[سيدي حرازم يطرونس]

محي الدين..
في أي كوكب تعيش بالله عليك، أنت تنكر أن الفلسطينيين يقاومون ويقتلون ويقتلون، تنكر أنهم يجاهدون ويبذلون أرواحهم في سبيل الحرية، كأنك لا تعيش معنا في هذا الكوكب، وكل هذا فقط لتزين للناس موقف حكومة بلادك، أو لتبحث لها عن أعذار، متى كان العهر يجد له العذر، لقد كان العرب قديما يقتلون بناتهم خشية العار من أن تسلب البنت وتصير جارية، أو يتقادفها الفقر والعوز فكانت تقتل خشية إملاق، وقد عاب عليهم نبينا الكريم ذلك، الله يرزقهم.. وأنتم أيضا، لا تقتلوا البنات فان الله يرزقهم واياكم.. لا تبنوا الجدار فان الله ينصرهم واياكم. 
أنت تدافع عن الجدار لانك تريد ان تدافع عن موقف حكومة بلادك، وأنت تدافع عن موقف حكومة بلادك لانك تريدان تدافع عن نفسك، والمشكلة ان خلطا كبيرا يقع عندك فأنت تعتقد أن انت ومصر ومبارك كلهم شيء واحد وشخص واحد، وتلوم الاخرين بدل توجيه اللوم الى نفسك والى حكومتك وبلدك.. في موضوع الجدار يجب ان تلوم مبارك وان تهاجم مبارك.. لان مبارك سقط سقوطا مدويا ووصل الى الحضيض في قضية قافلة المعونات.. وتأكد أنه لو كانت الجزائر أو المغرب أو السعودية من يبنى الجدار لمحاصرة شعب أعزل لكان اللوم من نصيبهم ولما تركهم لسان النقد لأن المسألة هنا، كمواطن شريف منخرط في قضايا أمته حتى النخاع، هي مسألة ضمير.
أفق يا محي الدين فإن النار تحتك، أفق فالعهر لا يجد له العذر، لا يجد له العذر، لا يجد له العذر.