عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-02-2021, 01:14 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي

فيا أخية: إحذري
إن المعاكس ذئب يغري الفتاة بحيلة يقول: هيا تعالي إلى الحياة الجميلة
قالت أخاف العـ ـار والإغراق في درب الرذيلة
والأهل والإخوان والجيران بل كل القبيلة
قال الخبيث بمكر لا تقلقي يا كحيلة
إنا إذا ما التقينا أمامنا ألف حيلة
متى يجيء خطيب في ذي الحياة المليلة
ألا ترين فلانة ألا ترين الزميلة
وإن أردت سبيلا فالعرس خير وسيلة

وانقادت الشاة للذئب على نفس ذليلة
فيا لفحش أتته ويا لفعال وبيلة
حتى إذا الوغد أروى من الفتاة غليلة
قال اللئيم: وداعا ففي البنات بديلة
قالت: ألما وقعنا أين الوعود الطويلة
قال الخبيث وقد كـ شر عن مكر وحيلة
كيف الوثوق بغر وكيف أرضى سبيله
من خانت العرض يوما عهودها مستحيلة
بكت عذابا وقهرا على المخازي الوبيلة
عار ونار وخزي كذا حياة ذليلة
من طاوع الذئب يوما أورده الموت غيلة
وقد قال بعضهم لما وقعت الفتاة، وانتهك عرضها، قال شامتا:
اسكتي يافتاة أقصد يا امرأة!
فالمعاكس لا يهمه شرفك ولا عرضك ولا سمعتك، إنما يهمه أن يتمتع بك، ثم يرمي بك على قارعة الطريق، إن لم يتخذك – أجارك الله وحماك – وسيلة تسلية ومتعة له ولأصدقائه، وعندها لا تستطيع الفتاة أن تتخلص من تلك الورطة، ولا أن تنجو من تلك المصيبة، فقد وقعت في الفخ، وارتمت في الشباك، وأصبحت بغيا – أجاركن الله – بعد أن كانت في عليائها لا تنال إلا بأغلى المهور، ولا ترتضي أي خطيب، بل تشترط أو يشترط لها شروطا معينة
ما الذي أنزلها من عليائها وأبراجها إلى الحضيض الأسفل إلا خطوة من خطوات الشيطان، وعبث تعده بعض البنات عبثا بريئا بزعمها:
أنت أعلى أنت أغلى أنت أنقى يا أخيه
فاحذري أخية:

وفكري في عواقب الأمور قبل أن تضعي رقما، أو تخضعي بالقول لوغد متلاعب بأعراض المسلمين، والشواهد على هذا كثيرة، والحقائق والوقائع أشهر من أن تذكر، وأكثر من أن تحصر في عجالة
إن العلاج الناجع، والحل الناجح لمثل هذه القضايا، إلا تخوض الفتاة غمارها، ولا تقترب حولها، ولا تفكر بذلك مجرد تفكير، ولتعلم أنها اليوم تملك أمرها، وتحفظ شرفها، وتحمي عرضها، بامتناعها عن سماع كلمة واحدة، وإغلاق سماعة الهاتف في وجه كل عابث ومتلاعب، وألا تجعل للشيطان عليها سبيلا، فلا تجعل الهاتف في غرفتها فهي بذلك تقطع سبل الشر، وتغلق طرق الغواية، وتدفع الريبة عن نفسها
ووالله إن الشاب إذا واجهته الفتاة بصرامة فأغلقت في وجهه السماعة، وإن عاود الاتصال أسمعته ما لا يرضيه، والله إنه لا يجرؤ على الاتصال أو العبث
وعلى سبيل المثال: فتاة سمعت متصلا يحاول الخضوع لها في القول، فأغلقت السماعة، ثم حاول مرة ثانية فدعت عليه دعوة شديدة، فما عاود الاتصال
فمثل تلك الفتاة يقول عنها الشباب: لا فائدة فيها، ما يمكن الوصول إليها"

هنا يقدم السحيم للفتيات طرق قطع الطريق على المعاكسين حتى ينزجروا ويبتعدوا عنهن وهو اغلاق الخط فى وجه الشاب أو الدعاء عليه أو شتمه أو نصحه
وبين السحيم بعض طرق خداع الشباب للفتيات فقال :
"وأذكر لك شيئا من وسائل المعاكسين لتكوني منها على حذر
من وسائل المعاكسين:
الاتصال أول مرة ثم يبدي اعتذرا لطيفا، يكون مثار إعجاب الفتاة
الاتصال بدعوى أنهم اتصلوا عليه سواء على الجوال أو النداء (البيجر) ثم يسأل عن البيت أو يدعي تقديم خدمة
الاتصال بزعم أنه لديه مشاكل، وأنه يحتاج من يقف بجانبه، وإلى من يستمع منه، ليستدر عطف الفتاة، لتشاركه في حل مشكلاته، وكأنها حلال المشاكل
الاتصال بزعم أنه يعرفها أو يعرف أهلها وأنه معجب بها، وقد يكون استقى تلك المعلومات عن طريق أخته مثلا، أو عن طريق تصيد أحد الأطفال عبر سماعة الهاتف ليأخذ منه المعلومات الكاملة عن البيت وأهله، وهذا من الأخطاء التي تترتب على رد الأطفال على الهاتف
الاتصال والسكوت عدة مرات وتحمل الكلمات الجارحة، وإظهار سعة الصدر، أو الفرح بتلك الكلمات ولو كانت جارحة ما دامت منك!
الاتصال بدعوى أنه يبحث عن زوجة وأنه بحث وبحث ولم يجد، فيرجو أن تساعديه وأنه سمع عن حصافة عقلك ونباهتك ويريد منك أن تخدميه

وكل هذه محاولات لبدء الحديث واستماع الشكوى، ومن ثم تسجيل الصوت كخطوة أولى، يليها ما بعدها من خطوات شيطانية آثمة
ومهما يكن من أمر فلا تخدعي، وإياك أن تستدرجي، وحذار من الخطوة الأولى، فهي الزلة المهلكة، وإن كنت وقعت في الخطوة الأولى، فالرجوع أيسر من السقوط في الهاوية، واقطعي كل صلة، ولا تتركي له فرصة ليهددك بصوتك أو صورتك، لا تستمعي إليه، وفي كل مرة أغلقي السماعة، وإن أردت الخلاص فلا تردي على الهاتف إلا بقدر الحاجة من غير خضوع بالقول
وإن كان صادقا في تهديده فإنه سيفضح نفسه، وإن تجرأ وفضحك بين أهلك أو عند إخوانك بإرسال شريط بصوتك أو حتى أشرطة، فو الله لأن يفتضح أمر الفتاة بين أهلها أنها اتصلت أو كلمت شابا غريبا ثم يؤدبوها على غلطتها خير لها ألف مرة من أن تفتضح أنها زانية –أجارك الله -
مع العلم أن كثيرا من الشباب إنما يهددون فقط؛ لأنهم سيفتضح أمرهم، وربما تعرف أصواتهم فينالهم من العقاب ما ينالهم
وإن كنت وقعت في اول حفرة فكلمك شاب أو كلمتيه، فاتركيه واهجريه فورا فلا هو محب ولا هو عاشق ولهان، ولا أدل على ذلك من أن الفتاة لو ادعت أنها أصيبت بسرطان مثلا أو فشل كلوي لقطع علاقته معها، وفر منها فراره من الأسد
وإذا أظهر الشاب أنه (قيس) القرن العشرين! وأنه يذوب وجدا في محبوبته فلتجرب الفتاة، ولتطلب منه إثبات صدق دعواه، بأنها مريضة وتحتاج إلى عين –مثلا – أو كلية، أو أن والدتها – مثلا – أو والدها في المستشفى ويحتاج إلى عين أو كلية!
فلا شك أنه سيثبت أنه لا هو بـ (قيس) ولا هي ليلى! وفي البنات بدائل!
ولو وقعت فتاة في شباك المكالمات فأظهرت للشاب أن أهلها عزموا على تزويجها وإن عليه أن يتقدم لخطبتها، فسترى النتيجة بعينها
ويصبح الأمر كما قيل:
إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى
إذا كل ما تحلمين به من معاكس أو يصوره لك إنما هي احلام يقظة عما قليل تستيقظين منها، فأفيقي أخية قبل أن تفيقي على صفعة قوية
أفيقي من سكرة الحب الموهوم، والزواج المزعوم، قبل أن تندمي وحينها لا ينفع الندم"

وكما قلت الخلل فى المجتمع هو عدم تفعيل الشرعية فالمكالمات الهاتفية معروف أنها مسجلة ومن ثم يجب تعليم الفتيات أن عليهن عند التعرض لمعاكسة أت تبلغ والديها أو القضاء وعلى القضاء ان يقوم بالتحقيق فى الأمر ويقوم بعقاب المعاكس بالجلد ولكن هيهات أن يعاقب أولاد الأغنياء فى مجتمعاتنا فالمال والواسطة والرشوة هى السائدة ومعظم القضاة فاسدون فى بلادنا
ثم بين السحيمالصفات المشتركة للمعاكسين فقال :
"إن شباب المعاكسات نسخة واحدة، يتفقون في أنهم مخادعون، محتالون، وللحب يدعون ويظهرون، وأنهم للزواج يسعون ويريدون، وهم كذابون أفاكون ويتفقون في أنهم ينصبون شباك الوهم في طريق بنات المسلمين يرمون الأرقام أمام الأقدام، وهذا دليل على الخسة والوضاعة، فليست هذه أفعال الرجال، والرجال منهم براء، ولكنهم تعودوا الاصطياد في الماء العكر
إن من يريد الزواج يأتي البيوت من أبوابها، لا أن يتسور بيوت المسلمين عبر الأسلاك، فهذه أساليب الأراذل من بني الإنسان
فكيف ترتضي الفتاة معاكسا ساقطا يكون زوج المستقبل، وشريك العمر
إن شابا كهذا لا عهد له ولا ذمة، فالذي رمى لك اليوم رقما رماه لعشرات غيرك
والذي اتصل بك اليوم اتصل بغيرك
والذي زعم حبك زعمه لسواك
والذي وعدك بالزواج وعد به أخريات
فمثل هذا عهوده مستحيلة ولا تقول الفتاة عن من يكلمها إنه يختلف عن الآخرين
يا بنت الإسلام استمعي نغما أشدوه بإشفاق
صوني بحيائك مملكة من شهد جمال دفاق
الدرة أنت فلا تدعي كفا تمسسك بلا واق
كوني بالحشمة شامخة بجمالك فوق الأعناق
كوني حورية جنتنا في الخلد جوار الخلاق
ما طاب الحسن من امرأة ترميه بوحل الأسواق
بل حسن المرأة حشمتها يكسوه جمال الأخلاق"

وكان ينبغى على السحيم ألا يقصر الأمر على الشباب فالأغنياء معظمهم سواء شباب او شيوخ أو فيما بينهم يقومون بهذا وكذلك الطبقات ألأقل يتواجد فيها البعض من المعاكسين
وكل هذه النصائح بلا فائدة إلا نادرا لأن المجتمعات قائمة على فساد شامل من خلال القوانين الوضعية ومرادات الطبقة الحاكمة وهى الاستيلاء على السلطة والثروة والاستمرار على الكراسى دون نظر لشرع
وفى النهاية بين الرجل وجهة نظر خاطئة فى الحب فقال:
"أخيرا: إياك وصحبة السوء، ومن تدعوك لخوض تجربة مريرة يسمونها الحب"
فالحب وهى الانشغال بفرد ما انشغالا نفسيا مباح طالما أن المحب أو المحبة يطيع الله
ثم قال السحيم:
"أو من تدعوك للتعرف على صديق لها أو على أخيها، فإنما هي من أتباع الشيطان الذي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير
إن بعض الفتيات تفعل هذا بزعمها أو بتلبيس الشيطان عليها لتضمن زوجا، أو لتحدد فارس احلامها، أو لتعيش الحب
وكل هذه أوهام وخيالات، هي في حقيقتها سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ووجد عنده الحسرة والندامة
أخيتي:
اتقي الله وراقبيه في السر والعلانية، واعلمي انه سبحانه أنعم عليك بنعم شتى، فلا تعصيه بنعمه، ولا تحاربيه بها، واستعملي تلك النعم والجوارح في شكره وفي مرضاته
قال ربك ومولاك: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
واعلمي أن رسولك قال (ص): البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مسلم
فأنت ولا شك تخشين وتكرهين أن يطلع عليك أحد من أهلك وأنت تتصلين اتصالا مريبا"

كل ما قاله الرجل من نصائح كما قلنا لا يغير من واقعنا المر شيئا لأن المجتمعات من أعلاها فاسدة وهى لا تريد أن ينصلح الحال لأن انصلاح الحال سيجعل أول المعاقبين هم الطبقة الحاكمة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس