[الفارس]

فى يوم من الأيام ، بدأت النفس فى الصراخ , بدأت شمس النهار تغيب , بدأ القلب يتوقف عن الخفقان شيئا فشيئا ، بدأ نهر القلب يجفّ , بدأت قاذورات نفوس المحيطين تطفو على السطح ، بدأت الأقنعة تتساقط ، وبدأت رحلة اليأس من الحياة ، وانتظار الموت , بدأ الشعور بالوحدة , والخوف من انتظار المجهول , بدأت الساعات تمر على القلب كانها سنوات .

فى هذا اليوم عزمت النفس على استئجار قاتل مأجور , لينهى تلك المعاناة , ويقطع الآلام , جرت المقابلات والمفاوضات بين النفس وتلك القاتل , كلما طلب القاتل شئ اجابته النفس بنعم , كانت النفس صامتة , وفى سابقة لم يرها القاتل من قبل اخذ الأجر كاملا مضاعفا قبل اتمام المهمة , ذهب القاتل المأجور للمكان الذى يجد فيه الضحيّة , انتظر طويلا , لم يجد الا رجلا واحدا يجلس على كرسى على شاطئ البحر , فى عزّ الشتاء , كان ذلك القاتل لا يحب ان يقتل الضحية من الظهر , انتظر الساعات حتى يرى وجه الضحيّة , فإذا بها المستأجر , هو الضحية , يأس من الحياة , طلب للموت , عدم اكتراث بالعواقب مهما عظمت ، ترى ... أى يأس هذا من الحياة , أى استسلام هذا ؟؟

جلس القاتل بجوار الضحية .... يتسائل وكله عجب , مالذى دفعك لهذا , لم ارى هذا من قبل , دار حوار صامت , بين القلبين , مع كل ما فى قلب القاتل المأجور من قسوة , أول مرة يقشعر جسده من هول الموقف , أول مرة يحن لشخص ما , وظلّ يتسائل ، والنفس صامتة ......

انتهى ,,,

بقلمى