عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-04-2008, 12:17 AM   #19
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي

المعيار الأخلاقي الشامل

قمت لفترة بتدريس أصول ممارسة المهنة لطلبة العمارة . وقد شملت المادة استعراضاً للمعايير الأخلاقية العالمية واللوائح التي تحكم أسلوب التعامل بين المعماري والأفراد والمؤسسات المرتبطة به لتحقيق حدٍ أدنى من الحفاظ على الحقوق وأداب التعامل المهني.

وبالرغم من تعدد الأساليب والضوابط والإجراءات المقترحة لتحقيق ذلك ، فقد توفرت لديّ قناعة تامة بأن اللوائح والسياسات غير كافية لتشكيل أخلاقيات التعامل المهني . وذلك أن هذه الأخلاقيات يجب أن تبدأ من داخل الفرد ، بغض النظر أكان مهندساً أم طبيباً.

ولقد وجدت في قوله صلى الله عليه وسلم " الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس " نظاماً أخلاقياً متكاملاً شاملاً لضوابط داخلية وخارجية يمكن إتباعها كأساس لأخلاقيات ممارسة المهنة بشكل خاص ، والحياة بشكل عام.

وبقدم هذا الحديث الشريف مرحلتين لقياس مدى أخلاقية أو صحة ما يقوم به الفرد منا
تبدأ باختبار داخلي لمدى رضا الفرد عن القيام بتصرف أو عمل معين ، فإذا أحس بعدم الإرتياح النفسي عن مدى صحة أو أخلاقية القيام بهذا العمل .. فمعنى ذلك أنه عمل آثم
أو غير صحيح .


وتحسباً لإمكانية مغالطة النفس نتيجة للرغبة العارمة في حصولنا على مكاسب معينة
أو عدم وضوح الرؤية ، يقدِّم مدى أخلاقية أو صحة العمل الذي نقوم به . ويكون ذلك بتحري إحساسنا تجاه علم الآخرين بقيامنا بهذا العمل . وفي حالة الإحساس بالتحرج من عِلم الناس به فإن ذلك يعني أن العمل غير أخلاقي أو آثم.
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس