عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-03-2008, 08:05 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]أنّى وهذا الموت ليس يُقيل

استظهارات فقهية

واستظهر آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي من مجموع 16 قطعة شعرية ضمها الجزء الأول من "ديوان الإمام الحسين" قبل بعضها ورفض بعضها وتوقف عند بعضها الآخر، مجموعة من الأحكام الفقهية والشواهد السلوكية، ففي قافية الهمزة من خمس مقطوعات:

استظهر جواز زيارة القبور من خلال القطعة الشعرية المعنونة "سكان القبور" من بحر الكامل ومطلعها:

ناديتُ سُكانَ القبور فأَسكتُوا

وأجابني عن صمتهم تُربُ الحصا

استظهر جواز المفاخرة من خلال القطعة الشعرية المعنونة "الناصر والخاذل" من بحر الطويل ومطلعها:

إذا استنصر المرءُ إمرءاً لا يَدي له

فناصرُهُ والخاذلون سواءُ

استظهر جواز الرثاء والبكاء على الشهيد وعد فضائله، من خلال القطعة الشعرية المعنونة "فتى أبكى الحسين" من بحر الوافر ومطلعها:

أحقُّ الناس أن يُبكى عليه

فتى أبكى الحسينَ بكربلاء

استظهر ان المعصوم يفصح عما سيحدث لأصحابه، وان السياسة الحق أن تتعامل القيادة بوضوح مع المرافقين والعاملين، وذلك من خلال القطعة الشعرية المعنونة"مصارع الشهداء" من بحر الكامل ومطلعها:

حطّوا الرحالَ فذا محط خيامنا

وهنا تكونُ مصارعُ الشهداءِ

استظهر كراهية الركون الى الدنيا من خلال القطعة الشعرية المعنونة "دار الفناء" من بحر الوافر ومطلعها: تبارك ذو العلى والكبرياءِ

تفرّد بالجلال وبالبقاءِ

وفي قافية الباء من سبع مقطوعات:

استظهر شرعية حماية الأهل والأقارب بل لزومها وجواز مقاتلة الباغي وجواز المبالغة في المفاخرة عند تلاحم الأسنة والحراب، وذلك من خلال القطعة الشعرية المعنونة "بحار الموت" من بحر الطويل ومطلعها:

إذا المرءُ لا يحمي بنيه وعِرسَهُ

وعِترَتَهُ كان اللئيم المُسَبَّبا

الحب العفيف

استظهر جواز الغزل النبيل وإظهار الحب للزوجة والأقارب كالبنت وجواز صرف المال للحبيب، وذلك من خلال القطعة الشعرية المعنونة "سكينة والرباب" من بحر الوافر ومطلعها:

لعمرُك إنَّني لأحُبُّ داراً

تحلُّ بها سُكينةُ والرَّبابُ

وهنا يطيل المحقق الكرباسي الحديث عن المقطوعة الشعرية، فهو في الوقت الذي يقف بصف النافين نسبة الأبيات الى الإمام الحسين (ع) لكنه يختلف في بعض الأسباب التي ترى ان النفي قائم على استحالة صدور مثل هذا الشعر بما فيه من حب لزوجته وابنته بحجة انه لا يليق بالإمام المعصوم، ويرى ان هذا الاستدلال ضعيف: "لأن الحب إذا كان شريفا ولأجل ما يحمله المحبوب من مفاهيم أقرها الله سبحانه وأرادها فلا معنى للقول بأنه يتنافى مع منزلة الإمام المعصوم (ع) فان الإمام لما استشف كرم الأخلاق من زوجته رباب تلك الطاهرة التي عرفت بالوفاء والنبل، وامتلكت صفات الإيمان وعرف طيب اصل ابنته سكينة التي قال عنها: الغالب على سكينة الاستغراق مع الله عز وجل، عندها أظهر حبه لهما حيث أنه جزء من حبه لله جل وعلا"، بل ويرى الدكتور الكرباسي: "ان حب القرينة والكريمة هو من أبجدية الحياة التي ارتضاها الله لعبيده وقد كرمهما الإسلام غاية التكريم ووصف المؤمنات منهن بأزكى الأوصاف وأكرم النعوت مما لا مجال للقول بأنه لا يليق بإمام معصوم". وكان الأب من قبل قد أظهر حبه لزوجته الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) حين رثاها:

حبيبٌ ليس يعدلهُ حبيبٌ

وما لسواهُ في قلبي نصيبُ حبيبٌ غاب عن عيني وجسمي

وعن قلبي حبيبي لا يغيبُ

استظهارات سلوكية

استظهر جواز دفن الميت قرب البيوت، وان وضع خد الميت على التراب سنّة، وذلك من خلال المقطوعة الشعرية المعنونة "أأدهن رأسي" من بحر الطويل ومطلعها:

أأدهن رأسي أم تطيبُ مَحاسني

وخدُّك معفورٌ وأنت تريبُ

استظهر من قصيدة تحت عنوان "ذهب الذين أحبهم" من بحر الكامل المجزوء، ومطلعها:

ذهب الذين أحبُّهمْ

وبقيتُ فيمن لا اُحبُّهْ

استظهر مجموعة مسائل أخلاقية وشرعية. فالسب لا يقابل بالسب، ومن البغي إفساد أمر الغير، ومن الظلم القضاء على سرّاء الغير، ولابد من ذب الأذى عن الآخر وبخاصة الصديق، ونزع فتيل الحقد والكراهية من النفس، ولابد من مراجعة العقل، ولابد من تدارس النفس وتدارس الأعمال، وعدم الانتقام من الصديق وإيكال أمره الى الله.

استظهر ان المواهب الشخصية هي الركيزة للوصول الى سدة الحكم، كما استظهر وجوب النص في الإمامة، وذلك في المقطوعة الشعرية المعنونة "أنا الحسين" من بحر مجزوء الرجز ومطلعها:

أنا الحسين بن علي بن أبي

- استظهر ان التذكير بالموت ضرورة حياتية لتحسين سيرة الإنسان وسلوكه، وذلك من خلال المقطوعة الشعرية المعنونة "التزود" من بحر الوافر ومطلعها:

يُحوَّلُ عن قريبٍ من قُصورٍ

مزخرفةٍ الى بيت الترابِ

وفي قافية التاء من مقطوعتين وبيت واحد:

استظهر استحباب إنفاق ما يحصل عليه المرء في هذه الدنيا، من خلال القطعة الشعرية المعنونة "جود الدنيا" من بحر الطويل ومطلعها:

إذا جادت الدنيا عليك فجُد بها

على الناس طُرّاً قبل أن تتفلَّتِ

الأبواب المستعصية

وحتى يلم المؤلف بكامل الشعر المنسوب الى الإمام الحسين (ع)، فانه لم يترك بابا سالكا أو مستعصيا إلا ووقف على أعتابه يستنطق الشعر، فُتح في بعضه وأوصد في أكثره، ذلك: "أن محاولاتنا للحصول على الشعر المنسوب الى سيد الشهداء (ع) كانت مضنية للغاية حيث طرقنا أبوابا كثيرة في اتجاهات مختلفة منها مكتبات الهند واليمن وتركيا وإيران وغيرها من الدول الإسلامية ومكتبات الدول الغربية فلم نحصل على أكثر مما سبقنا إليه ثلة من الفضلاء والأدباء مجموعةً، وفضلهم لا ينكر"، وحيث يفترض تقديم المعلومة لدائرة موسوعية مختصة ومتشعبة غير ربحية كدائرة المعارف الحسينية التي تفوق مجلداتها الستمائة مجلد، فان البعض احتكرها لنفسه فظلم النهضة الحسينية بحرصه الزائد عن حده وغير المبرر، وظلم معه تراث المسلمين الذي ظل الكثير منه حبيس المكتبات والمتاحف دون ان تطاله يد التحقيق والنشر.

وحيث تأتي المعلومة عبر طرق ملتوية وبشق الأنفس فان المؤلف وفرها للقارئ والباحث ضمن فهارس كثيرة في أبواب مختلفة، وكما هو دأبه في معرفة وجهات نظر الإعلام حول كل مجلد، فان الطبيب النرويجي الدكتور تروند علي لينستاد (Trond Ali Linstand) المولود في العام 1942 والذي تحول الى الدين الإسلامي في العام 1980م وأسس أول مدرسة إٍسلامية في العاصمة أوسلو، عبر عن انطباعه بالموسوعة في قراءة نقدية باللغة النرويجية، ووجد أن: "هذا العمل الموسوعي الرائع والفريد سوف يعطي كل ما له علاقة بالإمام الحسين (ع) وسيكون عملا متميزا فعلا"، معربا عن: "تقديري الى الجهود الكبيرة التي يقدمها آية الله الكرباسي"، وحول ديوان الإمام الحسين رأى: "ان الجهد ملحوظ فيه الدقة والمتابعة من خلال مراجعة المصادر التاريخية النادرة في دول عدة مثل الهند وباكستان واليمن وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ودول الأخرى".
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس