عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-10-2023, 07:28 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,011
إفتراضي

ويقول هاتفيلد: " إن الناس بصفة عامة يتمتعون بالقدرة على محاكاة أصوات وأوضاع الآخرين، والملامح والتعبيرات التي ترتسم على ملامح وجوههم بسرعة مذهلة، وبالتالي فإن هؤلاء الناس قادرون أيضاً على تقمص شخصية الآخر وحياته العاطفية، وبالتحديد تبرمه وضغوطه النفسية".
وتقول الدارسة أيضاً "إن الإنسان عادة ما يكون أشبه بالإسفنجة التي تتشرب وتلتقط ما يمكن أن نطلق عليه اسم العدوى العاطفية، التي تنبعث من الأفراد المحيطين به وما إن يتشرب الإنسان ضغوط الآخرين، فإنه سرعان ما يبدأ بالإحساس بالضغوط ذاتها أيضًا، والتركيز على مواقف يمكن أن تزعجه.
كما كشفت الدراسة عن أن النساء بالمقارنة بالرجال هن أكثر عرضة للإصابة بعدوى انتقال الضغوط النفسية والمخاوف والقلق ومشاعر السخط والتبرم؛ وذلك بسبب أن النساء يميلن إلى التعاطف مع الآخرين، وبالتالي العزف على نغمة الشكوى نفسها والتبرم التي يبديها الآخر."
قطعا لاوجود لتلك العدوى المذكورة فى المقال وإنما وجود نفس السبب مع الكل هو ما ينتج حالات متشابهة من السلوك خاصة عندما تكون الكثرة قد اتفقت على رأى واحد كما فى حالة المديرة الجديدة
وتحدثتا عن الاضطراب النفسى فقالتا:
عدوى الإضطراب النفسي
يشرح يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة في كتابه نمط العدوى النفسية فيقول:
" ينتقل الحزن أو الوهم أو الشك أو الضلال من المريض إلى السليم، حتى يمكن القول بأن المرض النفسي قد يعدي مثل سائر الأمراض، بالنسبة للأشخاص المهيئين. ويمكن أن تكون العدوى بالأمراض النفسية، أكثر احتمالاً من أمراض عضوية كثيرة، بحيث يكون للانتباه إلى العلاج المبكر، فائدة مزدوجة في شفاء المريض، ووقاية من حوله في ذات الوقت. لقد عنينا أن ننص على لفظ (الأشخاص المهيئين)، وذلك لأن الناس يختلفون بالنسبة لاستعدادهم للإصابة بالمرض النفسي عن طريق العدوى، بقدر اختلافهم لقابليتهم للاستهواء، ومدى ما يحملونه من أسباب مهيئة للمرض النفسي في نفس الوقت. فمن المعروف أن الإيحاء سهل بالنسبة للأشخاص ذوي الشخصية السهلة، التي تتأثر بالغير، وتحسب حسابهم، والتى تتقبل آراء الآخرين بسهولة ويسر، والتي لا تصبر على التمسك بالرأي طويلاً، وهذه كلها صفات غير مرذولة أساساً، ولكن المغالاة فيها قد توحى بما يسميه العامة (ضعف الشخصية)، وهو أن يكون الإنسان تابعاً في فكره وتصرفه جميعاً، ولكن هذه التبعية ليست رذيلة بصورة دائمة، بل إنها تكون أحياناً مشكلة - بشكل ما - في عملية التكيّف، فالإنسان دائماً تابع حيناً ومتبوع حيناً آخر، ولكن التبعية المطلقة؛ والاستهواء المبالغ فيه هو ما يمكن أن يستنكره الناس، ويعتبرونه نقيصة يتبرأون منها، فمن قديم تفاخر الشعراء بعدم قابليتهم للاستهواء، كما في قول الشاعر العربي:
تثائب عمرو إذ تثاءب خالد
بعدوى، فما أعدتنى الثؤباء
الشخص العادي قد يكون مهيأً للتقليد والإيحاء، سواء أكان هذا الذي يوحى به (حركة) أم (سلوكاً) سوياً أم مرضياً، ومن المتعارف عليه كذلك أن الخلق السيئ يعدي، كما أن الطبع الحميد يعدي، وقد شبهوا عدوى الأخلاق بالعدوى المرضية حرفياً:
واحذر مصاحبة اللئيم فإنها
تعدى كما يعدى السليم الأجرب
فإذا كان التثاؤب معدياً، والطبع اللئيم يعدي، فالمرض النفسي قد يعدي سواء بسواء، وهو معد فعلاً ولكن للشخص المهيأ فحسب. ولنضرب أمثلة لهذه العدوى بادئين بمرض الإيحاء الشهير (الهستيريا)، والهستيريا لا تعنى الجنون، ولا تعنى الهوس أو (الوش)، كما يحب الناس أن يطلقوا هذا اللفظ على أكثر من معنى، ولكنها تعني مرضاً (نفسياً) - ليس عقلياً - تصدر فيه أعراض جسمية (كالنوبات أو فقد النطق) أو عقلية (كفقد الذاكرة)، دون إرادة المريض، بعيداً عن دائرة وعيه، هرباً من مواجهة موقف قاسٍ.
وهذا المرض برغم بساطته وسهولة علاجه في أغلب الأحيان، إلا أنه حاز شهرة تاريخية وشعبية لا نظير لها. فمعظم القصص وروايات السينما، التي تحكي إزدواج الشخصية وفقدان الذاكرة والشلل المؤقت، مبنية على فكرة هذا المرض، بغير مبرر يتناسب مع مركزه بين الأمراض "."
قطعا ما قاله الرخاوى ليس صحيحا لأن ينفى الإرادة الإنسانية فكل واحد منا يختار حتى وإن تشابهت الاختيارات كما قال تعالى فى اختيارات الكفار وأقوالهم :
"وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون"
وتحدثتا عن عدوى التثاؤب فقالتا:
"التثاؤب: شكل من العدوى العاطفية
أثبت علماء من جامعة بيزا الإيطالية، أن اقتراب إنسان عاطفياً من شخص ما، عامل حاسم في التقليد غير المتعمد لهذا الشخص، وهو ما يجعل التثاؤب أكثر عدوى بين أفراد الأسرة الواحدة، ثم بين الأصدقاء، ثم المعارف، ثم الغرباء. وبذلك تنطوي عدوى التثاؤب ضمن نماذج التقمص العاطفي عند توافر الظروف العاطفية المناسبة؛ حسبما أكد الباحثون تحت إشراف اليزابيث بالاغي، في مجلة (بلوس ون) الأميركية. وقال الباحثون في دراستهم إن التقمص العاطفي، أي القدرة على التعرف إلى مشاعر الآخرين وإصدار ردود أفعال عليها، هو عنصر حاسم في تكون السلوك الاجتماعي.
ويعتقد بعض الباحثين أن ما يعرف بمرآة الخلايا العصبية، التي توجد على شكل شبكة من الخلايا العصبية، تجعلنا نرد تلقائياً على بسمة الآخرين، وليست عدوى التثاؤب أمراً جديداً على العلماء، فهم يرجحون منذ وقت طويل وجود مثل هذه الأشكال من التقمص العاطفي للآخرين، ولكنها لم تثبت بهذا الشكل إلا أخيراً. وراقب الباحثون على مدى عام كامل، سلوك 109 أشخاص - 56 امرأة و53 رجلاً - من أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا وإفريقيا، ثم حللوا التصرفات التي بدرت عنهم في 480 تجربة، بما في ذلك الزاوية التي يرى فيها المراقب بدايات التثاؤب، وتوصلوا دائماً إلى النتيجة نفسها، ألا وهي أن العلاقة الاجتماعية كانت في كل مرة العامل الأكثر حسماً في انتقال عدوى التثاؤب، يليها عامل الجنس - ذكر أم أنثى - ثم القومية أو ظروف الموقف ذاته بل إن التثاؤب ينتقل بسرعة أكبر بين الأشخاص الذين تربطهم قرابه عنه بين المعارف؛ بحسبما أثبتت الدراسة، ولكن عنصر التقليد لا يلعب دوره إلا عندما يكون التقمص العاطفي ظاهراً أصلاً لدى الشخص المتقمص. ولا يلعب هذا العنصر دوراً لدى الأطفال الصغار، وكذلك لدى الأشخاص المصابين بالتوحد."
قطعا تقليد التثاؤب لا ينطبق إلا على أشخاص لهم نفس العادات كالسهر معا أو العمل معا ومن ثم إذا تواجد أخرين ليس لهم نفس العادات لا تجدهم يتثاءبون كالمتثائبين
وتحدثتا عن عدوى العقائد فقالتا:
"عدوى العقائد
يمكن أن ننظر إلى المسألة من الجانب العقائدي لدى الإنسان، فالإنسان الذي يعيش في بيئة تؤمن بشيء وتكفر بشيء آخر، سيستقبل هذه العقائد تلقائياً بالعدوى، وهذا ما علمناه جلياً في مكة أيام الجاهلية، إذ كانت زاخرة بالشرك، يمارس أهلها عبادة الأوثان، وتنتقل هذه الممارسة من شخص إلى آخر، الأمر الذي عقّد الدعوة الإسلامية في بادئ أمرها، فاضطر المسلمون إلى الهجرة صوب بلاد الإيمان، حيث يكون الجو أكثر ملاءمة لنشر عدوى إيمانهم. وهذا ما حدث في يثرب (المدينة المنورة) التي دب فيها الإيمان بعدوى منقطعة النظير، فدخل الناس في دين الله أفواجاً."
لو كان ألأمر عدوى ما خرج أولو العقل أو البقية فى أقوامهم فإبراهيم(ص) الذى تربى فى بيئة كافرة خرج من البيئة رافضا إياها وكذلك كل معظم الرسل(ص) خرجوا من بيئات كافرة وابن نوح(ص) الذى عاش فى بيئة إسلامية مع والده وجديه خرج منها كافرا هو وأمه
وحكت الاثنتان العدوى الشعورية فى كوريا الشمالية وهى ليست عدوى وإنما عملية خوف من العقوبات والسلطات التى لا تتوانى عن اعدام البعض إذا لم يضحكوا أو يعملوا ما يريد الزعيم من قصة شهر أو ما شابه فقالتا:
"الاستفادة العملية من عدوى الشعور
هستيريا جماعية لوفاة زعيم كوريا الشمالية :
من خلال مراكز متخصصة تدرس بعض الدول المتقدمة إمكانية ممارسة هذه الآلية؛ لتغيير اتجاه تفكير مجتمعاتها، نحو الاتجاه الذي ترغب فيه الحكومات. وتقدم هذه المراكز تقارير يومية إلى الحكومة تبين فيها المزاج العام للشعب في هذا اليوم، وهل يمكن أن تتخذ الحكومة قراراً ما، أو عليها أن تؤجله وفق المزاج العام. وتعتمد المراكز في استنباط معلوماتها هذه من مواقع التواصل الاجتماعي، وشبكات الاتصال وما إلى ذلك. حتى ليُخيّل للناظر بعمق، أننا في عصر الاتصالات، أصبحنا أكثر عرضة لعدوى المشاعر والعواطف."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس