[الامير الفقير]

ما أطيب العصير ... !!!



بمبادرة سباقه ... سارع حشد كبير من أحد مناطق بغداد ( الشيعيه ) بامتياز بأبداء المساعدة لجيرانهم ( السـنـّه ) المجاورين لهم في منطقة قريبه بعد التفجير الأرهابي للمسجد الذي يتوسط الحي ... وقد قام أهلنا المسلمون الشيعه بتطويق المنطقه وتوفير الحمايه للمساكن القريبه التي تضررت نتيجة الأنفجار ومن ثم تبرعهم بالمعونات الغذائيه والأدويه وتوفير وسائط النقل لنقل الجرحى الى المستشفيات القريبه ومن ثم ساهموا وبشكل كبير في معاونة أبناء الحي على اعادة اعمار المسجد بصورة قياسيه وتجديد ما طالته شظايا الأجرام أيضا لكي ينتهي هذا العمل المبارك بصلاة جمعت المسلمين من كل الأطياف عند افتتاح البنايه الجديده للمسجد ... كل ذلك جاء ردا على مبادرة أهل الحي ( السني ) عندما طال حادث تفجير اجرامي مماثل للمسجد ( الشيعي ) الموجود في الحي القريب ... وبعد أن شاهد القاصي والداني تسارع أبناء البلد ومن كل الأطياف بأبداء المساعدة لبعضهم في كل المجالات من أجل التغلب على هذا الوباء الجديد الوافد علينا ( ديمقراطيا ) ... وباء الأرهاب الذي حرق الأخضر واليابس

الرائع في كل ذلك ان التواصل قد استمر بين أبناء المنطقتين المتجاورتين لكي ينتج عنه لقاءات اسبوعيه توحد الجهود من أجل الخروج من دوامة الدم والقتل اليومي

وقد وجدت نفسي وقد جلست أتوسط كبار القوم من الحيين الجارين وأنصت بشغف لطروحاتهم الخلاقه والتي تزامنت ( صدفة ) مع كلمة ممثل الحكومة العراقيه الرائعه التي كنا نستمع لها مجتمعا من جهاز التلفزيون الذي يتوسط الجلسه ... حيث بدأها ( حضرته ) بأعلان قرار الحكومه بالطلب من قوات الأحتلال الأنسحاب لقواعد مؤقته من أجل التمهيد للخروج من البلاد ولم ينسى أن يوجه تهديدا شديد اللهجه الى الدول المجاورة وخصوصا ( ايران ) الذي وصفها جناب المتحدث بالتي تسبح في دماء العراقيين من أجل مصالحها وأعلن غلق الحدود بين البلدين الى أن ترجع عن سياساتها الرعناء في التدخل عندنا وفي تقديم الأعتذار للبحرين الشقيقه على تصريحاتها العدوانيه وحتى تعيد الجزر العربيه المحتله الى الأمارات العربيه الشقيقه وقال بأن ذلك يأتي تضامنا مع الموقف العربي الموحد من هذه الدولة الجارة

ومن ثم أكد التزام العراق بالغاء قانون النفط الذي فرضته أمريكا لعدم حصوله على صوت واحد في مجلس النواب ... وذكر النقاط التي تم الأتفاق عليها في الدستور ( المنقح ) والتي توحد العراقيين وترفض تقسيم الوطن الى كانتونات وتوثق عرى الأواصر بينه وبين محيطه العربي الشقيق ... وطبعا لم ينسى ( الناطق ) التصريح بأمر الحكومه الذي ينص على طرد كل من ينتمي الى حزب سياسي أو اسلامي ويعمل ضمن الأجهزة الأمنيه لكي يبقى ولاء هذه الأجهزة للبلد حصرا وليس لغيره

صراحة كانت فرحت تجمعنا لا توصف عند سماع كل ذلك فأخذنا بتهنئة بعضنا بكل عبارات المحبة والأنتصار وقد هبت علينا نسائم الحريه منذ عقود لأول مرة ... وتم توزيع الحلويات والعصائر

ومن فرحة المناسبة ( عثر ) أمامي حامل العصير لكي يقلب على أخوكم كل ( صينية ) العصير التي يحملها ولم أشعر إلا ّ وجسمي يتبلل بكل أنواع السوائل ...

لحظات بل لحيظات وقد فززت من النوم والماء ينزل علينا من السماء بعد أن انتبهت الى أن جاري يرش الزرع في حديقة منزله المجاور كوننا ننام في السطوح والحدائق لأنقطاع التيار الكهربائي عنا منذ سبع سنوات ولأن الحديقة خصوصا ممكن أن تحمينا من شظايا الأنفجارات القريبه لوجود الأشجار فيها عكس السطوح الجرداء

بيني وبينكم حمدت الله كثيرا وشكرته لأنه كان ماءا" وليس ........ !!!