عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-08-2023, 07:54 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,009
إفتراضي قراءة فى خطبة لماذا خلقت؟

قراءة فى خطبة لماذا خلقت؟
استهل الخطيب خطبته بالمقدمة التقليدية فقال :
"الحمد لله الأحد الصمد، له النعم التي لا تعد ، والآلاء التي لا تحد .. يغفر الذنب ، ويستر العيب ، ويعفو عن السيئات ، وهو الرحيم الغفور .. وأشهد ألا إله إلا هو وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد .. { ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } ."

وتحدث الخطيب عن انشغال الناس عن الهدف من خلقه وهو عبادته سبحانه وتعالى وانشغالهم بأهداف جزئية بطرق بعيده أيضا عن الأهداف الجزئية لعبادة الله فقال :
"عباد الله .. حينما يتأمل المسلم اليوم في أحوال نفسه وأحوال من حوله ، يدرك كم هو مشغول عن الغاية التي خلقه الله لأجلها ، تلك الغاية التي قل منا من يسأل نفسه هل سلك طريقها ، وهل توخى وسائلها ، وطمع في جوائزها .. ربما تفكرت طويلا يا رعاك الله في الغاية من عملك ، والغاية من تجارتك ، والغاية من دراستك ، ولا أشك أنك ستبحث عما يوصلك إلى تلك الغايات الشريفة ، ولكن كم مرة سألنا أنفسنا : لماذا خلقنا ؟ لماذا خلقنا الله على هذه الأرض ؟ هل خلقنا لنتمتع بشهواتها؟ بطعامها؟ بشرابها؟ بزينتها وزخرفها؟ ، ثم نموت وندفن في التراب وينتهي كل شيء؟ .."
أعاد الرجل السؤال فأجاب قائلا:
"لماذا خلقنا؟ إنه سؤال ربما نعيد بسببه كثيرا من حساباتنا الدنيوية والأخروية .
أما الجواب ، فاسمع الجواب من الله الذي تكفل به في قوله تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } .
إنها العبادة ، الغاية العظمى للحياة .
لكن الإنسان يميل بطبعه إلى المتع ، وتهفو نفسه إلى الدعة والراحة ، ويشتاق بتكوينه إلى ما يرضي دنياه .. هكذا خلق الإنسان ، عجولا تغره الثمار القريبة الفانية ، حتى تشغله عن الباقية لأنها بعيدة ."

وبين الرجل أن الغاية من عبادة الله ليست حرمان الإنسان من متاع الدنيا وإنما تمتعه من خلال طاعة أحكام الله فيها فقال:
"أيها المسلم ، إن الله تعالى لم يأمرك بالعبادة ليقطعك عن متعك ، ولا ليحرمك من شهواتك .. ولا لينغص عليك حياتك .. كلا .. بل أمرك بالعبادة لتعيش بها هانئا سعيدا ، مطمئن البال والضمير ، { فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى(123) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى(124) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا(125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(126)وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } ."
وانتهى الرجل إلى أن نتيجة عبادة الله فى الدنيا هى الراحة فقال :
"ولهذا كانت العبادة راحة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكان إذا تعب ونصب قال: ( أرحنا بالصلاة يا بلال ) كما صح عند أحمد وأبي داود ."
والحقيقة أن العبادة نتيجتها فى الدنيا ليست راحة وإنما نتيجتها طمأنينة نفسية قلبية كما قال تعالى :
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"

وقد تكون النتيجة تعب جسدى واحيانا نفسى كما فى الزلزلة النفسية التى قال الله فيها :
"وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا"
وتحدث عن اللجوء للصلاة للراحة فقال :
"وكان - صلى الله عليه وسلم - يلجأ إلى الصلاة حينما تشتد عليه الكروب ، وتزيد عليه الهموم ، فعن حذيفة رضي الله عنه قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر صلى . رواه أحمد وأبو داود بسند حسن .
بل تأمل كيف كانت العبادة سلوته في أشد الخطوب خطورة ، فها هو - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر ينظر إلى المشركين وهم ألف ، وأصحابه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، فاستقبل - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ، فما زال يهتف بربه ، مادا يديه مستقبل القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله ، كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك ، فأنزل الله عز وجل (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) فأمده الله بالملائكة . رواه مسلم ."
والحق فالصلاة أو الدعاء ليست حلا للمشاكل التى تصادف المسلم وإنما حلها فى الأخذ بالأسباب التى أمر الله بها والمراد طاعة أحكام الله فهى الحل
وتحدث عن السبعة المظلولين فقال :
"أيها المسلم .. هل تأملت في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؟ إن من بينهم شاب نشأ في عبادة ربه ، فاستحق يوم تنكب الشمس على الخلائق فتلجمهم في عرقهم، أن يحظى بظل مميز، إنه ظل الله يوم لا ظل إلا ظله."
والخطأ فى الحديث أن الله يظل سبعة فقط فى ظله ويخالف هذا أن الله يظل المسلمين كلهم مصداق لقوله تعالى :
"إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا 000ودانية عليهم ظلالها "
وقال:
"وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود "
كما أن السبعة المذكورين هم سبع حالات قد تحدث كلها لإنسان واحد والجنة لا تدخلها الحالات وإنما أصحاب الحالات .
وتحدث عن حلاوة الإيمان وهى الطمأنينة فقال :
"فيالله العجب ، كم للعبادة من حلاوة في قلب المؤمن ، يجد فيها راحته وسلوته ، ويالله العجب ، كم لها من طمأنينة يجد فيها المهموم أنسه وبرد فؤاده
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس