عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-11-2009, 07:45 AM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحصاد المائي

كما أن للقمح والحبوب الأخرى والفواكه والخضروات مواسمَ للحصاد، فإن للماء موسم للحصاد. وقد تتفوق أهمية الحصاد المائي على باقي مواسم الحصاد الأخرى، إذ على الماء تعتمد وِفرة المحاصيل الأخرى.

قبل عدة سنوات، كانت التدفق المائي أو المحصول المائي في البلدان العربية يعادل 330 مليار متر مكعب من الماء، وعندما نعرف أن عدد سكان البلدان العربية يقترب من إل 330 مليون نسمة، فإن نصيب الفرد الواحد يساوي ألف متر مكعب من الماء، أي حوالي 3 أمتار مكعبة في اليوم. وكانت دولة العراق تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية 81 مليار وتليها مصر 63 مليار فالسودان 57 مليار فالمغرب.

ومن المؤسف أن ثلثي تلك الكمية من المياه تذهب هدراً في مجاري الأودية والفيضانات الموسمية سواء من الأمطار أو سوء إدارة المصادر المائية، ففي الأردن مثلاً والذي يعتبر واحداً من أفقر بلدان العالم بالماء حيث لا تزيد كميات المياه عن مليار ونصف متر مكعب، فإن الفاقد في الأنابيب يعادل أكثر من نصف مياه البلد المتواضعة.

ما المقصود بالحصاد المائي؟

الحصاد المائي: يعني جمع المياه في موسمها، للاستفادة منها في غير موسمها لأغراض الشرب والغسيل والزراعة. وتقع معظم البلدان العربية في منطقة الحصاد المائي، حيث تقل كمية الأمطار في أكثر الأراضي العربية عن 200 ملم مطر سنويا، مما يستوجب الاعتماد على الحصاد المائي.

وتاريخ الحصاد المائي معروف في منطقتنا منذ آلاف السنين، فالسدود والحفائر والآبار، هي من وسائل وطرق الحصاد المائي. ومن يتجول في مناطق الوطن العربي، سيجد آثاراً رومانية وعثمانية لبرك اصطناعية لتزويد قوافل التجارة والحج وغيرها.

أما من باب التسلية المفيدة، فقد كان أجدادنا القريبون، عندما يرون أنفسهم في حالة فراغ، فإنهم يلجئون لحفر آبار الجمع، بين المراعي وعند حافات الأودية يستخدمونها لسقي الحيوانات.

معلومات عن المياه في الكرة الأرضية

تشكل مساحة المياه في الكرة الأرضية ثلثي مساحتها. أما حجم المياه بالأمتار المكعبة على الكرة الأرضية فتعادل 4.1 مليار كيلومتر مكعب. منها 97% من الماء المالح الموجود في البحار والمحيطات. و3% فقط من الماء العذب، والذي يوجد منه في القطبين الشمالي والجنوبي 77% و 22% كماء جوفي (أرضي)، وتشكل الأنهار والأمطار (المياه المدورة) 1% فقط من الماء العذب.

طرق تنفيذ الحصاد المائي

هناك عدة طرق لتنفيذ الحصاد المائي، فمن آبار الجمع الى السدود الترابية الى تقنين استخدام ماء المطر لنجعله مفيداً.

آبار الجمع: لنفرض أن قرية متكونة من ألف منزل مساحة سطوح منازلها 200 ألف متر مربع، والمنطقة تقع في خط مطر 300 ملم، فيكون حاصل ما يسقط على السطوح من ماء المطر يساوي 60 ألف متر مكعب أي 60 مليون لتر من الماء العذب، وتكون أثمان تلك المياه لا تقل عن 10 ملايين دولار (بأقل سعر يباع فيه مثل ذلك الماء). ولو حسبنا كلفة إنشاء آبار الجمع لتلك المياه (بالأسعار الحالية) لكانت 50 مليون دولار، أي أن تلك الكلفة ستعود خلال خمس سنوات. هذا بالإضافة الى توفير حساب تخزين المياه وإسالتها وصيانة شبكة المياه الخ، فإن مثل تلك المشاريع لو تم دعمها بتحمل كلفتها كاملة أو جزءا من تلك الكلفة لساهمت تلك الفكرة بحل الكثير من مشاكل المياه.

البرك الترابية: يمكن لأصحاب الحقول التي تقع في الأراضي المنحدرة أن يقوموا بتحويل مجرى وادي (موسمي) وتغطية أرضية البركة ببلاستيك وجمع ما لا يقل عن 10 آلاف متر مكعب سنوياً بكلفة لا تزيد عن 4 آلاف دولار، وهذه الكمية كافية لإرواء هكتار واحد من أراضي البساتين بطرق الري المقننة، أي أن ناتجها سيعادل 6 آلاف دولار فيما لو زرعت بالعنب أو الخوخ. ولا يقل عن 10 آلاف دولار فيما لو تم زراعتها بالبطاطس.

وعلى من يريد تنفيذ مثل تلك المشروعات أن يراعي فتحة التصريف (الماء الخارج) بحيث يخرج الماء الزائد عن سعة البركة بسهولة كيلا يهدم أطراف البركة بخروجه الفظ.

تقنين استخدام ماء المطر: لنفرض أن أحدنا يملك 12 هكتار من الأرض الواقعة في منطقة لا تزيد أمطارها عن 150 ملم، وهي أمطار لن تساعد في إنتاج الشعير، وهو محصول لا يحتاج كميات كبيرة من المياه.

في تلك الحالة، يجب التفكير بتحويل مياه الأمطار الساقطة الى ربع المساحة، أي الى 3 هكتار من الأراضي، كيف؟

يكون ذلك في الأراضي المنحدرة، بجعل المياه تتجمع في الجزء الأسفل من الأرض، دون حراثة الأرض العلوية، وبذلك سيدفع بثلثي الماء لتتوجه لإرواء ربع المساحة، أي أن الأرض ستكون وكأنها تقع في خط مطر 400 ملم وهي كمية كافية لإنتاج 6 طن من القمح الجيد من الثلاثة هكتارات الخاضعة للري المقنن.

وإن كانت في أراضي منبسطة، فبالإمكان استخدام المحراث الأسترالي الخاص بمثل تلك الأغراض، حيث يكون شكل (سلاح المحراث) كمغرفة (البوظة) يحفر ويضع بذرة القمح أو الشعير في مساحة منخفضة تتجمع فيها مياه الأمطار بمعدلات تعادل 4 أضعاف ما تناله البذرة في الطرق العادية، وستعطي الأرض محصولاً جيداً في كل مساحتها، وكأننا زرعنا خمس الأرض ووجهنا لها كل مياه الأمطار لها.

نلتقي إن شاء الله

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس