لا يصح إلا الصحيح
طالما سمعنا الكثير من الأمثال الدارجة منذ الصغر ، والتي كثيراً ما لم نكن نستوعب معانيها. ذلك أن هذه الأمثال قد تم تطويرها على مدى عقود طويلة وتجربة تحتاج إلى قدر كافٍ من النمو لاستيعابها . وأكاد لا أجد مثلاً ثبتت صحته لديّ على مدى السنين مِثل المثل القائل " لا يصح إلا الصحيح ".
ويمكن على ضوء هذا المثل أن نميز بين أسلوبين في العمل أو الحياة ، الأول : ما يمكن أن نسميه تجاوزاً بأسلوب الفرقعة والذي يتصف بالسعي إلى تحقيق الكسب السريع بغض النظر عن مصدره ، وإظهار إنجازات أو تميُّز بغض النظر عن أساس هذه الإنجازات
أوحقيقة ذلك التميُّز ، وعلى حساب من والأسلوب الثاني ، وهو أسلوب لا يصح إلا الصحيح الذي يتميز بتوخي الأمانة مع النفس والآخرين والعمل الجاد بشكل مستمر وثابت.
ولقد أثبتت ليَ التجربة أن أسلوب الفرقعة قد يحقق الكثير في وقت قصير ،وقد يحقق الإعجاب والثناء بشكل أسرع ، إلا أنه لا يدوم ، وذلك نتيجة لأنه لم يُبنَ على أساس صلب.
هذا في حين أن أسلوب لا يصح إلا الصحيح يكتب له الدوام بأمر الله ، وذلك انطلاقاً من قوله عز وجل " فأما الزبد فيذهب جفاءً ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" .
يتبع