عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-02-2024, 02:44 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي

ألم يسأل الكاتب نفسه كيف يتوب ذلك الممنوع وهو لم يرتكب السرقة ؟
إن التوبة تكون من ذنب أى سيئة أى أثم
وطرح الرجل السؤال التالى :
"ملاحظة هامَّة: هل يريد الله سبحانه وتعالى أن يتحول الإنسان من لص إلى مُتَسولّ؟
والرد عليه أنت تدافع عن السارق وأما المسروق فأنت لم تنظر إليه أنه قد يتحول قبل السارق إلى متسول
لماذا يحول السارق المسروق إلى متسول أو ميت أو جائع أو متشرد هو وأسرته
وتحدث كما قال عن المعنى الباطنى للسرقة فقال :
(٣): المعنى الباطني للسارق والسارقة:
* سورة المائدة
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ ..... وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٣٨﴾ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٣٩﴾ ..... يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٤١﴾.
إذا ربطنا آيات سورة المائدة من آية (٣٣) إلى آية (٤١) نجد أنَّ السارق والسارقة هم الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادًا لأنَّهم حرَّفوا كلام الله وأعرضوا عن قانونه الذي يدعوا إلى نشر الخير والإصلاح وصنعوا أديانًا باطلة، أي وضعوا قوانينًا غير عادلة وهمّوا باحتكار خيرات الله من أجل المال والسلطة والتكبرّ، لذلك سرقوا كلام الله ثم حرِّفوه عن مواضعه، لذلك بدأ الله عزَّ وجلّ آية (٣٣) ثم قال فى آية (٣٨) "والسارق والسارقة..." ثم أكمل آية (٣٨) "والسارق والسارقة..." بآية (٤١)."
وكلام الرجل مردود عليه باختلاف عقوبة المحارب (القتل أو الصلب وتقطيع الأيدى والأرجل أو النفى ) عن عقوبة السارق وهى قطع الأيدى فلو كان الحديث واحدا ما اختلف العقاب كذلك ما اختلف الحال بين المحارب المقبوض عليه وبين المحارب الذى تاب قبل القبض عليه وهو القدرة عليه
ودلف بنا الرجل إلأى معنى أخر للسرقة وهو سرقة الأخبار فقال :
"البرهان المُبين على أنَّ السارق والسارقة هم الذين يسرقون عِلْم الله نجده في آية (١٨) من سورة الحِجْر.
* سورة الحجر
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴿١٦﴾ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ﴿١٧﴾ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ﴿١٨﴾.
"إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ": أي إلَّا من سرق عِلْم الله ففضحه الله من خلال آياته.
سأضرب مثلاً: ستيفن هاوكين المُلحد والجاهل البريطاني عندما سرق عِلْم الله ونسبه لنفسه وقال أنَّ السماوات والأرض كانتا كتلة واحدة أتبعه تعالى بشهاب مُبين، الشهاب المُبين نجده في آية (٣٠) من سورة الأنبياء.
* سورة الأنبياء
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾.
سأضرب مثلاً ثانيًا: عندما سرق جهلاء وكالة ناسا عِلْم الله وكذّبوا به من خلال نظريَّتهم الباطلة بقولهم أنَّ الكون جاري إلى اللانهاية، أتبعهم بديع السماوات والأرض بشهاب مُبين، الشهاب المُبين نجده في آية (١٠٤) من سورة الأنبياء.
* سورة الأنبياء
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٠٤﴾.
وأمثال أخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى."
والأمثلة هنا كلها ليست أمثلة عن السرقة فالسرقة هى أخذ الشىء كما هو وما قاله هوكينج وناسا ليس سرقة وإنما كذب وتكذيب لكلام الله فهو ليس سرقة فيصح القول أنها سرقة لو أخذ معنى الآيات ونسبوهم لأنفسهم ولكنهم لم يفعلوا ذلك وأصدروا أقوال مناقضة لكلام الله
زد على ذلك أن استراق السمع خاص بالجن وليس بالإنس فكيف نطبق الشرع على طرف واحد دون الطرف الأخر الذى لا يقدر على التصنت لعدم قدرته على القعود للسمع ؟
وقال الرجل :
"إذًا وكما نرى، فإنَّ قطع يدين السارق والسارقة هو ليس تقطيع وجزّ اليدين، ولكنه قطع معنوي المراد بِهِ منع السارق والسارقة عن السرقة، وهذا المنع له عدة أساليب، فمثلاً قطع يدين الفقير عن السرقة يكون بمساعدته وسدّ حاجته لكي لا يعود إلى السرقة، إذًا فمنع السارق والسارقة عن السرقة يكون بإيجاد الأسباب الّتي أدَّت بالسارق والسارقة إلى هذه السرقة وإبطالها، إن كان هذا السارق قد سرق بالمعنى الظاهر أم بالمعنى الباطن."
والرجل هنا يقول بما لا يعرف فالفقير لو أخذ مال من غنى أو غيره لا يسمى سارقا لأن السارق هو الغنى الذى أخذ حق الفقير من قبل ومنعه عنه فجعله يلجأ إلى أخذ ما يسد حاجته به
السرقة لا تتحقق فى المجتمع العادل إلا بالتالى :
أن يعطى المجتمع كل فرد نصيبه المساوى للأخر كما قال تعالى " وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
فعندما يكون العطاء واحد للكل سواء أخذوا احتياجاتهم بنفس القدر أو أخذوا أقل من احتياجاتهم لوجود فقر ونقص من الثمرات ولكن بنصيب متساوى يكون من أخذ بعض من النصيب المساوى بغير رضا الآخرين هو السارق الذى يستحق قطع يديه
وأما فى مجتمعاتنا الحالية فأكثر من 90 فى المائة ممن يأخذون حاجاتهم الضرورية ليسوا بسراق وإنما السارق هو من أخذ مال الأخرين وهو فى غنى عنه
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس