عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-01-2009, 06:37 PM   #1
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي البسوس .. وثورة الشعر

البسوس .. وثورة الشعر



لا أحد منا إلا وقد سمع عن البسوس وناقتها الشهيرة ..

رويت فيها أشعار كثيرة أثرت الأدب العربي , وحفظت تراثه القديم , وأعانت الباحثين على استقراء ذلك العصر اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا .

حرب البسوس هي حرب قامت بين قبيلتي بكر وتغلب وأستمرت 40 عاما من 494 إلى 534 بسبب مقتل كليب بن ربيعة التغلبي على يد جساس بن مرة البكري وإنتهت بانتصار تغلب على بكر .

كان لحرب البسوس تأثير في الأدب العربي وخصوصا في شعر الرثاء والحماسة فكان للمهلهل شعر شهير في رثاء أخيه والتحريض على الثأر له كما أن القصة قد دخلت الادب العربي على شكل قصة ملحمية في تصوير الحرب والثأر ونهاية الحرب .

وهذه القصة العجيبة ابطالها شخصيات كلّ منها له سمات خاصة وأكثرهم من مبدعى الشعر ولهم فيه درر يتيمة .. وسنفرد لكل شخصية بعضا من سماتها وأشهر قصائدها ..
وإن كان لكل قصة بداية .. فقد بدأت هذه الملحمة بـ كليب ..

فض كليب جموع اليمن في خزازى وهزمهم فاجتمعت عليه معد كلها، وجعلوا له قسم الملك وتاجه وطاعته، ثم دخله زهو شديد، وبغى على قومه لما هو فيه من عزة وانقياد معدّ له، حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يرعى حماه، وإذا جلس لا يمر أحد بين يديه إجلالاً له، لا يختبئ أحد في مجلسه غيره، ولا يغير إلا بإذنه، ولا تورد إبل أحد، ولا توقد مع ناره، ولم يكن بكرى ولا تغلبي يجير رجلا ولا بعيراً أو يحمى إلا بأمره، وكان يجبر على الدهر فلا تخفر ذمته، وكان يقول: وحش أرض في جواري، فلا يهاج! وكان هو الذي ينزل القوم منازلهم ويرحلهم، ولا ينزلون ولا يرحلون إلا بأمره، وقد بلغ من عزته وبغيه أنه اتخذ جرو كلب، فكان إذا نزل به كلأ قذف ذلك الجرو فيه فيعوى، فلا يرعى أحد ذلك الكلأ إلا بإذنه، وكان يفعل هذا بحياض الماء فلا يردها أحد إلا بإذنه أو من آذن بحرب، فضرب به المثل في العز فقيل: أعز من كليب وائل، وكان يحمى الصيد فيقول: صيد ناحية كذا وكذا في جواري فلا يصيد أحد منه شيئاً.

وتزوج كليب جليلة بنت مرة بن ذهل بن شيبان، وكان لمرة عشرين بنين جساس أصغرهم، وكانت بنو جشم وبنو شيبان تقيم في دار واحدة إرادة الجماعة ومخافة الفرقة.

وحدث أن كليباً دخل على امرأته جليلة يوماً فقال لها: هل تعلمين على الأرض أمنع مني ذمة ؟ فسكتت، ثم أعاد عليها الثانية فسكتت، ثم أعاد عليها الثالثة فقالت: نعم، أخي جساس (وهو جساس بن مرة، كان فارساً شهماً أبياً، وكان يلقب الحامي الجار، المانع الذمار، وهو الذي قتل كليباً). فسكت كليب، ومضت مدة، وبينما هي تغسل رأسه وتسرحه ذات يوم إذ قال لها: من أعز وائل ؟ قالت: أخواي جساس وهمام. فنزع رأسه من يدها وخرج .

__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس