتابعة الحاج أبو مزهر ، سرنا معهما في بساتين القلعة ؛ جرية الخريزة وهما يحلقان بنظرهما صوب أشجار التوت والرمان والغَرَب والصفصاف والطرفة بحثاً عن بغيتهما فيما يصلح من الأخشاب في عمل أجزاء الناعور من ؛ ( الجِبَّة ، السِندان ، الصِلبان ، الچفاف ، الحشوات ، الحفوف .... ) ، هما مخولان من أهل الجرية بقطع كل ما يصلح من الأشجار وإستخدامه ، وقد تم تعليم أو تأشير ما إتفقا عليه بلون من الأصباغ ، تعهد أبو مزهر بنقل كل ما يحتاج الى "تطبيع" وتهيئة لنقله آنذاك في " التنكتر" الى حيث يسكن أبو مالك في " الصينخ / محلة العباسية " قبل البدء بمرحلة فرش الناعور على الأرض في بستان مجاورة للجرية .
وفي يوم حزيرانيّ جميل سطعت شمسه وطاب نسيمه وشدت طيوره ، تنادىٰ كادر المشروع أصحاب الجرية من أهل القلعة واستنفروا أبناءهم ليشهدوا " فَزْعَة " فرش الناعور وردَّه .
كان عمري حينها الخامسة عشر أو يزيد قليلاً ، تملكني الفضول وكنتُ أسترق السمع وأنتهز الفرص لعلي أسجِّل تلك الذكريات عياناً ، ثم أسأل نفسي بين الفينة والأخرى كيف لي أن أكسب ودّ النجار لأستمتع في إستعمال بعضاً من عدته وأدواته ، يا الله ما أجمل هذه "القُدُّوم" التي ينحت بها أعواد الشجر ، وما أجمل المثقب " المزرف " الذي يديره بيديه ويرمي بثقله عليه ، ما أجمل منشاره ذو القبضتين !! ، فلم أجد جواباً سوى أن أتفانى في خدمته وأقدّم له كلّ ما يحتاجه لحظة أن يخطر بباله ، إذا ما تنحنح وجد الماء بين يديه وإذا ما حان وقت الصلاة وجد ماء الوضوء قربه ، مرت الساعات والأيام تمضي سراعاً ولا زال حُلُم إستعمال عدّة النجار يراودني ، حتى إذا ما وجدتُ اللحظة المناسبة سارعتُ الى كيس سميك وضع النجار فيه عدته جنب جذع شجرة كبيرة ، تناولت " القُدُّوم " التي قد لفّها النجار بقطعة قماش حرصاً عليها ، كما تلف الأم رضيعها بدأتُ أفتح عنها جبيرتها وإذا بي أتفاجأ بمن يهمس في أذُني قائلاً ؛ " أتركها وقم يا ابن أخي فإنه لو رآك النجار لأنزعج وزعل ولذهب الى أهله وتركنا ولا يرجع إلينا بعد ذلك إلا بشِقّ الأنفس" فإذا الناصح هو الفلاح ، فما كان مني إلاّ السمع والطاعة ، وكأني الآن إستيقظيت من نوم عميق ورأيت ذلك مما يراه النائم ! يا الله سلامٌ على تلك الأيام وأهلها وألفُ سلام.
تم تهيئة البستان المجاورة للجرية على أتم وجه ، وتجمهر الأعمام والأحفاد لا تكاد ترى منهم واحداً إلا وقد شدَّ حِزامه وشمّر عن ساعديه ، كُلهُم رَهن إشارة النجار" الأُسطة" أبو مالك ومساعده " فلاّح" الناعور أبو مزهر ، بدأ النجار يدقُّ َوتَدَاً وسط البستان وشدَّ به حبلاً وأخذ يخط دائرة كبيرة على الأرض تمثل قطر الناعور الذي قد خَبِرَ مقاسه ، ثم بدأ يرصف ما تم " تطبيعه " من أعواد الخشب كلّ في محله المخصص بدأ ب " الطُوگ " وثَنَّا ب الصلبان وثلَّثَ ب " الچْفاف والحَشْوات " يثبتها بمسامير الخشب التي تسمى " الْحْفُوفْ " ، تاركاً " السندان والعصفورة والجِبَّة " تأتي بعدها ، ومن ثم يقوم الفلاح بتهيئة"السْرايِّجْ " و " الِْقْواقْ " لتركيبها كمرحلة أخيرة .
وها نحن قد شارفنا على إنتهاء مرحلة الفرش والتفكيك ، وبدأت المرحلة الأخيرة والتي تسمى بمرحلة " رَدّ " الناعور ، وهذا يوم ليس كمثله من الأيام ، يوم العرس والفرح والإحفالية الكبرى بجريان الماء في الساقية الجافة منذ أسابيع الى الأشجار العطشىٰ والتي كانت مشاركة بصلاتها وتسبيحاتها ، يستنفر الجميع مرة أخرى ، تُنحَر الذبائح وتُشدّ الهمم بتعالي صيحات ونخوات الرجال وكأنهم في سباق وتحدي مع الزمن لنجدة الزرع والشجر ، أخذ النجار يعيد تركيب الأجزاء المفككة من جديد بتوئدة وإتقان لأنه قد علّمها بإشارات كي لا يُخطئ تركيبها ، ومن بين تسبيحات وتكبيرات وصلوات البشر والشجر بدأ ناعور " الْخْريزة" بالدوران بلحن شجيّ وحبات الماء ورذاذه تتساقط من بين أشعة الشمس تاركة للناظر متعة مشاهدة ألوان الطيف التي إرتسمت في السمآء وعلى الوجوه الباسمة المبتهجة بروعة الإنجاز ، يا لها من أيام رائعة وكأنها لحظات مَرَّت مرَّ السحاب ، يا أيها الناس ؛ خُذوا مني كل جديد من أدواتكم البراقة المزيفة وأعيدوني الى حُلمي وناعوري وبستاني وأحبابي ، ليتني متُّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسياً .
.................................................. ........
💠. ملحوظات ؛
تابع الملحق رقم : ( 1 ) المتضمن شرح موجز ومفصل ؛ لعدّة صناعة الناعور ، وأجزائه ، وتركيبه ، وأجوره ، من إعداد الأخ أبا أيمن مالك عبد الرحمن العسكر ، مشكوراً ، والشكر موصول أيضاً لأخي الحبيب الوثائقي المعروف أبا أحمد عبد السلام طالب رشيد ، والأخ أبا محمد سالم عزاوي حمادي ، لإفادتي بالمعلومات التي تخص الموضوع ، ولا ننسى أبداً أن نتذكّر ونترحم وعلى الدوام على كلّ من ذكرناهم ممن سبقونا الى الدار الآخرة ، وندعو للأحياء منهم بالصحة والعافية .
معرض المرفقات
إضغط على الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي

الاسم:  Pic_000794.jpg
الزيارات: 1025
الحجم:  8.2 كيلو بايت  
عبدالسلام طالب رشيد غير متصل   الرد مع إقتباس